تل أبيب - العرب اليوم
إزاء المطلب الأميركي بانضمام تل أبيب إلى العقوبات الغربية على روسيا، والكشف أن 14 طائرة روسية مدنية حطت في مطار بن غوريون في غضون الأسبوع الأخير، كشفت مصادر سياسية، أمس السبت، أن قيادة الجيش الإسرائيلي طالبت الحكومة بالإصرار على اتباع «سياسة الحياد»، تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، خشية تأثير الموقف المساند لكييف على الأوضاع الأمنية في سوريا. وقالت هذه المصادر، وفق تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «جنرالات في رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وصفوا سياسة الحياد بأنها، متوازنة ومسؤولة وواقعية».
وقالوا «إنه رغم أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل، فإن الروس يتواجدون عند الحدود في سوريا، والتنسيق معهم ضروري وحيوي في الحرب مع إيران، التي لم تتوقف هناك وتوجد مصلحة إسرائيلية وأميركية بأن تسير بنجاح». ووصف الضباط «سياسة رئيس الحكومة نفتالي بنيت، الذي يحاذر بين الدولتين العظميين بأنها «صحيحة حتى الآن»، بحسب المصدر ذاته. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى رضا قيادة الجيش الإسرائيلي عن تصريحات السفير الروسي في تل أبيب، التي أعلن فيها أن التنسيق العسكري بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سوريا سيستمر. وقالت إن «هذا التنسيق لم يخضع لامتحان حقيقي منذ نشوب الحرب في أوكرانيا، وسلاح الجو لم يشن غارات في عمق الأراضي السورية في الأسبوع الأخير ومن الضروري ألا تدخل إسرائيل امتحاناً كهذا بموقف عدائي من موسكو».
وكشفت مصادر عسكرية في تل أبيب أن وفداً أمنياً روسياً يتوقع أن يزور إسرائيل الخميس المقبل، في إطار لقاءات التنسيق الأمني التي تُعقد مرة كل شهر. وكانت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، قد كشفت أمس أن «عدداً غير عادي من الطائرات الخاصة المستأجرة قد طارت من روسيا إلى إسرائيل منذ غزو أوكرانيا، وأنه في الأسبوع المنصرم وحده هبطت 14 طائرة روسية خاصة في مطار بن غوريون قادمة من سانت بطرسبرغ. وعندما سئل مسؤول في المطار عن موقف تل أبيب من قرار دول الغرب مقاطعة الطيران الروسي، أجاب: «إسرائيل تتجنب الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد الأوليغارخيين الروس». وأفادت القناة نفسها بأن أوكرانيا طلبت استخدام أسلحة إلكترونية ضد روسيا، بما في ذلك برنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة NSO. لكن إسرائيل رفضت الطلب على الفور، مثلما رفضت جميع الطلبات الأوكرانية للحصول على أسلحة وعتاد عسكري في الأسابيع والأشهر الأخيرة. وعلى إثر ذلك، أكدت نائبة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، أن بلادها طلبت من إسرائيل الانضمام إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
وقالت في مقابلة للقناة الإسرائيلية المذكورة إن «واشنطن لا ترغب في أن تتحول إسرائيل إلى الملجأ الأخير للأموال القذرة والمستخدمة لتمويل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا».
يذكر أن مسؤولاً أوكرانياً رفيع المستوى، كان قد صرح، أول من أمس الجمعة، أمام صحافيين إسرائيليين بأن رئيس وزرائهم، نفتالي بنيت، ضغط على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وطالبه بالاستسلام والخضوع لشروط موسكو لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، وبأن بنيت «يستخدم الوساطة كذريعة للامتناع عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا والانضمام إلى العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا».
وشدد المسؤول الأوكراني، على أنه «لا قيمة» لجهود الوساطة التي يبذلها الجانب الإسرائيلي، وأكد أن المكالمة الأخيرة التي بادر إليها بنيت مع زيلينسكي، الثلاثاء الماضي، «شهدت محاولات من بنيت للضغط على رئيس أوكرانيا للقبول بشروط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإنهاء القتال». وقال له: «لو كنت مكانك، كنت سأفكر في حياة شعبي وأقبل العرض الروسي». وأضاف المسؤول الأوكراني، أن بنيت «لم يمرر مقترحات، بل كان يريدنا أن نستسلم».
وقد رد عليه زيلينسكي قائلاً: «سمعت ما تريد قوله، شكراً لك». ولكن مستشار الرئيس الأوكراني، نفى هذا الادعاء وقال: «بنيت لم يطلب منا الاستسلام للمطالب الروسية. فهو يعرف بأن من غير الممكن أن نتجاوب مع هذه المطالب».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك