نواكشوط ـ عائشة عبدالسلام
دخلت موريتانيا على خط الأزمة الغامبية بحثُا عن حل سياسي، يجنب هذا البلد الأفريقي الفقير تداعيات الحرب.
وتستند الوساطة الموريتانية، إلى علاقات وثيقة وتاريخية مبنية على المصالح المشتركة وعلى وجود موريتاني قوي وراسخ من خلال جالية موريتانية مؤثرة تمارس التجارة في غامبيا منذ عقود.
وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في بانغول مع بدء وساطته، أن بلاده "لن تترك غامبيا في وضعية صعبة، وستعمل على إيجاد حل يرضي جميع الأطراف". والتحرك الموريتاني هو آخر فرصة لنزع فتيل الأزمة الغامبية رغم الآمال العريضة المعلقة عليه لكن أداء الرئيس المنتخب بارو للقسم في داكار، يقوض فرص نجاح الوساطة الموريتانية.
ورغم نجاح الوساطة الموريتانية في إقناع الرئيس المنتهية ولايته يحيى جاميه بالتنحي إلا أن اندفاع السنغال الدولة الأكبر المجاورة لغامبيا ورأس الحربة في الجهود الأفريقية الرامية إلى حمل جاميه، لترك السلطة من شأنه تعقيد الأمور، حسب الكثير من المراقبين.
وللسنغال قصة ثأر من يحيى جاميه الرئيس الغامبي المنتهية ولايته ذلك أنه طوال 22 عامًا من حكم البلاد لم يطبع علاقاته مع السنغال، نظرًا لكون السنغال لا تقيم وزنًا لجارتها الصغيرة ولا تعتبرها دولة مكتملة الأركان ما يثير حفيظة الغامبيين. وفي غضون ذلك، قال وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ، أن وساطة بلاده في الأزمة الغامبية أظهرت أن جميع الأطراف الغامبية تتوق للحل السلمي لمعرفتها بخطورة عواقب الحل العسكري. وأوضح ولد الشيخ أن الحل العسكري كان وشيكا وأن أزمة الرئاسة الغامبية، وصلت لباب مسدود، موضحًا أن التدخل العسكري لن يساهم إلا في إضافة غامبيا لبؤر التوتر في أفريقيا.
وكشف أن جهود الرئيس الموريتاني متواصلة على قدم وساق وبطريقة وصفها بـ "السريعة"، معربًا عن حالة من التفاؤل تسود حاليا. وكشف مصدر موريتاني مسؤول أن الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جاميه يقبل بالتخلي عن السلطة لكن بشروط. وأوضح المصدر أن الوساطة الموريتانية نجحت في إقناعه بمغادرة السلطة لكنه يضع شروطًا منها عدم التدخل الخارجي في بلاده تحت أي ذريعة، وإلغاء تنظيم حفل لتنصيب الرئيس المنتخب خارج غامبيا، معتبرًا أن كل هذه الإجراءات "استفزازية ومن جانب واحد".
وأضاف المصدر أن جهود موريتانيا مستمرة لنزع فتيل الأزمة وقد تم اطلاع الأطراف الإقليمية والدولية على المساعي الموريتانية. ويقوم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بوساطة منذ الليلة الماضية حيث التقى بجميع الأطراف.
أرسل تعليقك