تل أبيب - العرب اليوم
في الأسبوع الأخير قبل انتهاء مدة تكليفه، ومع الشعور بأنه هو أيضاً سيفشل في تشكيل حكومة تغيير، كشفت مصادر سياسية عن أن رئيس الوزراء المكلف، يائير لبيد، لا ينوي إعادة كتاب التكليف إلى رئيس الدولة؛ رؤوبين رفلين، بانتهاء مدته في الأسبوع المقبل، ويخطط لأن يطرح مشروع قانون لحل الكنيست، ليفرض بذلك إجراء انتخابات جديدة ويعرقل جهود رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة.
ورغم الانتقادات التي يمكن أن يتعرض لها لبيد بسبب قيادة إسرائيل إلى انتخابات أخرى؛ هي الخامسة في غضون سنتين ونصف السنة، فإنه يفضل هذه الانتقادات على منح نتنياهو فرصة تعزيز حكمه. وحسب مصادر مقربة منه، فإنه يعتقد أنه ما زال هناك أمل في النجاح بتشكيل حكومة تغيير تنهي حكم نتنياهو. ولكن في حال فشل في ذلك، فإن الانتخابات الخامسة ستكون بمثابة فرصة لمحاسبة نتنياهو على إخفاقاته في الحرب. وأضافت المصادر أن لبيد يتكلم بثقة لأن لديه نتائج استطلاعات رأي تدل على أن شعبيته آخذة في الاتساع، بينما شعبية نتنياهو تتراجع.
وكان لبيد قد حصل على كتاب التكليف لتشكيل الحكومة قبل 22 يوماً، بعد فشل نتنياهو في هذه المهمة. ومع بداية جهوده، ظهرت بوادر نجاح، لكن عندها حدث تدهور أمني في القدس أعقبته الحرب على غزة، وانفجار صراعات دامية بين العرب واليهود داخل إسرائيل. فانسحب أحد حلفاء لبيد، نفتالي بنيت، رئيس حزب «يمينا»، وقال إن «الحرب وما أعقبها من صراعات مع العرب في إسرائيل، جعلا تشكيل حكومة تغيير تستند إلى أصوات النواب العرب غير واقعية». وتبين لاحقاً أن بنيت اتخذ هذا القرار لأن اثنين من نوابه السبعة أدارا مفاوضات مع «الليكود» بقيادة نتنياهو على الانسحاب من الحزب.
ومع ذلك، فإن لدى لبيد إمكانية لتشكيل حكومة بأكثرية 61 نائباً، إذا انضم إليه جميع النواب العرب العشرة («القائمة المشتركة» برئاسة النائب أيمن عودة «6 نواب»، و«الحركة الإسلامية» برئاسة النائب منصور عباس «4 نواب»). ولكن المشكلة أن بعض حلفائه، مثل غدعون ساعر، يتحفظ على الاستناد إلى أصوات العرب، وقسم من النواب العرب في «المشتركة» يتحفظ على دعم حكومة تضم يمينيين متطرفين، مثل بنيت وساعر وأفيغدور ليبرمان، خصوصاً بعد الحرب التي أيدها لبيد وساعر وبنيت وليبرمان. ولذلك؛ فإن لبيد يحاول إقناع حلفائه بتشكيل الحكومة الآن بشكل مؤقت، ويقول لهم: «فلنسمها حكومة طوارئ»، على أن تنضم إليها أحزاب أخرى بعد أشهر عدة. وهو يقول لهم: «ربما يستيقظ نواب (الليكود) عندما يفقدون السلطة فيسقطون نتنياهو وينتخبون بديلاً له، وعندها، لا مشكلة في ضم (الليكود) نفسه».
إلا إن هذا التصور لا يقنع كل حلفائه بعد، خصوصاً حزب بنيت، وقد اعترف لبيد أمس بالمصاعب، وقال إن «احتمالات تشكيل حكومة تغيير؛ ليست عالية، لكننا سنواصل المحاولة، وبطبيعة الحال، سنستمر حتى اللحظة الأخيرة».
وكثّف حزب لبيد («يش عتيد» - يوجد مستقبل)، من اتصالاته مع الأحزاب المعارضة لنتنياهو، في مسعى لتشكيل الحكومة. وتوصل إلى اتفاق مع كل من حزب «يسرائيل بيتنو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، ومع «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، ومع حزبي العمل و«ميريتس»، حول شروط تشكيل ائتلاف حاكم. وبموجب هذه الاتفاقيات يبقى غانتس وزير أمن ويصبح ليبرمان وزير مالية، ويحصل «ميريتس» على 3 وزراء، بينهم النائب العربي عيساوي فريج، الذي قد يصبح وزيراً للتعاون الإقليمي في الشرق الأوسط، وهي الوزارة التي تأسست في زمن حكومة آرييل شارون ومنحت لشمعون بيريس.
يواصل لبيد جهوده لنسج اتفاقيات مع بقية أحزاب الائتلاف، وأعرب عن أمله في أن تعود إليه «الحركة الإسلامية» برئاسة منصور عباس، و«يمينا» برئاسة بنيت حتى لو بـ5 نواب، بدلاً من 7. وأضاف: «الحكومة التي نحاول تشكيلها تحقق المصلحة التي تحتاجها الدولة. نحن بحاجة إلى حكومة يتعاون فيها اليمين واليسار والوسط، بوصفه أسلوب حياة؛ مثل تعاون اليمين واليسار والوسط في ساحة المعركة».
قد يهمك ايضا:
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يطلب تمديد التفويض لتشكيل حكومة
الجيش الإسرائيلي يعلن أن 2300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل خلال 6 أيام
أرسل تعليقك