إحياء ذكرى قتل القذافي يثير انشقاقاً داخل المجتمع الليبي
آخر تحديث GMT20:27:38
 العرب اليوم -

إحياء ذكرى قتل القذافي يثير انشقاقاً داخل المجتمع الليبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إحياء ذكرى قتل القذافي يثير انشقاقاً داخل المجتمع الليبي

الرئيس الراحل معمر القذافي
القاهرة - العرب اليوم

وسط انقسام حاد بين مؤيد ومعارض لنظامه السابق، يواصل أنصار الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، حشد الدعم لإحياء الذكرى الثامنة لمقتله، بعد غد (السبت)، داخل عدة مدن ليبية وعربية ودولية، وذلك من خلال التظاهر ومطالبة المجتمع الدولي بـ«التدخل لإطلاق سراح نجله الساعدي من سجون العاصمة طرابلس».

وقُتل القذافي ونجله المعتصم بالله، بعد أسرهما حيّين إثر الغارات التي شنها حلف (الناتو) على مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس السابق في 20 من أكتوبر (تشرين الأول) 2011، لتنهي بذلك 43 عاماً من حكمه.

وأعلن عدد من أفراد الجالية الليبية، المؤيدة لنظام القذافي، في العاصمة الفرنسية باريس، أمس، أنهم يحضّرون لمظاهرة في ذكرى اغتياله، «تندد بالغارات التي شنها حلف الناتو على ليبيا».

وقال محمد إغيث، وهو مهندس ليبي يعمل في فرنسا لـ«الشرق الأوسط»: «سنعمل هذا العام على توصيل صوتنا للمجتمع الدولي، وسنطالب بالتحقيق في مقتل (السيد القايد) ونجله المعتصم بالله»، مضيفاً أن «بعض الدول الأوروبية لا تفكر في مصير بلادي، بقدر ما تسعى إلى الحفاظ على مكتسباتها، وتأمين مصالحها النفطية». وتأتي استعدادات أنصار النظام السابق، في ظل استغراب خصومه، الذين يرون أن تردي الأوضاع في البلاد حالياً ما هو إلا «انعكاس لسياسات القذافي التي أضاعت ليبيا، وتفكيكه لمؤسسات الدول».

لكن الدكتور مصطفى الزائدي، وهو قيادي سابق بالنظام السابق، يرى أن اغتيال القذافي ورفاقه «نُفِّذ باشتراك مباشر للقوات العسكرية، والأجهزة الاستخباراتية الفرنسية والقطرية، التي كانت توجد على الأراضي الليبية»، مشيراً إلى أنه «قُتل مع مئات المواطنين، بعضهم تمت تصفيته بدم بارد في عملية وحشية موثقة بالفيديو، فيما عرف بقضية فندق المهاري بسرت».

ودافع الزائدي، منسق اللجنة السياسية للحركة الوطنية الشعبية آنذاك، لـ«الشرق الأوسط»، عن النظام السابق، وقال إن الليبيين أصبحوا بعد ثماني سنوات من اغتيال القذافي «يتحسرون على عهده، ويترحمون عليه»، لافتاً إلى أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد بلغت «من السوء قدراً لم يعودوا قادرين على تحمله ومواجهته». وانتهى الزائدي الذي يقيم في القاهرة قائلاً: «أكيد سنحيي ذكرى اغتيال القذافي بطرق مختلفة في مصر، وستكون بإقامة حفل ختم للقرآن الكريم، ولقاء تأبين».

ودأب مؤيدو القذافي في القاهرة على عقد لقاءات لذات المناسبة، تتضمن كلمات تندد بمقتله، وتتحدث عن مآثره. وفي هذا السياق قال مسؤول محلي من مدينة بني وليد لـ«الشرق الأوسط»، رفض ذكر اسمه: «سنظل نحيي ذكرى اغتيال الرجل الذي افتقدناه، ولا نلتفت لمعارضيه». مضيفاً: «لقد كنا أيام القذافي نعيش في رخاء... أما الآن فالعمل بات قليلاً، والخدمات الحكومية ضعيفة، ومع ذلك فالبعض يحاسبنا على دعمنا لنظام القذافي».

في موازاة ذلك، قال الدكتور محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب الليبي، إن القذافي «قضى نحبه في معارك جرت على الأراضي الليبية بسبب انتفاضة 17 فبراير (شباط) عام 2011 ضد حكمه، وأدت إلى قتله وهو يقاوم، ولم يُغتل».

وأضاف العباني في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تلك الانتفاضة أتت أيضاً على بنيان نظامه، وأدخلت البلاد في أتون صراع على المكاسب والمناصب، فعمّت الفوضى والفساد والاستبداد على يد الجماعات المسلحة»، وبالتالي فإنه «لا معنى لإحياء ذكرى القضاء على القذافي، ولا معنى لاستمرار الصراع تحت أي حجة من الحجج، والمطلوب مصالحة وطنية وعدالة انتقالية دون إقصاء أو استبعاد لأحد، فليبيا وطن للجميع».

وشدد العباني، وهو عضو عن مدينة ترهونة (88 كيلومتراً من طرابلس) أنه «على المجتمع الدولي، الذي ساعد على قتل القذافي وتدمير نظامه بحجة حماية المدنيين، أن يرفع حظر توريد السلاح عن الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، وأن يفك ارتباطه بالجماعات المسلحة، والتوقف فوراً عن دعمها».

لكن أمام حالة الانقسام والجهوية التي تعاني منها البلاد وتمسُّك كل فريق بمكتسباته، رأى الحقوقي الليبي أحمد عبد الحكيم حمزة أنه «من حق أي مكون سياسي ليبي أن يحيي أمجاده السياسية، أو يستذكر ذكريات من تاريخه السياسي».

وأوضح حمزة أن هذه الاحتفالات يمكن النظر إليها من «باب احترام حق التعبير عن وجهات النظر والمواقف السياسية، وهذا حق مكفول لكل التيارات السياسية والاجتماعية».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء ذكرى قتل القذافي يثير انشقاقاً داخل المجتمع الليبي إحياء ذكرى قتل القذافي يثير انشقاقاً داخل المجتمع الليبي



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab