16 ألف متطوع أجنبي للقتال دفاعاً عن أوكرانيا
آخر تحديث GMT07:36:50
 العرب اليوم -

16 ألف متطوع أجنبي للقتال دفاعاً عن أوكرانيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - 16 ألف متطوع أجنبي للقتال دفاعاً عن أوكرانيا

الغزو الروسي لأوكرانيا
فيينا ـ العرب اليوم

عندما اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية في العام 1936 بين الجيش الموالي للنظام الجمهوري القائم يومذاك والقوات المتمردة بقيادة الجنرال فرنسيسكو فرنكو، تهافت آلاف المتطوعين من عشرات البلدان للقتال دفاعاً عن الجمهورية فيما أطلق عليه «الكتيبة الأجنبية» التي وقع عدد كبير من الضحايا في صفوفها قبل أن يدخل فرنكو ظافراً إلى مدريد ويقيم فيها نظـاماً ديكتاتورياً استمر حتى وفاته عام 1975.نفس الظاهرة تتكرر اليوم بعد أكثر من أسبوع على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا حيث دعت حكومة كييف الراغبين في التطوع لمساعدتها على صد القوات الروسية إلى الاتصال ببعثاتها الدبلوماسية وقنصلياتها في الخارج لترتيب نقلهم إلى الأراضي الأوكرانية وتنظيم التحاقهم بالقوات المسلحة والمقاومة الشعبية.

وتقول الحكومة الأوكرانية إن عدد المتطوعين حتى الآن تجاوز 16 ألفاً ينتمون إلى جنسيات عدة، من المملكة المتحدة إلى أستراليا وبولندا وإيطاليا واليابان، وإنها مستعدة لتزويدهم بأسلحة أوتوماتيكية وتدريب الذين لا يملكون خبرة قتالية سابقة.وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس صرحت مؤخراً أن حكومة بلادها على استعداد لدعم المواطنين البريطانيين الراغبين في الذهاب إلى أوكرانيا للقتال ضد القوات الروسية الغازية «لأن الشعب الأوكراني لا يقاتل من أجل الديمقراطية والحرية في أوكرانيا فحسب، بل في كل أوروبا».لكن الإطار القانوني الدولي الذي ينظم اليوم ظاهرة «المقاتلين الأجانب» في الصراعات المحلية والإقليمية يختلف كثيراً عما كان عليه في ثلاثينيات القرن الماضي، ويعرض هؤلاء المتطوعين للملاحقة بتهمة الإرهاب كما ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً عندما أعلن أن المقاتلين الأجانب في الصراع الدائر سيلاحقون كإرهابيين في روسيا والخارج.

ويذكر أن الحكومة البريطانية سبق أن وجهت نفس التهمة إلى مواطنيها الذين التحقوا بتنظيم «داعش» للقتال في سوريا والعراق، وفي بعض الحالات أسقطت عنهم الجنسية البريطانية. وهذا ما دفع برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الإعلان مؤخراً خلال زيارة له إلى إستونيا «نتفهم مشاعر الناس إزاء هذه الحرب، لكن ثمة قوانين تحكم النزاعات الدولية تدعونا إلى عدم النصح بالتطوع للقتال في أوكرانيا».وكان خبراء في القانون الدولي حذروا من أن المقاتلين الأجانب الذين يتطوعون للقتال في أوكرانيا سيتعرضون حتماً للملاحقة القانونية الدولية، ويذكرون بسابقة بعض البريطانيين الذين ذهبوا للقتال ضد «داعش» في صفوف الميليشيات الكردية.

تعود ظاهرة المقاتلين الأجانب في صفوف القوات النظامية إلى فترة بلوغ الإمبراطورية الرومانية في أوج توسعها الجغرافي واحتياجها إلى أعداد متزايدة من الجنود لإحكام سيطرتها على المناطق التي احتلتها، حيث قررت تشكيل «الكتيبة الأجنبية» من مواطني البلدان والمناطق التي أخضعتها لسلطتها، وكانت تكلفها مهام قتالية صعبة وتدفع بها في الصفوف الأمامية على جبهات المعارك.في العصور الحديثة تشكل «الفيلق الأجنبي» الفرنسي الظـاهرة الأبرز من حيث إدارته الذاتية ضمن الجيش الفرنسي، وكونه فرقة القوات الخاصة بامتياز تضم وحدات برية ومدرعة وهندسية ومجوقلة.

ويزيد عدد أفراد هذت الفيلق حالياً عن تسعة آلاف، معظمهم من الألمان والإيطاليين والبلجيكيين والإسبان والسويسريين. تأسس هذا الفيلق في العام 1831 بهدف إتاحة التحاق الجنود الأجانب بالجيش الفرنسي، وحتى نهاية حرب الجزائر عام 1962 كان النواة الأساسية لما أطلق عليه «جيش أفريقيا» في القوات المسلحة الفرنسية. وكان الانخراط في صفوفه يتأثر عادة بالنزاعات الدولية والأزمات الاقتصادية والسياسية: الإسبان بعد الحرب الأهلية، الألمان بعد الحرب العالمية الثانية والهنغاريون في العام 1956. وفي العقد الأول كان مواطنو بلدان البلقان يشكلون غالبية أفراده بعد الصراعات العسكرية التي نشبت في تلك المنطقة.

لكن تبقى ظاهرة «الكتيبة الأجنبية» التي تشكلت خلال الحرب الأهلية الإسبانية السابقة الأشهر، إذ بلغ عدد المتطوعين فيها أكثر من 55 ألف مقاتل ينتمون إلى 53 جنسية مختلفة، من فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا وكندا وسويسرا وآيرلندا والبلدان الاسكندنافية فضلاً عن أفريقيا وأميركا اللاتينية.وقد التحق خمسة آلاف منهم بالجيش الجمهوري النظامي، فيما انخرط عشرون ألفاً في طواقم الخدمات الصحية واللوجيستية، وانضم الباقون إلى وحدات المقاومة الشعبية. وبلغ عدد الضحايا في هذه الكتيبة 13 ألفاً.

ومن المشاهير الذين قاتلوا في صفوفها الكاتب البريطاني جورج أورويل الذي وضع كتابه «تحية إلى كاتالونيا» عن تلك التجربة، والروائي الأميركي الحائز على جائزة نوبل أرنست همنغواي الذي خلد مشاركته في الحرب الأهلية الإسبانية في رائعته «لمن تقرع الأجراس».وتجدر الإشارة أنه عند اندلاع الحرب في الأقاليم الانفصالية، تطوع أكثر من 17 ألف روسي للدفاع عنها ضد القوات الأوكرانية.

قد يهمك ايضاً

وزير الخارجية الأميركي يصرح كل ما نراه يشير إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا بات وشيكا

بيسكوف يوصي الأوكرانيين " بضبط المنبه " ليستيقظوا قبل " الغزو الرُّوسي " لبلادهم فجرًا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

16 ألف متطوع أجنبي للقتال دفاعاً عن أوكرانيا 16 ألف متطوع أجنبي للقتال دفاعاً عن أوكرانيا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 07:08 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
 العرب اليوم - أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة

GMT 18:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة ملابس ريال مدريد تنقلب على كيليان مبابي

GMT 14:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرفض إعارة الإيطالي كييزا في يناير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab