دمشق - العرب اليوم
ثلاثة عناوين أساسية تبحث في زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى جنيف، خلال لقاءاته مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ووزيري خارجية السعودية عادل الجبير، والاردن ناصر جودة، على رأسها مواصلة العمل من خلال المجموعة الدولية لدعم سوريا، للعودة الى تطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية في عموم البلاد وبشكل خاص في مدينة حلب، التي دخلت يومها الحادي عشر على وقع استمرار التصعيد العسكري، متمثلاً بالغارات الجوية. وبدرجة ثانية وضع حد لعرقلة الحكومة السورية لإيصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة والمحتاجة، والدفع في بحث عملية الانتقال السياسي بما يسمح بعودة الاطراف الى جنيف في اطار جولة جديدة من المباحثات.
ويبدو أن طرح استبعاد الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة خرج في هذه المرحلة من أولويات واشنطن، بعد تقارير، نقلت عن اوساط الخارجيتين الروسية والاميركية، أجواء تفاهم مشترك بين الجانبين لإبعاد طرح مستقبل الرئاسة السورية من جدول اعمال هذه المرحلة.
واكدت مصادر دبلوماسية أن "الجانب السعودي ايضا، و وجهات اقليمية اخرى باتت على قناعة بتأجيل هذا الطرح".. خصوصا مع احتدام المعارك في حلب، ما وضع اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي بدأ العمل به منذ ٢٧ شباط الماضي على حافة الانهيار التام، وذلك كفيل بانهيار المفاوضات نهائيا لو عادت الجبهات السورية الى الاشتعال مجددا، وكيري استهل زيارته إلى جنيف بلقاء وزير الخارجية الاردنية، الليلة الماضية، بعد ساعة على هبوطه في جنيف، ويتابع لقاءاته الطارئة، الاثنين، باجتماع مع نظيره السعودي عادل الجبير.
مصادر متابعة في جنيف رأت في اللقاءين "ضغوطاً ضرورية تمارسها واشنطن على المؤثرين بشكل مباشر على على الفصائل المقاتلة على الارض عبر الاطراف الاقليميين، وعلى ملف محاربة الارهاب ككل"، ورأت هذه المصادر ان الاجتماعات ينتظر أن تبحث الى جانب العناوين الاساسية الثلاثة "تصنيف الفصائل الموقعة على اتفاق وقف الاعمال العدائية، ومدى ارتباطها بجبهة النصرة خصوصاً في مدينة حلب"، ويشترط الجانب الروسي فصل ارتباط المجموعات المعارضة المشاركة في معارك حلب عن تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، المصنفين متطرفين من قبل الامم المتحدة، قبل ضم حلب الى الاتفاق الاميركي-الروسي لتجديد الهدنة، الذي شمل دمشق وغوطتها الشرقية، وريف اللاذقية الشمالي.
وتتوافق الرؤية الاميركية حول ضرورة تصنيف المجموعات، وهي مهمة أوكلت للأردن بعد مؤتمر ميونيخ، الذي عقد منتصف شباط الماضي، ولم تتم المهمة الاردنية بسبب تباين وجهات النظر حول هذه المسألة، ومدى حساسيتها، خصوصاً مع طلب الجانب الروسي ضم فصائل جديدة الى لائحة الإرهاب، وعلى رأسها "جيش الاسلام"، و"أحرار الشام"، ويختتم كيري زيارته إلى جنيف بلقاء المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والأخير سيغادر الثلاثاء الى موسكو، للاجتماع بوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف.
هذا الحراك الدبلوماسي المكثف لدي ميستورا والراعيين الدوليين لعملية التسوية السورية، يتوقع أن يختتم باجتماع للمجموعة الدولية على مستوى الوزراء، ترجح الاوساط الدبلوماسية عقده في جنيف نهاية الاسبوع الحالي، ويبدو أن مشهد تثبيت الهدنة، التي تتواصل الاتصالات الاميركية-الروسية لاعادة العمل بها في حلب كما في باقي المناطق، لن يكون مكتملاً قبل الاجتماع الدولي، الذي تحدد على إثره جولة المباحثات المقبلة في جنيف، وسقف هذه الجولة، وما ستطرحه من خطط للانتقال السياسي.
وبالاستناد الى مصادر في الأمم المتحدة، فإن دي ميستورا سيطرح في بداية الجولة المقبلة خطة عمله للحل، وترتكز على الجمع بين طرحي الحكومة والمعارضة، من دون الدخول في تسميات الحكومة الموسعة، أو هيئة الحكم الانتقالي المنفرة للجانبين، ولكن بما يضمن توسيع الحكومة القائمة في دمشق وضم شخصيات جديدة اليها من المعارضة ومستقلين سواهم، من دون المس بمنصب الرئاسة.
أرسل تعليقك