شن تجمع جديد من القوى العسكرية يضم جبهة النصرة وفصائل مقاتلة هجوما واسعا على حي جمعية الزهراء الاستراتيجي في مدينة حلب في شمال سورية ليل الخميس الجمعة وتمكن من السيطرة على نقاط عدة لقوات النظام.
في المقابل، ذكر الاعلام السوري الرسمي ان الجيش أحبط الهجوم.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الجمعة "شهدت مدينة حلب ليلة نارية جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات النظام والفصائل لم تعرف لها مثيلا منذ دخول مقاتلي المعارضة اليها" صيف 2012.
واعلن 13 فصيلا الخميس اطلاق "غرفة عمليات انصار الشريعة" بهدف "تحرير مدينة حلب وريفها". ومن ابرز مكوناتها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وفصائل مقاتلة غالبيتها اسلامية بينها حركة احرار الشام وجبهة انصار الدين وحركة مجاهدي الإسلام.
واضاف عبد الرحمن "تمكنت فصائل +غرفة عمليات انصار الشريعة+ من التقدم الى اطراف حي جمعية الزهراء حيث مقر فرع المخابرات الجوية، والسيطرة على مبان عدة" في غرب مدينة حلب.
وتابع "وقعت معارك عنيفة استمرت طوال الليل حتى ساعات الصباح بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام مدعوما من حزب الله اللبناني ومسلحين عند اطراف حي جمعية الزهراء وعلى محوري الخالدية والاشرفية في شمال وشمال غرب حلب وعند خطوط التماس الفاصلة بين الاحياء الواقعة تحت سيطرة النظام وتلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة".
واسفرت الاشتباكات بين الطرفين ليلا بالاضافة الى الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الفصائل وفق المرصد، عن مقتل 35 مقاتلا معارضا على الاقل، فيما قتل وجرح العشرات في صفوف قوات النظام من دون توافر حصيلة محددة.
وقتل تسعة مدنيين منذ الخميس جراء سقوط مئات القذائف على احياء تحت سيطرة قوات النظام مصدرها مواقع المعارضة.
وقالت سحر (21 عاما) وهي طالبة تقيم في حي السريان الواقع تحت سيطرة النظام لوكالة فرانس برس "منذ ليل أمس لم تهدأ أصوات الانفجارات وجرّات الغاز، (...) نسمع الأصوات من كل مكان ولا نستطيع تحديد مكان سقوط القذائف تحديدا. كانت الانفجارات قوية وكثيفة ليل امس".
ونقل التلفزيون السوري الرسمي ان "الجيش أحبط محاولات تسلل المجموعات الارهابية على عدة محاور في حلب".
وقال كريم عبيد من "مركز حلب الاعلامي" الذي يضم ناشطين في المدينة لوكالة فرانس برس "بدأ الهجوم باستهداف نقاط تمركز قوات النظام في كتيبة الدفاع (مقر المخابرات) بصواريخ محلية الصنع، قبل تسلل المقاتلين الى داخل الكتيبة وخوضهم اشتباكات عنيفة استمرت حتى الصباح".
وقال عبيد "اهمية هذا الحي انه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الاحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة وقرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي".
واوضح ان السيطرة على الحي من شأنها ان "تؤمن الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية".
وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللامداد من تركيا الى مناطق سيطرتها في ريف حلب وفي القسم الشرقي من المدينة. كما ان السيطرة على الحي تضع الاحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في مرمى نيران المعارضة.
وحاولت فصائل المعارضة في السنتين الاخيرتين اقتحام الحي مرات عدة كان اخرها في نيسان/ابريل الماضي.
وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ اكثر من سنتين، وتسيطر قوات النظام على الاحياء الغربية من المدينة فيما تسيطر فصائل المعارضة على الاحياء الشرقية التي تتعرض منذ كانون الاول/ديسمبر 2013، لقصف منتظم بالبراميل المتفجرة خصوصا والطيران الحربي ما اوقع آلاف القتلى، واثار تنديدا دوليا.
وخلال السنة الاخيرة، وبعد حيازة الكتائب المعارضة اسلحة اكثر تطورا، باتت الاحياء الغربية عرضة لقذائفهم وصواريخهم الصغيرة القريبة من صواريخ "غراد".
في ريف دمشق، يشهد المدخل الشرقي لمدينة الزبداني اليوم اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام مدعوما بمقاتلي حزب الله ومسلحين.
وقال عبد الرحمن ان "الاشتباكات اندلعت ليلا بعد هجوم لمقاتلي المعارضة على حاجز الشلاح شرق المدينة ومقتل خمسة من عناصره"، مضيفا ان "الطيران الحربي التابع للنظام شن اكثر من عشرين ضربة جوية على المدينة والقى نحو 44 برميلا متفجرا، ما ادى الى مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين".
وتعد مدينة الزبداني واحدة من آخر المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، لا سيما بعد العملية المشتركة بين الجيش السوري ومقاتلي حزب الله في منطقة القلمون التي حصلت خلال الشهر الماضي ونجحت في ابعاد الفصائل المقاتلة عن الحدود اللبنانية.
وكانت الزبداني تشكل قبل بدء النزاع ممرا للتهريب بين البلدين، وهي من اولى المدن التي انتفضت ضد النظام في منتصف آذار/مارس 2011، وباتت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ اواخر 2013.
في انقرة، قال رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو ان بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سوريا لحماية حدودها.
وقال في مقابلة تلفزيونية "تركيا لن تنتظر حتى الغد في حال وجود تهديد على امنها الداخلي"، ولكن وفقا للوضع الحالي "فان التدخل العسكري الاحادي الجانب ليس مطروحا، مضيفا "لن ننجر ابدا الى مغامرة فليطمئن شعبنا".
وتسبب النزاع السوري بمقتل اكثر من 230 الف شخص في اربع سنوات.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك