باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية
آخر تحديث GMT02:57:14
 العرب اليوم -

باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية

تنظيم داعش
إسلام أباد- العرب اليوم

على ما يبدو، يسير المجتمع الباكستاني مرة أخرى نحو السقوط في قبضة موجة إرهاب جديدة مروعة، تتضمن شن هجمات انتحارية على أماكن دينية وإراقة حمامات من الدم يسقط في خضمها عشرات القتلى. ومع ذلك، من الواضح أن هذا الأمر ليس من تدبير جماعة حركة طالبان باكستان، ذلك أن مسؤولين أمنيين أوعزوا العملية الانتحارية الأخيرة التي استهدفت مسجداً شيعياً في بيشاور، إلى تنظيم «داعش خراسان» وأفراد محليين موالين له. من جهتها، سارعت حركة طالبان الباكستانية إلى نفي ارتباطها بأي شكل من الأشكال بالتفجير الانتحاري، الذي وقع الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل 62 شخصاً على الفور». وأعلنت الجماعة المحلية التابعة للتنظيم الإرهابي «داعش»، المعروفة باسم «ولاية خراسان»، مسؤوليتها عن التفجير. في الفترة الأخيرة، يرى مسؤولون أمنيون باكستانيون أن تنظيم «داعش» يشكل تهديداً أكبر للأمن الداخلي لباكستان عن حركة طالبان الباكستانية. ويعتبر هذا أول تفجير انتحاري في المدن الباكستانية، منذ صعود حركة «طالبان» الأفغانية في أفغانستان، رغم تزايد هجمات إرهابية ذات طبيعة مختلفة منذ استيلاء طالبان على مقاليد الحكم في كابل.

وتأتي عودة العمليات الانتحارية في المجتمع الباكستاني بمثابة نذير شؤم للوضع الأمني في باكستان. وينظر إلى هذا الأمر باعتباره عودة للأيام الخوالي في أوائل العقد الماضي، عندما أصبحت التفجيرات الانتحارية في المناطق الحضرية في باكستان، القاعدة السائدة.

كانت موجة التفجيرات الانتحارية التي بدأت في باكستان في أعقاب العملية العسكرية في يوليو (تموز) 2007 ضد المسلحين الذين جرى إيواؤهم في مسجد لال في إسلام آباد تهدف بوضوح إلى زعزعة استقرار البلاد. وتسارعت وتيرة هذه الموجة من حيث عدد الهجمات في الفترة ما بين عامي 2007 - 2011. وكانت عدة مصادر إعلامية ورسمية قد أشارت بعد ذلك إلى تورط مجموعات متعددة في تفجيرات انتحارية. وحتى حركة طالبان الباكستانية نفسها لم تكن كياناً مترابطاً، وإنما كانت تتألف من عدة مجموعات مختلفة، والتي جرى استهدافها بعد ذلك في العمليات العسكرية التي جرى تنفيذها بشكل رئيسي داخل المناطق القبلية». ويقول البعض إن هذه الموجة كانت تهدف إلى إضعاف عزيمة الدولة الباكستانية وقياداتها العسكرية حتى يتراجعوا عن المرحلة المتقدمة للعمليات العسكرية ضد المسلحين القبليين في مناطق القبائل الباكستانية. كما وصف بعض المحللين الغربيين التفجيرات الانتحارية بأنها أداة استراتيجية للجماعة المتشددة يجري استخدامها لانتزاع تنازلات من الحكومات الديمقراطية. ومع ذلك، فإنه في حالة باكستان لا يوجد دليل يثبت ذلك. في الواقع، لا توجد أي دراسة للرد على مثل هذه التساؤلات المرتبطة بالدوافع الاستراتيجية القائمة خلف عشرات التفجيرات الانتحارية التي وقعت في باكستان خلال الفترة من 2007 إلى 2011 وإلى أي مدى حققت هذه الأهداف. وبالمثل، هناك ندرة في البيانات، الأمر الذي يعود بصورة أساسية إلى أن الحكومة ومؤسساتها نادراً ما تنشر نتائج مئات التحقيقات التي أجريت حول هذه الهجمات الإرهابية. وبعض التحليلات لظاهرة التفجيرات الانتحارية مبنية على معلومات غير دقيقة مستمدة من رسائل الفيديو قبل الهجوم للتفجيريين الانتحاريين داخل مناطق القبائل الباكستانية».

ورغم نقص البيانات والأدلة التجريبية، لاحظ بعض الخبراء الباكستانيين أن الجماعات المسلحة تستخدم التفجيرات الانتحارية لتحقيق أهداف استراتيجية. وبحسب إحدى الروايات، فإنه تشير التحقيقات المعنية بإنفاذ القانون إلى أن التفجيرات الانتحارية هي من عمل مجموعات مسلحة وإرهابية متعددة، مثل طالبان المحلية و«القاعدة» وأيضاً الجماعات المرتبطة بالقاعدة مثل «جمعية الفرقان» و«عسكر جنجوي». وتشير أدلة إلى أن القاعدة والجماعات التابعة لها في باكستان متورطة كذلك في تفجيرات انتحارية داخل البلاد». وقال قائد شرطة بيشاور محمد إعجاز خان «هناك سبع جثث لا يمكن التعرف عليها بالإضافة إلى ساقين مبتورتين نعتقد أنهما لجثة الانتحاري». وأضاف «نحاول التحقق من هوية منفذ الهجوم من خلال اختبارات الحمض النووي». وأشار إعجاز إلى أنه من بين الضحايا الـ62 سبعة أطفال دون سن العاشرة».

ويعتبر هذا الاعتداء الأكثر دموية في البلاد منذ العام 2018، منذ انفجار في يوليو 2018 أعلن فرع محلي لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه وأودى بحياة 14 شخصاً خلال تجمع انتخابي. وقال إعجاز إن السلطات تتحقق من البيانات البيومترية للأشخاص الذين عبروا أخيرا الحدود الباكستانية من أفغانستان حيث خططت الجماعات الإرهابية في السابق لهجمات». ولطالما استهدفت بيشاور، الواقعة على مسافة 50 كيلومترا فقط عن الحدود مع أفغانستان، باعتداءات منذ مطلع العقد الماضي، لكن الوضع الأمني تحسن كثيرا في السنوات الأخيرة. وتواجه باكستان التي يشكل السنة غالبية سكانها عودة الفرع المحلي لطالبان (حركة طالبان باكستان) إلى الواجهة.

قد يهمك ايضاً

الإعلان عن القائمة الأولية لمسلسلات رمضان 2022 العربية

الأمن المغربي يوقف "داعشي" كان يُخطط لاستهداف أجانب ومؤسسات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab