كابول ـ العرب اليوم
أعلن مسؤولون أن رئيس المخابرات الأفغانية زار باكستان، الأربعاء، حاملًا «أدلة» على علاقة أشخاص موجودين على الأراضي الباكستانية بهجمات دامية في كابل، في وقت أفيد بأن إسلام آباد سلّمت حكومة الرئيس أشرف غني أكثر من 27 شخصًا يُشتبه في أنهم ينتمون إلى «شبكة حقاني»، في إطار جهود باكستان لتحسين العلاقات مع جارتها ومساعدتها في جهود مكافحة الإرهاب.
واعتبر محللون في إسلام آباد أن الخطوة الباكستانية غير المسبوقة تهدف إلى نفي دعم الجانب الباكستاني لـ«شبكة حقاني» التابعة لحركة «طالبان» التي تقود تمردًا ضد الحكومة المركزية في كابل. ووجهت اتهامات إلى «شبكة حقاني» بتدبير تفجير في العاصمة الأفغانية قبل أيام تسبب في مقتل أكثر من مائة شخص.
وأضاف الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية الدكتور محمد فيصل، الثلاثاء، أن بلاده سلمت إلى أفغانستان 27 شخصًا متهمين بالإرهاب أو الانتماء إلى جماعات متمردة، موضحًا أن عملية التسليم حصلت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وصدر موقفه في تغريدة على «تويتر» قال فيها «تواصل باكستان الضغط على العناصر المشتبه في انتمائها إلى حركة طالبان - أفغانستان وشبكة حقاني، لمنع هؤلاء من استخدام أرضنا في أي نشاط إرهابي في أفغانستان». وتابع «في هذا الإطار، تم تسليم 27 شخصًا يُشتبه في انتمائهم إلى حركة طالبان - أفغانستان وشبكة حقاني إلى أفغانستان في نوفمبر/تشرين الثاني 2017». ولم يوضح سبب عدم الإعلان عن هذه الخطوة الباكستانية سوى بعد أكثر من شهرين على حصولها، لكن ربما يكون الإعلان مرتبطًا بالزيارة التي بدأها الأربعاء مدير المخابرات الأفغانية على رأس وفد أمني لإسلام آباد.
وقال مصدر عسكري أفغاني رفيع المستوى لـ«رويترز»، إن الوفد الأفغاني سيقدم دليلًا موثقًا ومعلومات تم التوصل إليها من مراقبة بعض الهواتف تبيّن صلة أفراد وجماعات تتخذ من باكستان مقرًا لها بهجمات حصلت قبل أيام في كابل. وشهدت العاصمة الأفغانية الشهر الماضي هجومًا داميًا استهدف فندق «إنتر كونتيننتال» أوقع عشرات الضحايا معظمهم أجانب، تلاه هجوم آخر بسيارة إسعاف مفخخة انفجرت موقعة أكثر من مائة قتيل وعشرات الجرحى. وحمّل مسؤولون أفغان المسؤولية في الهجومين على «شبكة حقاني.
وأشار مسؤولون أفغان لـ«رويترز»، أن الوفد الأمني يضم معصوم ستانيكزاي، رئيس وكالة المخابرات الأفغانية، ووزير الداخلية الأفغاني ويس أحمد برمك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل على «تويتر»، إن «الحكومة الأفغانية هي التي طلبت أن يزور وفد أفغاني رفيع المستوى باكستان حاملاً رسالة من الرئيس الأفغاني (أشرف غني)».
وتشهد العلاقات الأميركية - الباكستانية توترًا بعد إعلان واشنطن الشهر الماضي عزمها تعليق مساعدات أمنية أميركية لباكستان تصل إلى ملياري دولار تقريبًا. ونشر الرئيس دونالد ترمب تغريدة على «تويتر» قال فيها إن باكستان لم تمنح الولايات المتحدة نظير مساعداتها «سوى الأكاذيب والخداع». وتنفي باكستان الاتهامات الموجهة لها بأنها توفر ملاذات آمنة للمسلحين، واتهمت واشنطن بالغدر، بحسب «رويترز».
أرسل تعليقك