بغداد-نجلاء الطائي
أصدر العراق أول موقف رسمي تجاه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي تولى منصبه أمس الجمعة. وقال وزير الخارجية أبراهيم الجعفري، الذي يزور العاصمة اللبنانية بيروت حالياً، في معرض إجابته عن سؤال حول تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ومدى تغير تعاطيه مع ملف الإرهاب في المنطقة، "بالنسبة إلى التعاطي مع الملف الإرهابي، فإنه تربطنا اتفاقية منذ عهد الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش، وقد التزم الرئيس الديمقراطي باراك أوباما بها، والآن عادت الرئاسة للحزب الجمهوري، ومن باب أولى أن تتمسك بالاتفاقية".
وأضاف "كل شيء في السياسة محتمل ويتعرّض إلى تغييرات، لكن العراق اليوم يمسك بزمام التحكم بالوتيرة الأمنية ويحقق انتصارات باهرة بسبب وحدة حركة القوات المسلحة العراقية من الجيش والحشد الشعبي والبشمركة". وأشار إلى، أن "العامل الدولي والإقليمي يلعب دورا لكن العامل الحقيقي هو العراق الذي يقرر مصيره ويتحكم بمواجهة عدو متطرف في العالم كله لم تستطع دول كثيرة أن تنهيه، لكن العراق استطاع أن يلوي ذراعه ويلقنه درسا لن ينساه، وأنتم تسمعون بالانتصارات التي حصلت في العراق وهي مستمرة، وسيأتي اليوم قريبا لتطهير أرض العراق من "داعش".
وتابع وزير الخارجية، أن "الدول لها نظام ومؤسسات وتحكمها أنظمة، فعندما يتبدل رئيس ويأتي آخر، يحصل تغيير لكن بهامش محدود، فالدولة يحكمها الدستور والكونغرس وغيره من المؤسسات، ومع ذلك فاننا لا ننتظر شيئا بل نعتمد على تماسك شعبنا وقوانا السياسية ووقوف اشقائنا معنا". وعن موعد انتهاء معركة تحرر الموصل قال الجعفري "في الأشهر القليلة المقبلة في أقصى حد".
وعن التدخل التركي في العراق أكد، أن "الموقف التركي كان متجاوزاً للإرادة العراقية رغم العلاقة الطيبة بيننا وبينهم، ورغم أنهم دولة جوار جغرافي، فللأسف الشديد فاجأونا بالدخول عنوة بعمق مائة وعشرة كيلومترات في بعشيقة العراقية، وقد عبأنا الصف العربي والدولي، واتخذت الجامعة العربية لأول مرة في تاريخها موقفا موحدا بالإجماع ضد تغلغل القوات التركية، فأصبحت تركيا ليس فقط امام موقف عراقي بل امام موقف عراقي بحجم عربي، لذلك نصيحتنا للحكومة التركية أن تتدارك هذا الخطأ والا تكرره".
وقال: "كانت وجهات نظرنا في مسألة سورية متقاربة جداً، ونحن حريصون على أن يلتئم الجمع العربي في الجامعة العربية، وإذا ما همّشت أي دولة عربية فإننا مع عودتها إلى الجامعة، وفي الوقت نفسه فإن لسورية موقفها وتجربتها وموقعها الاستراتيجي وعلاقاتها الدولية، ولا يجوز أن نفرّط بسورية أو أي دولة اخرى، واعتقد أن الزهد والتهاون بأي إقليم من الاقاليم العربية سيعرض العالم العربي إلى تجاوزات أخرى".
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، في زيارته إلى بيروت مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. وقال الجعفري بعد اللقاء: "التقيت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والآن الرئيس بري، وكان الحديث معه متعدد الجوانب، وتناولنا العلاقات العراقية- اللبنانية وسبل تطويرها، وطلبنا رفع مستوى التمثيل اللبناني في بغداد إلى مستوى سفير، واكدنا هذا الطلب ايضا مع الرئيس، ووجهت التهاني والتبريك بانتخاب رئيس الجمهورية، ونأمل أن ترتقي العلاقات بين بلدينا على أكثر من صعيد".
وقال الجعفري بعد اللقاء أن "اللقاء مع الرئيس الحريري متن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين العراق ولبنان بكل ما تحمل من قضايا مشتركة، ورغم البعد الجغرافي فنحن دولتان متعاونتان ونتمتع بعلاقات قوية جدا بين الشعبين العراقي واللبناني منذ زمن بعيد، ونستثمر ذلك في تعزيز العلاقات، على اعتبار أن الرئيس الحريري هو رئيس الجهاز التنفيذي ورئيس الوزراء، وكان من الطبيعي أن نتحدث عن الامور ذات الطابع التنفيذي".
وأعرب الجعفري عن "سعادته من خلال هذه اللقاءات التي عقدتها وجدت خطابا لبنانيا مشتركا رغم تعدد الخطباء، بدءا من رئيس الجمهورية ومرورا برئيس البرلمان وانتهاء برئيس الوزراء، وهذا الخطاب يفرح وذكرت ذلك للرئيس الحريري بأننا سعداء أن نرى لبنان قويا وقد تجاوز التحديات السابقة وأنهى الفراغ السابق، وقدمنا التبريك والتهنئة لحسم مسألة رئاسة الجمهورية ونعتبر هذه الخطوة ليست قوة للبنان فقط بل قوة لنا أيضا، ونحن نتطلع لأن نرى كل دولة من الدول الصديقة والشقيقة لنا في أحسن ما تكون عليه". وكان وزير الخارجية ابراهيم الجعفري وصل أمس السبت إلى العاصمة اللبنانية بيروت والتقى برئيس البلاد العماد ميشال عون، وبحثا العلاقات الثنائية والحرب على الإرهاب ووجه الجعفري لعون دعوة من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لزيارة بغداد.
أرسل تعليقك