أعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني، استعداده لدعم العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية في شمال سوريا ضد التنظيم.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم التحالف، العقيد جون دوريان، قوله، خلال مؤتمر عقده عبر دائرة تلفزيونية خاصة من بغداد، مع صحفيين في واشنطن إنه لا يمكنه "تقديم تفاصيل حول نوع الدعم" الذي عرضه التحالف على تركيا، لكنه أضاف أن "هذه النقاشات جارية، والأتراك يعلمون ما يمكن أن يفعله" التحالف.
ويخوض الجيش التركي، منذ أسابيع، إلى جانب فصائل سورية مسلحة تقاتل تحت راية تنظيم "الجيش السوري الحر" مدعومة من أنقرة، معارك شرسة في مدينة الباب الواقعة شمال سوريا لطرد عناصر "داعش" منها، متكبدا خسائر كبرى في صفوفه.
ورغم مطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتكررة، لم يوفر التحالف الدولي أي دعم جوي للجيش التركي.
وفي الأسبوع الفائت، نفذت طائرات التحالف "استعراض قوة" قرب الباب بطلب من القوات التركية الميدانية، لكن من دون استخدام أسلحتها.
ولم يوضح أي من التحالف أو أنقرة أسباب عدم تأييده للقوات التركية في سوريا.
وأشارت وكالة "فرانس برس" في هذا السياق إلى أن المؤشرات التي يسربها المسؤولون الأمريكيون تعكس رغبة واشنطن في ضمان عدم استهداف أنقرة في محيط الباب "قوات سوريا الديموقراطية".
يذكر أن تركيا تنفذ في شمال سوريا، منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "درع الفرات" العسكرية، التي تجري بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية، بغطاء من سلاح الجو التركي، وبالتعاون مع مسلحي تنظيم "الجيش السوري الحر"، من أجل تطهير كامل المنطقة الحدودية مع تركيا من "جميع الإرهابيين" وطردهم نحو عمق البلاد، حسب ما تقوله أنقرة.
وتمكنت القوات التركية، بالتعاون مع مجموعات "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، من السيطرة على مدينة جرابلس وريفها، التي كانت تشكل آخر معقل كبير لـ"داعش" على الحدود مع تركيا، لتنتزع لاحقا المنطقة الواقعة بين مدينتي أعزاز والراعي.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أغلوا، أن "الجيش السوري الحر" حرر من قبضة "داعش" مدينة دابق، بدعم من القوات التركية، ليواصل تقدمه باتجاه الباب، وطرد مسلحي التنظيم منها نحو عمق سوريا.
ونفذت القوات التركية، منذ إطلاق العملية، سلسلة ضربات جوية إلى مواقع وحدات تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل حزب "الاتحاد الديمقراطي" هيكلها السياسي الأساسي، فيما تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية قوته الرئيسية. وتعد أنقرة جميع هذه القوى، التي تسيطر على مدينة منبج شمال سوريا، حليفة لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا.
كما شهدت منطقة جرابلس اشتباكات بين المسلحين الأكراد وعناصر تنظيم "الجيش السوري الحر" المعارض لدمشق، والذي تدعمه القوات التركية.
وأثارت هذه التطورات انتقادات من قبل الولايات المتحدة، التي تؤيد بدورها الوحدات الكردية في مواجهة تنظيم "داعش"، وتعد في الوقت ذاته حليفا لتركيا في إطار الناتو. وقالت واشنطن، في بيان صدر عن البنتاغون، إنها تشعر بالقلق من أن تكون المعركة من أجل انتزاع السيطرة على أراضي تقع في قبضة "داعش" قد تحولت عن مواجهة التنظيم.
من جانبها، أعلنت السلطات السورية أنها تعتبر العملية التركية "عدوانا على سوريا وخرقا لسيادتها وحرمة أراضيها"، فيما حذرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية من أن أي خرق جديد من قبل الطيران الحربي التركي للأجواء السورية "سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة".
كما تتهم دمشق السلطات التركية بقتل مئات المدنيين الأبرياء عبر الغارات الجوية وعمليات القصف على المواقع، في المدن والبلدات الواقعة شمال سوريا.
أرسل تعليقك