بدأ المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ جولة جديدة في المنطقة العربية، واستهلها من العاصمة الأردنية عمان في سياق جهود قالت واشنطن إنها تأتي في سياق التخفيف من المعاناة الإنسانية في اليمن ومساعيها للدفع نحو عملية سلام دائمة، تنهي الصراع المشتعل للسنة السابعة على التوالي.
وفي حين يسود اعتقاد واسع في الشارع اليمني بأن المساعي الأميركية وحتى الأممية لن تقود إلى إرغام الميليشيات الحوثية على وقف الحرب، يرى مختصون في الشأن اليمني أن على المجتمع الدولي انتهاج سياسة أكثر صرامة مع الميليشيات لدفعها نحو السلام.
وذكر بيان للخارجية الأميركية أن المبعوث وصل إلى الأردن، وأنه سيسافر بعدها إلى الإمارات والسعودية وسلطنة عمان، حيث سيلتقي مع حكومة الجمهورية اليمنية وممثلي المجتمع المدني اليمني وكبار المسؤولين الحكوميين الإقليميين وفي الأمم المتحدة، إضافة إلى شركاء دوليين آخرين.
وبحسب ما جاء في البيان فإن ليندركينغ «يتابع تركيز جهوده على تقديم الإغاثة الفورية لشعب اليمن ودفع عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة. وسيواصل الدعوة إلى حل دائم لأزمة الوقود، بما في ذلك إنهاء القيود المفروضة على واردات الوقود وتخزينه من قبل الحوثيين وتلاعبهم بالأسعار».
وخلال لقاءات المبعوث الأميركي مع الشركاء الدوليين، أفاد البيان بأنه «سيتناول تداعيات استمرار هجوم الحوثيين في مأرب، وهو الهجوم الذي يفاقم الأزمة الإنسانية ويقتل المدنيين ويتحدى الإجماع الدولي على الحاجة الملحة لحل سلمي للصراع».
جولة ليندركينغ الجديدة جاءت بعد أيام من جولة أنهاها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ شملت المنطقة وزار خلالها العاصمة المؤقتة عدن، حيث التقى برئيس الحكومة معين عبد الملك ومسؤولين آخرين وقيادات حزبية ومجتمعية في سياق سعيه لبلورة مقترح أممي لوقف الحرب واستئناف مفاوضات الحل الشامل.
ووفق بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، فإنه «شدّد على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض لدعم الاستقرار وعمل مؤسسات الدولة. وناقش الوضع الاقتصادي المتدهور والتحديات التي تواجه تقديم الخدمات الأساسية».
وقال غروندبرغ: «تزداد صعوبة إبطال الآثار الإنسانية والاقتصادية للحرب مع كلّ يوم يمر. لقد حوّلت الحرب الحياة اليومية في اليمن إلى كفاح. هناك حاجة ملحة لتغيير المسار والعمل نحو تسوية سياسية تشمل الجميع وتنهي النزاع بشكل كامل وتسمح لليمن بالتعافي والنمو».
كما شدّد المبعوث الأممي في اجتماعاته على التزامه بالشمولية كضرورة لاستدامة السلام. وأضاف قائلاً: «يتمتّع اليمن بتاريخ غني من التنوّع السياسي والاجتماعي. إنّ الحل المستدام هو الذي يعكس مصالح شرائح متنوعة وواسعة من المجتمع اليمني».
وفيما تكافح الحكومة الشرعية لدى الدوائر الدولية بحثاً عن ضغوط حقيقية على الميليشيات الحوثية لإرغامها على السلام، تجزم في تصريحات مسؤوليها بأن الميليشيات «غير جادة في السلام، ومستمرة في التصعيد العسكري واستهداف المدنيين والنازحين».
كما ترى الحكومة اليمنية أن «طريق السلام واضحة من خلال تطبيق مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها، والتي من شأنها ضمان حل عادل وشامل لا يؤسس أو يمهد لصراعات جديدة».
وفي أحدث تصريحات لرئيس الوزراء اليمني، قال الدكتور معين عبد الملك إن السلام في بلاده «لن يتحقق ما دامت إيران مصرة على سلوكها العدواني والابتزازي ضد العالم عبر أدواتها التخريبية ممثلة في ميليشيا الحوثي، التي تستخدمها لخدمة مشروعها الخطير الذي يستهدف أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية والملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب».
وأكد عبد الملك أنه «يتطلع من المبعوث الأممي إلى إيجاد مقاربة مختلفة للتعاطي مع الشروط الموضوعية الواجب توافرها لتحقيق السلام، وفق خطة شاملة تعالج جوهر الصراع، وتحديد الطرف المعرقل بوضوح ودون مواربة».
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك