إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات بين العراق والكويت
آخر تحديث GMT20:30:23
 العرب اليوم -

إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات بين العراق والكويت

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات بين العراق والكويت

عملية تهريب مخدرات بين العراق والكويت
بغداد - نجلاء الطائي

يتنقّل كريم محمد من منطقة لأخرى مستخدماً دراجة نارية ليتجنب نقاط التفتيش المنتشرة على الطرق الرئيسة بين ناحية العزير وقضاء قلعة صالح (70 كلم جنوب مدينة العمارة) حاملاً كمية من المخدرات التي قام بتهريبها من إيران ، فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية إحباط أكبر عملية لتهريب مخدرات قرب الحدود الجنوبية مع الكويت.

ومع معرفة كريم الذي يبلغ من العمر (31 عاماً) بالطرق الفرعية والدروب غير المطروقة التي تتفرع داخل الحدود العراقية - الإيرانية، إلا أنه وجد نفسه يقع في كمين نصبته له إحدى مفارز قسم مكافحة المخدرات التابع لقيادة شرطة المحافظة.

هذا وأعلنت وزارة الداخلية العراقية إحباط أكبر عملية لتهريب مخدرات قرب الحدود الجنوبية مع الكويت.

وصرح المستشار الإعلامي لوزير الداخلية وهاب الطائي في بيان صحفي أنه تم "ضبط أكبر عملية تهريب مخدرات في منطقة خضر الماي القريبة من الحدود الكويتية، يوم أمس"، مشيرا إلى أن الممنوعات المضبوطة شملت نحو 600 كيس من مادة الكبتاغون.

وأضاف المستشار أنه عثر كذلك على حبوب مخدرة في جيب المهرب.

وتؤكد تقارير دولية أن العراق تحول، بعد عام 2003، إلى محطة عبور لتهريب المخدرات من إيران وأفغانستان نحو دول الخليج، محذرة من احتمال تحوله إلى بلد مستهلك.

وانتشرت تجارة تهريب المخدرات في محافظة ميسان منذ مطلع التسعينيات واستطاع بعض المهربين جني أموال طائلة، وقد ساعد على ذلك قيام حكومة صدام حسين آنذاك بتجفيف الاهوار الشرقية المشتركة بين محافظات جنوب العراق وإيران.

وفي العمارة ازداد نشاط المهربين الذين عادة ما يكونون من العشائر التي تقطن تلك الأماكن، وهم يتولون نقل المخدرات من إيران إلى دول الخليج مرورا بمحافظات ذي قار والبصرة إلى الكويت برا أو بحرا، فيما يمر الطريق الآخر عبر النجف والمثنى التي تشترك بحدود صحراوية مع السعودية.

محمد مجبل مهرب سابق يزعم أنه ترك العمل بعد أن سجن في أواخر التسعينات وأطلق سراحه عام 2003، وهو يصف عمليات تهريب المخدرات بالمضنية.

ويقول لقد "بدأنا ممارسة تهريب المخدرات منذ التسعينات ولم تكن أعمالنا سهلة أبدا برغم الأرباح التي كنا نجنيها فكل ما يحيطنا خطر ومميت، كنا نخشى السلطات الإيرانية مثلما نخشى قوات الأمن الحكومية آنذاك وكذلك كنا نخشى أفراد المعارضة العراقية التي تتخذ بعض فصائلها من الحدود الإيرانية ملاذا لها، إذ كانوا يمنعوننا من ذلك، لكننا تمكنا من مزاولة التهريب بأي وسيلة فقد أخفينا المخدرات في أسرجة الحمير وداخل الكتب ومع الأطعمة وداخل علب ألعاب الأطفال".

ويضيف" كان هدفنا الربح السريع فالعراق يخنقه الحصار الدولي وصدام مشغول بالمعارضة وإيران منشغلة بصدام، فيما كنا نزاول تهريب المخدرات. كانت فرصة ذهبية للربح، خصوصاً أن أسواق الخليج كانت تبتلع كميات كبيرة من المخدرات".

لكن وسائل التهريب اختلفت اليوم عما كانت عليه سابقاً، إذ اختفت الحمير وحلت بدلا منها وسائل النقل الحديثة من السيارات والدراجات النارية ومعها اختلفت طرق إخفاء المخدرات، إلا أن المناطق التي يتم التهريب عبرها ما زالت هي نفسها.

 في شرق ناحية العزير داخل الحدود العراقية المحاذية لإيران تنتشر بعض المستنقعات والمساحات المائية ومواقع ترابية وعرة مكشوفة، وفي مواقع كثيرة لا توفر الطبيعة مخابئ جيدة للمهربين باستثناء بعض الأشجار البرية التي يركنون إليها بانتظار حلول الظلام للانطلاق إلى داخل الأراضي الإيرانية.

وقال علوان المرياني احد أبناء ناحية العزير أن تجارة المخدرات "تنتشر في الناحية وتحديدا في قرية بيت أغزير وهي منطقة حدودية تقع شمال البصرة، وغالبية قاطنيها يتاجرون بالمخدرات ومنها الحشيشة والترياك والحبوب والكريستال".

وأكد ان "المهربين يقطعون مسافات طويلة بين حدود البلدين مستخدمين بذلك أكثر من وسيلة نقل منها الدراجات النارية والزوارق والسير على الأقدام قرابة ست ساعات حتى الوصول إلى مبتغاهم".

في مقابل ذلك تقول الشرطة إن عملها غالباً ما يكون محفوفاً بالمخاطر في مواجهة عصابات التهريب. وكان مراسل نقاش قد حضر تحقيقا مع المهرب كريم محمد الذي ألقي القبض عليه وبحوزته ثلاثة كيلو غرامات من مادة الحشيشة علاوة على أكثر من (300) قرص مخدّر، وتبجح محمد بأنه سيستمر بالعمل في تجارة المخدرات حال خروجه من السجن بسبب أرباحها الكبيرة، علما أن أحكام تهريب المخدرات تبدأ بعشر سنوات وتنتهي بالسجن المؤبد.

ويجني مهربو المخدرات أرباحاً مغرية تزيد ستة أضعاف على سعر الشراء، فعلى سبيل المثال يبلغ سعر الغرام الواحد لمادة الكريستال بين (150-200) دولار بينما يتم بيعه بسعر تراوح بين (1000- 1200) دولار.

مصدر رفيع في قيادة شرطة ميسان فضّل عدم ذكر اسمه قال إن القوات الأمنية تقوم بعمليات التفتيش والمداهمة بين الحين والآخر لعدد من أوكار المهربين ويتم القبض عليهم متلبسين.

وأضاف "تم في الشهرين الأخيرين تنفيذ ثلاثين أمر قبض بحق المتاجرين بالمخدرات إضافة إلى عمليات التحري والاستخبار عن عمليات التهريب وإحباطها قبل الشروع بالتهريب آو عبورها إلى ابعد من محافظة ميسان، حيث أحبطت محاولة تهريب (100) كيلو غرام عبر منفذ الشيب الحدودي بواسطة شاحنة نقل مواد إنشائية".

لكنه اشتكى من الصعوبات والمخاطر التي تواجه عناصر الأمن، مؤكدا أن عمليات الاعتقال والمداهمة عادة ما تكون اشد وقعا على رجال الأمن من المهربين.

ويقول "تواجه عناصرنا صعوبات مختلفة منها التدخلات العشائرية التي تفرض نفسها بقوة لإطلاق سراح المعتقلين، فضلا عن ضعف الدعم الرسمي لعناصر مكافحة المخدرات الذين يتلقون تهديدات من عصابات التهريب وعشائرهم، إذ نخشى عليهم من التصفية الجسدية، وقد جرى مؤخرا حرق سيارة لأحد المنتسبين كما وضعت قنبلة أمام منزله لإفزاعه وإرغامه على ترك التحري عن بعض المطلوبين".

ولم يتوقف الأمر على كون العراق معبراً للاتجار بالمخدرات فقد دفع الارتفاع النسبي لمداخيل المواطنين خلال الأعوام الماضية كثيرا من الشباب إلى تعاطي المخدرات، ووثقت سجلات قيادة شرطة ميسان استفحال ظاهرة تعاطي أنواع المخدرات بين الشباب منذ عام 2008.

ويؤكد الدكتور علي محمود أخصائي بعلاج حالات الإدمان أن الحالات المرضية الخاصة بتعاطي الحبوب المخدرة وبعض المخدرات بتزايد مطرد وكشف لنقاش مدى خطورة ذلك قائلا "غالبا ما يحصل تحوّل في تركيبة أجسام متعاطي مادة الكريستال، إذ يدمن عليها الشخص بعد ثلاث جرعات وتنتهي بقتله في حال الإدمان عليها لمدة عام، وهي الأشد فتكا بالإنسان  من السموم ".

ومادة الكريستال هي خليط الترياك بالحشيشة ومواد مخدرة أخرى ذات شكل بلوري تصنع في إيران، في حين أجرت بعض منظمات المجتمع المدني حملات للتوعية بمخاطر المخدرات .

يقول بسام الساعدي مدير حملة التوعية من مخاطر المخدرات أن هناك إحصائيات شبه دقيقة تؤكد تزايد أعداد الشباب الذين يتناولون المخدرات في ميسان.
وأضاف إن "الشباب يتوجهون تحديدا للإدمان على تناول الحبوب المخدرة وهي ظاهرة استشرت في المجتمع الميساني، لهذا انطلقنا لنشر التوعية بين شرائح المجتمع مستفيدين من الانفتاح الإعلامي".

ومع عدم ضبط الحدود بين العراق وإيران فأن منافذ التهريب متاحة كما أن المتاجرة بالمخدرات مستمرة مع تزايد ملحوظ في جرائم القتل والسطو المسلح والزنا التي يقوم بها أشخاص مدمنون.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات بين العراق والكويت إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات بين العراق والكويت



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab