في الوقت الذي تتعالى الأصوات في لبنان مطالبة بتحقيق دولي من أجل معرفة ما جرى بالتفصيل يوم الرابع من أغسطس قبل أن يهز انفجار العاصمة، مخلفاً مئات القتلى وأكثر من 5 آلاف مصاب، على الرغم من رفض السلطة هذا التوجه، فجر أحد أشهر الخبراء في إيطاليا رواية جديدة عما حصل في مرفأ بيوت حيث خزن 2750 طناً من نترات الأمونيوم، مشيراً إلى أن الانفجار الذي وقع أشبه بانفجار مستودع أسلحة وذخائر.
كما أضاف خبير المتفجرات الإيطالي، دانيلو كوبي، في حوار أجرته معه صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية: "أعتقد أن أسلحة وذخائر حربية كانت موجودة لحظة وقوع الانفجار في المرفأ اللبناني. ولعل ما يؤكد على ذلك هو السحابة البرتقالية اللون التي تصاعدت."
واستطرد الخبير الشهير في بلاده يبدو الأمر أشبه بانفجار مستودع أسلحة، مضيفاً كان ينبغي أن يكون هناك محفز لتنفجر تلك المواد (الأمونيوم)، وإلا لما انفجر كل شيء معًا.
وعن فرضية وجود مفرقعات اشتعلت وتمددت إلى نترات الأمونيوم، كما تردد في لبنان خلال الأيام الماضية قال "تحتوي الألعاب النارية على أجزاء بسيطة من المتفجرات لكن الباقي من الورق المقوى والبلاستيك، وعندما تنفجر تسبقها دائمًا صفارات، إلا أننا لا نسمعها في المقاطع التي انتشرت للانفجار .."
إلى ذلك، أوضح أنه عند انفجار نترات الأمونيوم تتولد سحابة صفراء لا لُبس في لونها، لكن ما ظهر في انفجار مرفأ بيروت لم يكن فقط كرة بيضاء اللون آخذة في الاتساع بل أيضا عمود دخان برتقالي يميل إلى اللون الأحمر الفاتح. هذا اللون يدلّ تقليديا على معدن الليثيوم الذي يعتبر عنصرا أساسيا في صناعة الصواريخ".
واعتبر أن ما حدث كان يتعلق بتخزين مؤقت للسلاح في المرفأ، قائلاً "أعتقد أنه كان هناك انفجار أول بحجم متوسط تسبب في نشوب حريق في مخزن يحتوي على كمية من الذخيرة".
يأتي هذا في وقت وجهت بعض الاتهامات في لبنان إلى حزب الله، المدعوم من إيران، لا سيما وأنه الحزب الوحيد المسلح في البلاد والمسيطر أمنيا على العديد من المعابر، فضلاً عن المطار والمرفأ.
وفي حين نفى زعيم الحزب، حسن نصرالله أمس الجمعة سيطرته على المرفأ، شكك عدد من السياسيين اللبنانيين في الأمر، وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حديث للعربية "هناك علاقة غامضة بين حزب الله وسلطات الدولة اللبنانية".
وأضاف متسائلاً "هل يعقل أن ليس لحزب الله علم بالشحنة الخطيرة في المرفأ؟ لا أعتقد ذلك. لست مقتنعاً برواية نصرالله".
بدوره شكك رئيس حزب القوات اللبنانية، أحد أكبر الأحزاب المسيحية في البلاد بأن تكون كل تلك الكمية تركت في أحد عنابر المرفأ بسبب الإهمال، قائلاً في تصريحات الجمعة: "لا أحد يصدق أن وجود 2750 طناً من نترات الأمونيوم بمرفأ المدينة منذ 6 سنوات هو بسبب الإهمال أو النسيان"، ومشيراً إلى أن جهة ما تخزن هذه المواد دون النظر لمصلحة البلاد.
يذكر أن 154 شخصاً على الأقل قتلوا في الانفجار الكارثي الذي وقع مساء الثلاثاء، وأصيب أكثر من 5000، وفق حصيلة لا تزال مؤقتة، إذ لا يزال العشرات في عداد المفقودين، فيما بات مئات الآلاف بدون مأوى.
وقالت السلطات اللبنانية إن الانفجار نتج عن حريق اندلع بمستودع في العنبر رقم 12 بمرفأ العاصمة تخزن فيه منذ ست سنوات حوالي 2750 طناً من نترات الأمونيوم "من دون أي تدابير للوقاية".
وقد فجّر الانفجار غضباً شعبياً عارماً من الطبقة السياسية المتهمة بالتقصير وبالمسؤولية عن دمار العاصمة. كما طالت شظايا هذا الغضب بقوة حزب الله، المدعوم من إيران والمشارك في السلطة المتهمة بالفساد، والذي يتهمه البعض بالسيطرة على جميع المعابر والمرافئ في لبنان.
قد يهمك أيضا:
المغرب يرسل مستشفى عسكريا لمساعدة ضحايا الانفجار في لبنان
منظمة اليونيسيف تعلن ارتفاع عدد الأطفال اللبنانيين الذين شردوا من جراء انفجار مرفأ بيروت إلى 100 ألف
أرسل تعليقك