مع استمرار تصاعد الأزمة الجيوسياسية والإنسانية في العراق، تزداد التكهنات حول مدى تأثير هذه الأزمة على قطاع الطاقة الإقليمي، وعلى اقتصاد المنطقة بالكامل.
ويُنظم نادي " كابيتال كلوب "، نادي المدينة الرائد في دبي، وعضو مجموعة شركات إنشاء، جلسة حوار رفيعة المستوى، تضمّ نُخبة من الخبراء البارزين، وتتناول التداعيات والمخاطر والفرص التي يخلقها الوضع الراهن في العراق.
وتُجرى جلسة الحوار الاثنين المُقبل ويُديرها المُحرر في صحيفة "جالف نيوز"، فرانسيس ماثيو ، وتضمّ كبير الاستشاريين في شركة "منار" لاستشارات وإدارة مشروعات الطاقة، روبين ميلز، والعضو المُنتدب للشركة، جعفر الطائي، ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة "دراغومان بارتنرز"، علي الخضيري.
وتعود أصول الأزمة التي يعيشها العراق إلى سنوات وعقود من الزمن، وباتت خلفيتها معروفة للجميع، إلا أنّ الجديد هو قيام تنظيم "داعش" بشنّ هجوم على شمال العراق، استهدف مدينة الموصل على وجه التحديد.
ومنذ ذلك الوقت عزّز التنظيم قوته وتوغل في المناطق العراقية، مما أثار الرعب الدولي، وأدى إلى توحد جميع الفرقاء والخصوم السياسيين لمواجهة طموحات التنظيم التوسعية داخل أراضي العراق، وممارساته الوحشية، وحالة عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي التي سيفرضها وجوده.
وتبدو طبيعة حالة عدم الاستقرار هذه معقدة وذات حساسية خاصة؛ نظرًا لاحتواء العراق على خامس أكبر احتياطيات النفط المُثبتة في العالم، والتي شهدت زيادة منذ نهاية حرب العام 2003، وتشكل مع باقي الصناعات الهيدروكربونية 72% من الناتج القومي الإجمالي للبلاد.
وتبدو تداعيات التهديدات على سيادة العراق والسيطرة على المنطقة الشمالية الغنيّة بالنفط، وجرّ كرد العراق، وربما الكرد الأتراك إلى الصراع، كثيرة.
وتشمل هذه التداعيات التأثيرات على أسعار النفط الخام، وتدهور العملة، وهروب رؤوس الأموال، وتراجع التجارة البيئية وانهيار السياحة، فضلًا عن تقلص معدلات النمو، والتأثير على مزيج الطاقة في المنطقة.
ويبدو العمل على فهم كافة السيناريوهات المُقبلة أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للقطاعات الاقتادية الخليجية المتأثرة بحالة عدم الاستقرار والمخاوف من أسعار الطاقة وإمداداتها.
ولذلك بادر "كابيتال كلوب" إلى دعوة تُخبة من الخبراء البارزين، ومنهم ميلز، الذي وففته مجلة "فورين بوليسي" بأنه أحد العقول العظيمة في عالم الطاقة، والذي تولى من موقعه رئيسًا للاستشاريين في "المنار" العديد من المهام الاستشارية الكبرى للاتحاد الأوروبي والعديد من شركات النفط الدولية في العراق.
وسبق له تطوير أعمال جديدة لشركة "شيل" في العراق وإيران، كما تشمل إنجازته تأليف كتابين.
أما الطائي، الذي أسّس شركة "المنار" في العام 2009، فقد شغل منصب كبير المستشارين في وزارة النفط العراقية من العام 2003 وحتى العام 2007، تولى خلالها تقديم المنح والمشورة حول المفاوضات الاقتصادية والتجارية، كما عمل في السابق لشركات "بريتش بيتروليوم"، وبتروبراس ونومورا.
وسبق للخضيري العمل مع إكسون موبيل ، وهو مهندس الدخول التاريخي للشركة في إقليم كردستان العراق في مشروعات بلغت قيمتها مليارات الدولارات؛ حيث تولى المفاوضات السياسية الخاصة بذلك، والحول على عقود استكشاف مُجزية هي الأكثر ربحيةً للشركة بين مشاريع التنقيب، التي تنفّذها في الشرق الأوسط.
كما عمل مساعدًا خاصًا لخمسة سفراء أميركيين في العراق، ومستشارًا لثلاثة من كبار القادة في القيادة المركزية الأميركية.
وتستعرض الجلسة خبرات المتحدثين ووجهات نظرهم الشاملة ورؤيتهم المبنيّة على خبرة تمتد لعقود من الزمن، وستساعد على كشف الطبيعة المُعقدة لتداعيات حالة اللايقين والأوضاع القاسية في العراق اليوم.
وأكدت مدير عام "كابيتال كلوب"، إيما كولين، في تعليق لها بهذه المناسبة: "كونه نقطة التقاء لكبار رجال الأعمال في دبي والإمارات، يسعى "كابيتال كلوب" جاهدًا وباستمرار لتزويد أعضاءه بجلسات تتيح لهم مواكبة آخر الأحداث والمعلومات واستطلاع آراء الخبراء حول القضايا الراهنة من قبيل الأزمة العراقية، وتشهدجلسة الاثنين حضور نخبة من الخبراء المرموقين والذين ستتيح وجهات نظرهم حول الوضع الراهن في العراق رؤية قيّمة للأعضاء حول ما يمكن توقّعه في المستقبل القريب، وكيفية مواجهة أيّة تحديات يمكن أنّ تطرأ".
أرسل تعليقك