بغداد – العرب اليوم
ظهرت التحديات التي تواجه سكان الساحل الأيسر من الموصل، عقب عودة الحياة تدريجيًا إلى المدينة، وشرعت بعض الفصائل المسلحة والحشود، التي تنتشر في المدينة إلى السيطرة عليها، وفرض رؤيتها الخاصة على الأهالي، فضلًا عن قيام بعض تلك الفصائل بعمليات تصفية وسرقة، وانتهاك حقوق الإنسان.
وأكدت النائب عن نينوى جميلة العبيدي، عودة الاعتقالات العشوائية، وتوجيه التهم الكيدية، بواسطة المخبر السري إلى الساحل الأيسر من الموصل، بعد إكمال العمليات العسكرية فيه. وأشارت العبيدي، إلى أن المخبر السري واصل عمله في المحافظة، وشنّت القوات العراقية، حملة اعتقالات من جدي على يد قوات ترتدي الزي العسكري، ودون إبراز لهوياتها التعريفية أو مذكرات قبض، وآخرها ما حصل مع أستاذ جامعي كبير بالسن، وتم تدقيق معلوماته ضمن مركز المعلومات وبشكل طبيعي من الأجهزة الأمنية، ولكن بعد أقل من ربع ساعة، جاءت سيارات عسكرية إلى منزله واعتقلته من وسط عائلته بشتائم وتجاوز دون معرفة الأسباب".
وفي الأثناء، ما زالت قوة من الشرطة العراقية وقوامها، ستة أفواج، تشن حملات اعتقالات عشوائية، تستهدف المدنيين، دون أوامر إلقاء القبض الرسمية، وبوشاية من المخبر السري، شخص يبلغ الشرطة بمعلومات أغلبها غير صحيحة/ معروف في العراق"، وهو ما أثار نزاعًا بين القوات الأمنية الماسكة للأرض والقوات المقبلة من العاصمة بغداد، حيث لم توافق قوات مكافحة الإرهاب على ممارسات "قوات الشرطة" ضد السكان فنشبت مواجهات وصفتها أطراف رسمية بأنها محدودة، فيما قُتل ضابط وإصيب ثلاثة آخرون من قوة مكافحة الإرهاب بسبب تلك المواجهات.
وذكر مصدر من داخل الموصل لـ" العرب اليوم" أن مجموعة مسلحة يعتقد أنها قوة رسمية تابعة للشرطة العراقية، دخلت إلى المدينة بعد انتشار المخبرين الذي يعملون على إيصال المعلومات وأغلبها خاطئة من أجل تصفية حسابات مع الأهالي، أو من أجل المبالغ المالية التي تدفع لهم من قبل القوات الأمنية واقتادت هذه القوات عددًا من أهالي المدينة إلى جهات مجهولة، وهو ما ينذر بخطر عودة المدينة إلى المربع الأول".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الساحل الأيسر بعد انتهاء العمليات ليس كما يسوّق في الإعلام؛ بل هناك واقع مرعب ومخيف حيث تسيطر على بعض المناطق قوات من الطائفة الأزيدية والشبكية وهم يعدون العرب كلهم متواطئون مع داعش، لذلك هم يشنون حملات سرية لاعتقالات وتغييب وإخفاء قسري على أسس دينية ومذهبية وقومية، في أغلب مناطق الساحل الأيسر".
وتابع "أن حالة من الخوف والترقب تسود بين الأهالي خصوصًا بعد قدوم القوات التي اعتقلت عددًا من المواطنين دون أوامر القبض الرسمية، وهو ما يعني بالنسبة للسكان هنا عودة المدينة إلى ما كانت علية قبل دخول داعش".
ولكن عضو مجلس المحافظة حسام الدين العبار، أن مشاكل الحشود العشائرية تنحصر في المناطق التي تتواجد فيها تلك الحشود ولا تتعداها إلى غيرها من مناطق المحافظة، وهي محدودة جداً، وهناك الكثير من تلك الحشود التي تتكون من العشائر العربية العربية كالحديدين وغيرهم، وهي ملتزمة بالقوانين ولا يمكن أن تشكل أي خطرٍ على الأهالي أو تنتهك حقوقهم". وأضاف العبار أن الإجراءات التي قامت بها الشرطة العراقية هي للتدقيق الأمني فقط وليس للتصفية أو الاعتقالات العشوائية وهي جاءت تخوفًا من نزوح عناصر "داعش" ودخولهم مع السكان المحليين وبالتالي سيشكلون خطرًا على مستقبل المحافظة".
وأكد أن الحشود عملها الأساس هو لمسك حدود المدن، وليس داخلها كما هوحال الحشد الذي في مدخل منطقة الشلالات ومدخل مدينة برطلة شرقي الموصل، وكلها لمسك المناطق الخارجية وليس مركز المدينة. وكثيرًا ما أثيرت المشاكل التي تتعلق بحقوق المدنيين وممتلكاتهم وتعرضها إلى عمليات نهب وسرقة فضلًا عن عمليات القتل التي تتم بعيدًا عن عيون القوات الرسمية، وكذلك حملات الاعتقالات التي تشنها القوات المحررة، وهو ما ظهر في بعض المدن بعد استعادتها كالأنبار وصلاح الدين وديالى وجرف الصخر.
وفي ذات السياق، تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر فيه قيادي بالحشد الشعبي، يمهل العوائل العربية ثلاثة أيام في قضاء تلكيف شمالي مدينة الموصل للرحيل من منازلهم ويهدد من يخالف. ويظهر الفيديو الذي تابعته " العرب اليوم" القيادي في الحشد أسو حبة، وهو يتوعد العوائل العربية بهدم منازلهم في حال لم يغادروها خلال 72 ساعة.
وأشرف القيادي سو حبة، على تعذيب نازحين من مدينة الفلوجة غرب العراق، ممن فروا من المعارك بين تنظيم داعش والقوات العراقية قبل استعادتها. ونشر نشطاء صورًا سابقة للقيادي في الحشد قالوا إنه كان يتفاخر بتعذيب مدنيين فروا من المعارك بزعم انتمائهم لتنظيم داعش، وهي ذريعة تتخذها القوات المحررة للانتقام من المدنيين أو إحداث نوع من الفوضى في المدن المستعادة.
أرسل تعليقك