القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
ربط مراقبون عسكريون في إسرائيل بين طلب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان من وزارة المال تحويل نحو بليون و300 مليون دولار إلى ميزانية الجيش، وبين توضيح رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو هذا الأسبوع بأن محاولات إيران ترسيخ وجودها في سورية تأتي في المكان الأول في سلم أولويات الاستراتيجية لإسرائيل، حتى، ضمنياً، قبل المعركة المتواصلة ضد بلوغ إيران قدرات نووية. ورأى ليبرمان أن التحدي الأكبر الماثل أمام إسرائيل هو محاولة إيران بناء طوق خانق حولنا.
ويأتي طلب ليبرمان على رغم أن الجيش وقع في العام الماضي اتفاقاً اعتبره مرضياً للغاية مع وزارة المال لخمس سنوات بأن تكون موازنته السنوية نحو تسعة بلايين دولار. ومنذ عامين لم يطالب بأية زيادة خصوصاً بعد الهدنة الموقتة في مسألة الاتفاق النووي مع إيران، في إشارة إلى أن الجيش صرف، عبثاً، قبل ستة أعوام نحو ثلاثة بلايين دولار، استعداداً لحرب على إيران. ويرى ليبرمان أن الجيش أوْلى هيئة للاستفادة من الدخل الفائض من الضرائب، فيما يرى وزير المال وجوب صرف هذه الأموال على مشاريع مدنية.
وبرر ليبرمان طلبه بالمستجدات الأخيرة في سورية وفي مقدمها الوجود الإيراني على أراضيها، ثم احتمال أن ينهار اتفاق الدول مع إيران، ثم تكثيف الخطوات العسكرية ضد تسلح "حزب الله" بأسلحة دقيقة، كما أفادت صحيفة "هآرتس". وأضافت أن ليبرمان معني باستغلال المبلغ الذي يطالب به لشراء المزيد من الأسلحة الدقيقة وإنتاج المزيد من صواريخ الاعتراض لمنظومات "حيتس (السهم)" و "القبة الحديد" وتحسين جهوزية الجبهة الداخلية، وربما البدء بمشروعه لإقامة سلاح الصواريخ في الجيش ليكون مكملاً لتفوق سلاح الطيران.
وأوضح المعلق العسكري في "هآرتس" عاموس هارئيل أن الجيش ليس متحمساً لخطة ليبرمان، وأنه يفضل مواصلة السير ضمن الخطة متعددة السنوات التي تقوم أساساً على إجهاض الجهد الإيراني السوري و"حزب الله" للتزود بأسلحة دقيقة. وتساءل عما إذا كانت التهديدات الإسرائيلية المتواترة ضد إيران و"حزب الله" تحقق الردع فعلاً أم أنها تقرّب التصعيد الآتي.
واستذكر المعلق ما يقوله رؤساء الشعبة الاستخبارات العسكرية من أن الحرب الثانية على لبنان عام 2006 وجولات الحرب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة اندلعت من دون تخطيط مسبق و نتيجة تراكم أخطاء متبادلة في قراءة كل طرف نيات الطرف الآخر. وزاد أن الخطة الحالية للجيش المسماة "المعركة بين الحروب" تقوم على أنه يجب مواصلة التحرك العسكري ضد الدول والمنظمات الإرهابية بعيداً من حدود الدولة، بهدف أن تُبعد عمليات كهذه الحرب المقبلة أو على الأقل تضعف قدرات هذه التنظيمات قبل اندلاع الحرب المقبلة.
وأشار إلى أن هذه العمليات تشمل تفجيرات في ساعات الليل، أو حوادث موت غامضة لا يتبنى مسؤوليتها أي طرف، لكنها عمليات تحقق المرجو منها. وزاد أن قيام الجيش هذا الأسبوع بنشر صورة الحاج هشام قائداً لـ"حزب الله" في الأراضي السورية كانت ضمن الحرب النفسية التي يقوم بها ضد "حزب الله"، كأنه يبلغه مسبقاً بأن مصيره سيكون كما مصير عماد مغنية وسمير القنطار.
أرسل تعليقك