بيروت ـ فادي سماحه
ركزت خطب عيد الأضحى المبارك في المساجد اللبنانية على تأكيد دعم الجيش اللبناني "حامي الوطن من العدو الإسرائيلي ومن الإرهاب". وأعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد الطيف دريان الوقوف إلى جانب أهالي العسكريين في قضيتهم المحقة لمعرفة كل الملابسات المحيطة بملف خطفهم.
وكان المفتي دريان أم الصلين في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، في حضور ممثل رئيس الحكومة وزير الداخلية نهاد المشنوق. كما شارك في الصلاة النائبان عماد الحوت وعمار حوري والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، سفير دولة فلسطين أشرف دبور، سفير بنغلادش عبد المطلب ساركير، وشخصيات سياسية وعسكرية وقضائية واجتماعية.
وشدد دريان في خطبة العيد على مسألة القدس والمسجد الأقصى اللذين يتعرضان لهجمة تهويدية شرسة من العدو الإسرائيلي الصهيوني. وقال: "لا تتركوا قضيتكم الأساسية والمركزية، قضية فلسطين أم القضايا العربية والإسلامية. واعلموا جيداً أنه لا كرامة للعرب والمسلمين ما دامت أرض فلسطين مغتصبة من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني الغاشم وما دام المسجد الأقصى أسيراً ومستباحاً من العدو الإسرائيلي الذي يحاول فرض الإجراءات القمعية التعسفية للسيطرة على المسجد الأقصى وساحاته وباحاته وأوقافه".
وحيا عمل الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية في مكافحة الإرهاب، وحفظ الوطن وسلامته وأمنه، متمنياً على ولاة الأمور تصحيح المسار وحفظ بلدنا من الاضطراب الهائل من حولنا وإظهار الحرص اللازم على الوطن والدولة والاستقلال والدستور وسيرورة المؤسسات. وشدد على أن الجيش الوطني رمز وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وأمنه واستقراره ، وعلى اللبنانيين جميعاً أن يقفوا صفاً واحداً متراصاً إلى جانب جيشهم الوطني القادر على حمايتهم وحماية الوطن من العدو الإسرائيلي والمجرم الإرهابي ، لكي يسلم الوطن ويستقر ويسلم المواطنون ويطمئنوا.
وقال تامفتي دريان: مشروعنا كان ولا يزال وسيبقى، قيام الدولة ومؤسساتها بحيث يلجأ المواطنون جميعاً في حاجاتهم وتطلعاتهم وآمالهم، نحو دولتهم الوطنية التي لا يرون لها وعنها بديلاً. وأثبت الجيش قيادةً وضباطاً وأفراداً في معركتهم الأخيرة في السلسلة الشرقية أن المواطنين جميعاً ملتفون حول جيشهم ودولتهم، على اختلاف مؤسساتها، لدحر الإرهاب بكل أنواعه الظاهر منه والمستتر للحفاظ على هوية لبنان العربية وسيادته وحريته، التي هي مطلب اللبنانيين جميعاً وعلى الالتزام الكامل والمطلق بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية والنظام العام. وأعرب باسم دار الفتوى عن الألم الشديد بمصاب المؤسسة العسكرية وأهالي العسكريين المختطفين، وشهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن وأمنه».
شيخ العقل
وأمّ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن المصلين في مقام الامير السيد عبدالله التنوخي في عبيه، وشارك فيها جمع من الفاعليات الروحية والزمنية. ودعا حسن في خطبة العيد إلى أن يكون شعار التضحية والوفاء في قلب كل لبناني، من أعلى قمم المسؤوليات، إلى كل مواطن حر شريف. وأمل بأن يكون العيد فرصة لإعادة الأمل الى ربوع الوطن بعد طرد الارهاب منه، وانتصار الحق على التطرف، وتثبيت حماية الحدود». وحيا «عائلات الشهداء الذين قاتلوا لحماية لبنان واللبنانيين من جيش ومقاومة، وللمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية بكل فروعها على كل ما قاموا به في هذا المضمار وما يقومون به على كل صعيد لتثبيت السلم الأهلي.
ونبه إلى أنه ما لم نرتفع عن شهوات الاستئثار والتسلط، فإن بلدنا معرض لأخطار كبرى، وما لم نساعد أنفسنا في تعميم لغة الحوار والامتناع عن كل أشكال التوتير والتباعد، لن يكون لنا بلد ينال ثقة في السيادة والاقتصاد والاجتماع والثقافة الوطنية الحقة. وأكد شيخ العقل التمسك بحكومة قادرة على العمل بالتفاهم في حدود النقاش الديموقراطي على تحقيق الإنجاز، وأن يكون أداء جميع مكونات لبنـــان في مستوى الحرص على الوحدة الوطنية وانخفـــاض منسوب الشحن الممجوج للعصبيات الانفعالية، وفي توفير مناخ سياسي بعيد عن التشكيك المشبوه. ولفت إلى أن عافية الاقتصاد ضرورة لبقاء البلد وتحصينه من كل الأخطار.
وفي طرابلس، رأى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في خطبة العيد في الجامع المنصوري الكبير، أن المنطقة تمر بظروف صعبة وقاسية، فالإرهاب يهدد معظم دولنا والموضوع جد حرج وصعب ويحتاج منا إلى وقفة متأنية ندرك فيها أن خلافاتنا السياسية والمذهبية والمناطقية والطائفية لا تقل خطراً عن الإرهاب الخارجي. إن عودة بعض الأحزاب إلى الإسلوب الطائفي البغيض هو عين الخطر الذي يهدد السلم الأهلي ويهدد الكيان والأوطان، وأسلوب رخيص الغاية منه ليست استعادة حقوق مسلوبة لأي طائفة من الطوائف، وإنما تحقيق لمصالح ذاتية أو حزبية. وحيا الجيش قيادة وضباطاً وعديداً وكل من وقف مع الجيش وشهدائه.
قبلان
وحيا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي أم صلاة العيد في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، "عالياً ما قامت بـــه المقــــاومة لحماية المنطقة من السقوط، ولمنع الحــرائق الهستيرية عن لبنان". كما حيا "الجيش اللبناني الوطني الذي خاض معركة استكمال التحرير، ببسالة وشرف ووفاء، كتفاً إلى كتف مع المقاومين، تأكيداً للدفاع الاستراتيجي. وطالب الأفرقاء السياسيين بعدم تشويه هذا النصر، بسجالات ومواقف لن تحقق مكسباً لأحد، وأن يتعاطوا مع ما يحصل في المنطقة، وخصوصاً ما يحدث في سورية، بما يخدم المصلحة الوطنية، ويحمي لبنان ويعزز الوحدة بين اللبنانيين.
جريصاتي
واعتبر وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي أن التحقيقات التي طالب بها رئيس الجمهورية ميشال عون في شأن أحداث جرود عرسال في عام 2014 ستنشل الملف من التجاذب السياسي. وقال في حديث تلفزيوني: إنني كوزير للعدل سأتوجه إلى النيابة العامة التمييزية عند صدور نتائج الحمض النووي للبدء بالتحقيقات.
وكان عون طلب من السلطات المختصة إجـــراء التحقيقات الضرورية واللازمة في القضية التي طاولت القوى المسلحة لكشف الغموض والالتباس القائمين منذ 3 سنوات، احتراماً للحقيقة كقيمة إنسانية مطلقة واحتراماً لشهادة الشهداء ومعاناة أهلهم، قاصداً ما صدر من اتهامات حول المسؤوليات عن المعارك في بلدة عرسال عام 2014 وتخللها خطف العسكريين الذين استشهدوا واكتشفت جثثهم أخيراً.
أرسل تعليقك