القضاء العراقي يُؤكد زيادة ادعاءات المجرمين بالجنون للإفلات من العقاب
آخر تحديث GMT23:30:39
 العرب اليوم -

القضاء العراقي يُؤكد زيادة ادعاءات المجرمين بالجنون للإفلات من العقاب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القضاء العراقي يُؤكد زيادة ادعاءات المجرمين بالجنون للإفلات من العقاب

محكمة تحقيق الرصافة
بغداد- نجلاء الطائي

أعلن مجلس القضاء الاعلى، عن تصاعد ادعاءات المجرمين بالجنون، للأفلات من العقاب، مشددًا أن "المشرع العراقي يحاسب المُتواطئ في هذا النوع من الافعال أي كان منصبه"، ونشرت صحيفة القضاء تقريرًا عن هذه الحالة، وأفاد أن "المحاكم سجلت تصاعدًا في وتيرة الادّعاء بالجنون لمرتكبي جرائم بعضها خطيرة ينوي المتهم فيها التخلص من المحاسبة، مستفيدًا من نص ورد في قانون العقوبات النافذ يعفي المصاب بمرض عقلي من المسؤولية الجزائية".

وبيّن قضاة أن فطنتهم أسهمت في كشف العديد من هذه الحالات، نوّهوا إلى أن القانون يحاسب من يتحايل عليهم بحجة الجنون تحت مسمى تضليل القضاء وهي جريمة وتصل عقوبتها إلى الحبس، لافتين إلى أن المحاكم تستدل عند اصدار قراراتها في هذا الشأن إلى التقارير الطبية بوصفها المعيار الدقيق لتقويم حالة المتهم الصحية".

ويشترط المشرّع العراقي لإعفاء المجنون من المسؤولية الجزائية أن يكون فاقد الارادة بسبب هذا المرض وقت ارتكابه الجريمة، وهو ما يتم التوصل إليه -بحسب القضاة- من خلال التحقيقات، وقال المتخصّص بالملفات الجنائية القاضي خالد صدّام، إن حيلة الادعاء بالجنون، أو تقديم شهادة صحية مزوّرة تفيد بإصابة المتهم بمرض عقلي تعدّ من وسائل التهرب من العقوبة التي يستخدمها بعض الماثلين في قفص العدالة.

    وأوضح رئيس جنايات الرصافة، أن المحاكم بدأت تسجل مؤخراً تزايداً في هذه الحالات، لاسيما في الجرائم الجنائية ذات الطابع الخطير ومن بينها المتطرفة، وبرغم براعة بعض المتهمين في تمثيلهم الجنون، لكنّ صدام يؤكّد أن "القاضي العراقي لديه من الخبرة، ما تمكنه في كشف هذه الحالات وتساعده في ذلك التقارير الرسمية المقدمة من اللجان الطبية المختصة".

وأشار إلى"وجود تعاون جيد بين اللجان الطبية ومراكز الشرطة من جهة والقضاء من جهة أخرى"، منبهاً إلى أن "إجراءاتنا في هذا الصعيد مشدّدة ولا تسمح بمرور أي خرق قد يساعد المتهم في الإفلات من العقوبة، وشدّد رئيس جنايات الرصافة على أن "المشرع العراقي يحاسب المتواطئ في هذا النوع من الافعال اي كان منصبه".

ولفت القاضي صدام إلى إمكانية الطعن بالتقرير الطبي سواء كانت نتيجته الاولى بنفي المرض العقلي أو وجوده أمام اللجنة الطبية الاستئنافية من قبل أطراف الدعوى في حال حصول شك بوجود تزوير أو شطب أو إضافة،
    وعلى صعيد ذي صلة، ذكر قاضي التحقيق في الرصافة علي حسن كاظم أن "المحاكم المختصة في أغلب الأحيان تستجيب إلى طلبات المحامين بإيداع المتهمين لدى الملاحظة الطبية".

وأضاف المتخصّص بنظر ملفات "الإرهاب"، في تصريح إلى "القضاء"، أن "هذه الإجراءات تعدّ من بين ضمانات المحاكمة التي يوفرها القضاء العراقي إلى المتهمين طبقاً للمعايير الدولية، والقوانين المحلية النافذة".
وأشار إلى أن "التقارير الطبية عن أحوال المتهمين بنحو عام تعدّ إرشادية تستفيد منها المحكمة في القرارات التي تتخذها".

وعدّ كاظم "الادعاء بالجنون واحدة من الاشكال التي يسلكها المجرمون وخصوصاً الخطرين في تضليل القضاء ويهدف أيضا إلى الإخلال بسيّر العدالة وتأخير حسم القضية المعروضة"، ونوّه في هذا الشان إلى أن "المشرّع العراقي حدّد مسبقاً الجرائم المخلة بسير العدالة وهي المنصوص عليها في المواد 248، و249، و250 من قانون العقوبات رقم 111 لعام 1969 المعدل".

وذكر أن القانون العراقي وضع محاسبة قانونية للمتورطين بالادعاء بالجنون"، استدل بـ "المادة 248 من قانون العقوبات التي تضمنت الحبس أو الغرامة لكل من يقصد تضليل القضاء من خلال تغيير حاله الأشخاص او الأماكن او الأشياء او إخفاء أدلة الجريمة او قدم معلومات كاذبة تتعلق بها وهو يعلم عدم صحتها"، أما بخصوص المادتين المتبقيتين فأنهما وحسب القاضي كاظم تنصان عن موضوعات أخرى "تتعلقان بإخفاء مبرزات جُرمية وأفعال أخرى من شانه أن تؤخر حسم القضية وتضلل المحكمة أيضًا".

 تابع أن المادة 60 لقانون العقوبات تضمنت عدم المساءلة الجزائية لكل من كان وقت ارتكاب الجريمة فاقد الإدراك أو الإرادة أو المجنون أو لديه عاهة في العقل أو بسبب كونه في حالة سكر او تخدير نتجت عن مواد مسكرة او مخدرة أعطيت له قصرا أو على غير علم منه"، وفي مقابل ذلك، يجدّ أن "الإصابة بالمرض ليست دليلاً بذاته للتخلص من المسؤولية عن ارتكاب الجريمة"، موضحًا أن الإثبات يكون من خلال إثبات أن الفاعل لا يتمتع بقواه العقلية وأن ذلك نجم عنه القيام بفعل مخالف للقانون.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضاء العراقي يُؤكد زيادة ادعاءات المجرمين بالجنون للإفلات من العقاب القضاء العراقي يُؤكد زيادة ادعاءات المجرمين بالجنون للإفلات من العقاب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab