قانون التجنيد الإلزامي يثير غضباً في العراق
آخر تحديث GMT22:13:03
 العرب اليوم -

قانون التجنيد الإلزامي يثير غضباً في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قانون التجنيد الإلزامي يثير غضباً في العراق

البرلمان العراقي
بغداد - العرب اليوم

يتوقع أن يقوم البرلمان العراقي، خلال الأسبوع الجاري، بإجراء القراءة الأولى لمشروع قانون الخدمة الإلزامية في الجيش، تمهيداً لإقراره بعد استكمال القراءة الثانية، الأمر الذي أثار ويثير غضباً شعبياً واسعاً، بالنظر لارتباط قضية التجنيد المريرة بالذاكرة الشعبية العراقية الموروثة من حقبة نظام صدام حسين الديكتاتوري والأنظمة التي سبقته؛ حيث اضطر مئات الآلاف من المجندين الإلزاميين إلى البقاء في الخدمة العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988) إلى نحو عشر سنوات متواصلة لحاجة الحرب الضروس بين البلدين إلى وقودها من الجنود، في وقت يفرض التجنيد حينذاك، على الأشخاص مدة خدمة أقصاها 3 سنوات بالنسبة لغير المتعلمين. ويبدو أن إرادة الكتل السياسية داخل البرلمان الاتحادي تسير باتجاه معاكس لرغبة معظم القطاعات السكانية في البلاد في هذه القضية، بالنظر للاعتراضات واسعة النطاق التي تعبر عنها تلك القطاعات، ومع ذلك، يصر البرلمان ورئيسه محمد الحلبوسي على تمرير قانون التجنيد الإلزامي؛ حيث غرد الحلبوسي، أول من أمس، بهذا الاتجاه، قائلاً إنّ «المضي بتشريع قانون (خدمة العلم) يضمن إعداد جيلٍ من الشباب أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة، مُلِمٍ بالحقوق والواجبات، ومتحفز لحفظ الدولة وسيادتها، ويسهم في تعزيز منظومة القيم والأخلاق والانضباط والالتزام بالهُوية الوطنية».
ورغم تأكيدات لجنة الأمن والدفاع النيابية على مشروع قانون خدمة العلم (التجنيد الإلزامي) سيطبق بعد سنتين من تشريعه في حال مُرر في مجلس النواب بصيغته الحالية، فإن الاعتراضات على أصل الفكرة قائمة وبقوة.
وقال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع، سكفان سندي، في تصريحات للقناة الرسمية، إن «المضي بتشريع مشروع قانون خدمة العلم عبر البدء بقراءته جاء بعد عقد اجتماعات متعددة ومطولة للجنة الأمن والدفاع النيابية، ورأينا أنه يصب بمصلحة الشعب العراقي».
وأضاف أن «تطبيق مشروع القانون سيتم في حال تشريعه بعد سنتين من نشره بجريدة الوقائع العراقية وفق ما جاء في نصه، بمعنى أنه سيكون هنالك متسع من الوقت يصل لعامين من أجل تهيئة جميع مستلزماته المالية أو من ناحية المعسكرات، وحتى الآن لم تبدِ الحكومة أو القادة العسكريون أي اعتراضات على تشريع القانون».
ويعتقد العضو النيابي أن «تشريع القانون ضروري لوجود مخاطر تتعلق بالإرهاب في البلد وسيشمل في حال تشريعه بصيغته الحالية مَن هم ما بين 18 و35 عاماً، وعمر الخدمة يحدده التحصيل الدراسي لكل مستحق، إذ إن مَن لديه شهادة متوسطة سيخدم 18 شهراً والإعدادية 12 شهراً والجامعة والمعاهد أو ما يعادلها 9 أشهر والماجستير أو ما يعادلها 6 أشهر والدكتوراه 3 أشهر».
وسيُمنح المكلفون، بحسب اللجنة النيابية «مرتباً يتراوح بين 600 و700 ألف، والمتطوعون الحاليون في الجيش سيستمرون في الخدمة إلى حين وصولهم لسن التقاعد».
واستبدل العراق، بعد 2003، بنظام الخدمة الإلزامية، نظام العقود والخدمة التطوعية. ومشروع القانون بصيغته الحالية، كان قد طرح أمام البرلمان عام 2021، لكنه لم يأخذ طريقه إلى التشريع بسبب الاعتراضات الشعبية حينذاك التي تتكرر اليوم.
وفيما يرى المدافعون عن القانون أنه سيسهم في تعزيز الروح الوطنية في البلاد المنقسمة طولاً وعرضاً بحكم أن الشباب من جميع المحافظات ستكون أمامهم فرصة للتواصل والاحتكاك بعد سنوات من القطيعة، يقدم المعترضون ألف حجة وحجة لرفض القانون، ومن بين تلك الحجج، هو عدم الثقة الكاملة بمؤسسات الدولة وإمكانية أن يتحول موضوع التجنيد الإلزامي إلى بوابة جديدة للفساد ونهب المال العام والخاص.
وتعليقاً على مشروع قانون التجنيد، قال أستاذ الاقتصاد عماد عبد اللطيف سالم، في تدوينة، إن «التشغيل أهم من التجنيد، والإنفاق الاستثماري أهمّ من الإنفاق العسكريّ، والورش والمعامل والمشروعات أهم من الثكنات، والتعليم الإلزامي أهم من التجنيد الإلزامي، والمستشفيات أهم من دوائر التجنيد، والكتاب المدرسي أهمّ من البندقيّة، والمدارس أهمّ من المعسكرات، والأطفال أهمّ من الجنرالات».
وتبنى قاضي النزاهة الأسبق رحيم العكيلي موقفاً متشدداً حيال القانون، وقال في سلسلة تدوينات: «أوقفوا تشريع قانون التجنيد الإلزامي، أوقفوا مهزلة عسكرة المجتمع وزيادة أعباء الدولة المالية لأغراض عسكرية وفتح أبواب واسعة جديدة للفساد من خلال التجنيد الإلزامي».
وأضاف: «لا نريد لأولادنا، في عز شبابهم، ذل العسكرة وضياع السنين وتحديات الهروب من الخدمة العسكرية بينما أولادكم (القيادات السياسية) يتمتعون في أوروبا وأميركا».
ورأى العكيلي أن «الأعباء المالية للتجنيد الإلزامي، رواتب ضباط ومجندين وشراء أرزاق ووقود ومركبات وبناء معسكرات ضخمة وأسلحة ومستلزمات وأثاث وملابس عسكرية وأفرشة وأسرّة ومنامات... إلخ، لا تقل كلفتها عن مليارات، إذا لم تكن تريليونات الدنانير يتطلبها تجنيد أولادنا في الخدمة الإلزامية».
وتابع متسائلاً: «أليس من الأولى أن تخصص تلك الأموال لتطوير التعليم ومكافحة المخدرات بدل إنفاقها في بهدلة شبابنا؟ ابن الغني سيدفع الإتاوة وينزل لداره مجازاً، ومن لا يجد ما يدفعه سيذلونه، إنه قانون لإذلال الفقير ولا يقع عبؤه إلا على مَن لا يجد قوت يومه».
بدوره، استنكر حزب «البيت الوطني» المنبثق عن «حراك تشرين»، أمس، تشريع قانون التجنيد، وقال في بيان: «في الوقت الذي يتطلع فيه العراقيون جميعاً إلى تشريع قوانين تسهم في رفع مستوى الشفافية والنزاهة داخل مؤسسات الدولة وتعزيز الديمقراطية في هذا البلد، نتفاجأ بسماع نوايا البرلمان العراقي وهو يعتزم تشريع قانون التجنيد الإلزامي الذي يعيدنا إلى الحقبة الديكتاتورية المقيتة التي تسلطت على رقاب العراقيين أكثر من ثلاثين عاماً».
ودعا البيت الوطني مَن وصفهم بـ«النواب الوطنيين المعارضين لقوى الظلام» إلى منع تمرير القانون «وثني القوى الظلامية عن تشريعه».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

البرلمان العراقي يعقد جلسة للتصويت على الحكومة

 

رئيس البرلمان العراقي يحدد يوم غد الخميس موعدا للتصويت على المنهاج والكابينة الوزارية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون التجنيد الإلزامي يثير غضباً في العراق قانون التجنيد الإلزامي يثير غضباً في العراق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab