رام الله ـ ناصر الأسعد
أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنه بعد نحو 20 لقاء مع الموفدين الأميركيين لعملية السلام، لم يستطع فهم كيف يعملون. وقال خلال لقائه، في رام الله، وفدا إسرائيليا من حزب "ميرتس" اليساري: لقد أجريت مع الوفد الأميركي نحو 20 لقاء ولم أفهم كيف يديرون ويعالجون الأمر (...) لقد سمعت منهم أنهم يدعمون حل الدولتين وتجميد الاستيطان. لكنهم يرفضون التصريح بذلك وفرضه على رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وتابع الرئيس الفلسطيني: كنت أقول لهم أن يقولوا ذلك لنتنياهو ليوقف البناء في المستوطنات، فيقولون إنهم سيبحثون ذلك، ولكنهم لا يعودون لي. مضيفا: لا أستطيع فهم كيف يديرون الأمور، الإدارة هناك في حالة فوضى. وأردف بشيء من الغضب: لا أفهم ما هو موقفهم إزاءنا. وقال عباس إنه سيطلب من الوفد الأميركي، هذه المرة، أن يعلن عن التزام البيت الأبيض بحل الدولتين ووقف البناء في المستوطنات.
ويزور الوفد الذي يرأسه جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، ويضم مبعوث عملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول، السعودية والإمارات ومصر والأردن وقطر وفلسطين وإسرائيل. ويفترض أن يضغط الوفد الأميركي المنتظر، بحسب مسؤولين أميركيين، من أجل بدء مفاوضات حقيقية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما أنه سيبحث إمكانية إقامة سلام إقليمي.
وعد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أنه لا معنى لأي جهد أميركي ما لم يرتكز على حل الدولتين ووقف الاستيطان كأساس لأي عملية سياسية. وأضاف مجدلاني للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أمس أن جهد الإدارة الأميركية يرتكز على قضايا جزئية وثانوية؛ وليس على القضية الجوهرية المتمثلة بإنهاء الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية.
وتابع: لا مؤشرات تدلل على أن زيارة الوفد الأميركي إلى فلسطين، المقررة نهاية الشهر الحالي، ستحدث نقلة نوعية في موقف الإدارة الأميركية ودورها في عملية السلام. وأردف: القضية الفلسطينية ليس لها أولوية على الإطلاق لدى الإدارة الأميركية، التي تولي اهتمامها لقضايا أخرى، كالصين وإيران وروسيا والملف الكوري
وقال عباس للوفد الإسرائيلي الذي التقاه، إنه اقترح استئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل، بعد تعليق استمر نحو شهر، لكن الحكومة الإسرائيلية لم ترد على مبادرته. وأوقف الرئيس الفلسطيني التنسيق الأمني في 21 يوليو/تموز بسبب أزمة المسجد الأقصى. وقال عباس بحسب أعضاء وفد ميرتس: حاولت مؤخرا الاتصال بهم في محاولة لاستئناف بعض أوجه التعاون لكن لم أتلق ردا.
وقال مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طلب عدم نشر اسمه، في تصريح لـ"رويترز": "التصريحات المزعومة هي ببساطة غير صحيحة". ورفض المصدر الإسهاب مشيرا إلى سياسة عدم نشر تفاصيل الاتصالات الأمنية مع الفلسطينيين. وبحسب مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط"، فإن الاتصالات في جميع المجالات، متوقفة إجمالا، لكنها تجرى عندما يكون الأمر ملحا وطارئا أو إنسانيا.
وتحدث عباس، أيضا، عن أمره الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتشديد الرقابة على أي عناصر تنوي تنفيذ عمليات في القدس. وقال الرئيس الفلسطيني، حسب أحد الحاضرين من الوفد الإسرائيلي، إن التنسيق مع المنظومة الأمنية الإسرائيلية أفضل من التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية.
وجاء حديث عباس قبل ساعات من إعلان الاستخبارات العسكرية الفلسطينية، عن مداهمة منازل في منطقة بضواحي القدس، تعود لأشخاص يحملون سلاحا غير شرعي، وقد نتج عن هذه المداهمات مصادرة قطعتي سلاح أم 16 وكارلو. وجاء في بيان للاستخبارات: كما وتم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق أصحاب هذه القطع. وقالت الاستخبارات: تأتي هذه العملية خلال حملة ضبط الأمن والنظام، التي تمارسها الأجهزة الأمنية بحق الخارجين عن القانون وحملة السلاح غير الشرعي.
أرسل تعليقك