لبنان يجمع على إدانة قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

لبنان يجمع على إدانة قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لبنان يجمع على إدانة قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس

رئيس الجمهورية ميشال عون
بيروت ـ فادي سماحه

أجمع لبنان بكل أطيافه السياسية على استنكار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها. وأبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي أجراه معه أمس الخميس، “وقوف لبنان رئيساً وشعباً إلى جانب الشعب الفلسطيني في رفضه الخطوة الأميركية”، مؤكداً “ضرورة مواجهة هذه الخطوة المرفوضة بموقف عربي واحد”.

واعتبر عون أمام كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس أرام الأول الذي زاره على رأس وفد ضم ممثلين عن الأبرشيات الأرمنية في العالم، أن القدس التي تتمثل فيها كل الأديان السماوية “لا يمكن أن تكون خالية من المسيحيين ومن المعالم المسيحية. فكيف يمكننا أن نتخّيل وجود المسيحيين في العالم، من دون أن يكون لديهم كنيسة المهد وكنيسة القيامة ودرب الجلجلة ومدينة الرسل؟ فهذا أمر خارج عن إطار الإنسانية، والأديان السماوية الثلاثة. وأكدت موقفي المعارض لهذا التدبير باسم جميع اللبنانيين، لأنه مخالف للحقوق وللإنسانية”. 

ورأى عون أن الولايات المتحدة “خسرت نتيجة هذا الموقف صفتها كدولة عظمى تعمل على وضع حلول تحقق السلام العادل في الشرق الأوسط”، وفيما دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى عقد جلسة عامة بعد ظهر اليوم مخصصة للبحث في قضية القدس الشريف، أطلقت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية، بتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، تعميماً على جميع خطباء المساجد في لبنان “لتخصيص خطبة الجمعة عن القدس والتنديد بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل”، كذلك يعقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعاً طارئاً لهيئتيه الشرعية والتنفيذية، اليوم في مقر المجلس برئاسة رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان للتباحث في القرار.

واتصل بري بالرئيس عباس وأكد أن “القرار الأميركي هو ضد كل عربي ووطني وضد كل القرارات الدولية وهو احتلال جديد لا يقل عن احتلال 1948 لأنه يطاول جميع المسلمين والمسيحيين”، وكان رئيس الحكومة سعد الحريري وصف خطوة ترامب بأنها “تنذر بمخاطر تهب على المنطقة”. وقال في تغريدة له عبر “تويتر” بعد إعلان ترامب موقفه: “لبنان يندد ويرفض هذا القرار ويعلن أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس”. وأضيئت واجهة السراي الكبيرة ليلاً بصور للمسجد الاقصى وكنيسة القيامة.

واتصل المفتي الشيخ دريان بالرئيس عباس وأبلغه إدانته “القرار المعادي لحقوق الإسلام والذي يضرب بعرض الحائط الشرعية الدولية المتمثلة بالقرارين 242 و338 اللذين ينصان على اعتبار القدس وكل الضفة الغربية أرضاً فلسطينية محتلة”، وشدد له على أن “وحدة الفلسطينيين ووحدة العرب السبيل الوحيد للتصدي ومواجهة هذا القرار السيئ والمشؤوم بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين”، ورأى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، أن “القرار الأميركي تحد لمشاعر المسلمين والمسيحيين على السواء، وتتويج للغطرسة الأميركية في دعم الكيان الصهيوني القائم على الإرهاب واغتصاب الأرض وتشريد أصحابها منها، فالقدس عربية الهوية إيمانية الانتماء، ولا يمكن أي سلطة أن تمسخ هويتها وتشوه معالمها”، ودعا إلى إعلان اليوم “يوم غضب ضد القرار الجائر”. وطالب “خطباء الجمعة ووعاظ الكنائس إلى التركيز في خطبهم على خطورة القرار الأميركي، وإبراز مكانة القدس ودعم الشعب الفلسطيني”.

ودانت النائب بهية الحريري القرار الأميركي. وقالت “نحن أمام نكبة جديدة للإنسانية جمعاء”، معتبرة أن “انتزاع القدس من فلسطينيتها وعروبتها عملية تزوير جديدة للتاريخ والجغرافيا في فلسطين لا يمكن ولا يجب السكوت عليها”، وشددت على أن “الدفاع عن هوية القدس الفلسطينية العربية مسؤوليتنا جميعاً، دولاً وحكومات وشعوباً عربية وإسلامية، بل مسؤولية العالم أجمع”. ودعت “المجتمع الدولي إلى أن يحذو حذو منظمة “أونيسكو” في قرارها قبل أشهر باعتبار إسرائيل محتلة للقدس”، وأعلنت الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في بيان، أن “القدس عاصمتنا، ولا يمكن شطب التاريخ والجغرافيا بقلم ساكن البيت الأبيض وسياساته”. ودعت إلى “التركيز على خيار المقاومة”، وطالبت بـ “التظاهر والتحرك الشعبي أمام السفارات والمصالح الأميركية في كل العواصم العربية وبينها السفارة الأميركية في لبنان قبل ظهر الأحد المقبل”، ورأت حركة “أمل” أن القرار الأميركي “يمثل مدخلاً لصفقة العصر الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية”. وشددت على أن “الوضع يستدعي تسريع المحادثات لتوحيد الصف الفلسطيني واستعادة أجواء العمل العربي المشترك وإعادة بناء الثقة في العلاقات بين الدول الإسلامية بدل الوقوع في الفتنة”.
 ووصفت “الجماعة الإسلامية” القرار بأنه “عدوان جديد على أمتنا العربية والإسلامية وتجاوز جديد للأعراف والقوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني”.واعتبرت أن الانقسام في الصف العربي والإسلامي وتقديم البعض لأجندات خاصة وفئوية على حساب الأمة ومقدساتها فتحا المجال لاتخاذ هذا القرار العدواني، داعية إلى “رأب الصدع في الصف العربي والإسلامي، ورص الصف الفلسطيني في هذه المواجهة”، وقال الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة مساء أمس: “أمام هذا الاعتداء الأميركي نحن معنيون بتحمل المسؤولية، إذ سمعنا محللين إسرائيليين كباراً قالوا إن كل ما يقال عن ردود فعل على قرار ترامب لا قيمة له ولن يحصل شيء في العالم العربي والإسلامي”.

ودعا نصر الله إلى تظاهرة شعبية بعد ظهر الاثنين المقبل في ضاحية بيروت الجنوبية لاستنكار قرار ترامب. وتحدث عن مجموعة دلالات في القرار، وقال: “الظاهر أن دول العالم كلها ترفض القرار ولا تؤيده، وأن جميع الدول العربية ترفضه ولا تؤيده، يعني أن دول العالم تقول لترامب نرفض هذا القرار، لكنه لا يصغي لأحد ولا يحترم أحداً، لا حلفاءه الأوروبيين ولا حلفاءه في العالم العربي والإسلامي ولا ما يسمى بالمجتمع الدولي. إذا كانت كل هذه الدول ليست مجتمعاً دولياً فمن هو المجتمع الدولي واشنطن؟، الأميركيون أحياناً يشنون حروباً على حكومات لعدم احترامها إدارة المجتمع الدولي. أين احترام إرادة المجتمع الدولي؟ ما شهدناه هو استهانة واستخفاف بكل عواصم العالم من أجل إسرائيل، الأميركيون يعرفون أن في هذا إهانة واعتداء على مشاعر بليون و500 مليون مسلم في العالم ومعهم مئات الملايين من المسيحيين الذين لا يوافقون على هذه الخطوة ويشعرون بالاستفزاز بأن المدينة المقدسة لديهم التي تحتوي مقدساتهم وتحمل هويتهم الدينية تم إعطاؤها هكذا لدولة صهيونية مصطنعة”.

وأكد نصر الله “أننا أمام رجل لا تعنيه مشاعر ولا قيم، ومن الدلالات أن ما فعله ترامب هو خرق للمواثيق الدولية والاتفاقات الموقعة، وهذا يعني أننا أمام إدارة لا تحترم القرارات الدولية وتريد من العالم أن يحترمها ولا تلتزم بالاتفاقات الدولية وتنسفها ساعة تشاء وتنسحب منها وتضربها بعرض الحائط ساعة تشاء”، واعتبر أن “من جملة الدلالات ما هي قيمة حلفاء أميركا. أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية ودول مهمة، ماذا تعني لترامب في قضية حساسة من هذا النوع؟ لا شيء”، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي لم يرد على كل الشجب والإدانة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يجمع على إدانة قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس لبنان يجمع على إدانة قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab