كيب تاون ـ منى المصري
قرر حزب المؤتمر الحاكم في جنوب أفريقيا، أمس الخميس، دعوة الحكومة إلى تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وتخفيض مكانة السفارة في رمات غان (قرب تل أبيب)، إلى مستوى "مكتب تنسيق"، فورا. وقد رحب الفلسطينيون بهذه الخطوة، مؤكدين أنها جاءت للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. ولكن إسرائيل امتنعت عن التعقيب قائلة إنه "من غير الواضح إن كانت حكومة بريتوريا ستعمل على تطبيق القرار".
وجاء في قرار المؤتمر: "من أجل التعبير فعليا عن دعمنا لشعب فلسطين المقموع؛ قرر المؤتمر الوطني الأفريقي بالإجماع، الطلب من حكومة جنوب أفريقيا فورا ومن دون شروط مسبقة، تخفيض مكانة سفارة جنوب أفريقيا في إسرائيل إلى مكتب تنسيق". وقد رحبت حركة مقاطعة إسرائيل في جنوب أفريقيا بالقرار، وقالت في بيان لها: "هذه خطوة ضخمة في الاتجاه الصحيح ونجاح كبير لحركة المقاطعة، نريد له أن يتطور إلى سحب الاستثمارات وفرض العقوبات العالمية ضد إسرائيل". وقالت: "المؤتمر الوطني الأفريقي، أقدم حركة تحرير في أفريقيا، التي استفادت من المقاطعات والعقوبات ضد الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، وفرت للبشرية الاتجاه السياسي المطلوب، ونتطلع إلى قيام آخرين بالمثل". ورحبت مجموعة "يهود جنوب أفريقيين من أجل تحرير فلسطين" أيضا بالقرار. وقالت إن "هذه الخطوة تفرض الضغوطات على حكومة إسرائيل لإنهاء انتهاكاتها للقانون الدولي. ونحن كأفراد في المجتمع اليهودي، نعتقد أن هذا أكثر أمر واقعي يمكن لجنوب أفريقيا القيام به من أجل المساهمة في سبيل السلام العادل في إسرائيل فلسطين".
ولكن بالمقابل، أصدر مجلس النواب اليهودي الجنوب أفريقي والاتحاد الصهيوني في البلاد، بيانا مشتركا مطولا لإدانة الخطوة. وجاء في بيان مشترك لهما: "نحن نشكك في الدوافع من وراء هذا القرار التمييزي الذي يمنع جنوب أفريقيا من تولي أي دور وسيط في تحقيق السلام أو الحوار بين إسرائيل وفلسطين. والتخفيض في مستوى العلاقات مع إسرائيل، لن يحقق شيئا للشعب الفلسطيني، ولديه تأثير سلبي على الجنوب أفريقيين. نحن نشكك أيضا في دوافع المنظمات والأشخاص الذين نجحوا في اختطاف أجندة المؤتمر الوطني الأفريقي للعلاقات الدولية، بما يشمل المقاطعة".
أرسل تعليقك