شهد ريف حمص الغربي في وسط سوريا اشتباكات عنيفة أودت بحياة 6 أشخاص على الأقل، وفق ما أفاد به "المرصد السوري لحقوق الإنسان". الحادثة تأتي ضمن حملة تمشيط أطلقتها السلطات الجديدة في سوريا، التي تؤكد أنها تستهدف ملاحقة "فلول ميليشيات الأسد" وتفكيك شبكات تهريب السلاح والمخدرات.
تفاصيل العملية الأمنية في ريف حمص
أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن انطلاق عملية تمشيط واسعة النطاق قادتها "إدارة الأمن العام" بالتعاون مع "إدارة العمليات العسكرية". العملية استهدفت بلدة الغور الغربية القريبة من الحدود اللبنانية، وهي منطقة كانت تُعرف سابقًا بأنها معقل لمجموعات موالية لـ"حزب الله" اللبناني، الذي كان داعمًا رئيسيًا للنظام السوري قبل سقوطه.
الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والرشاشة، بحسب "المرصد السوري"، الذي أشار إلى نشر دبابات لدعم القوى الأمنية. وأكدت التقارير ضبط مستودع أسلحة وذخائر خلال العملية، إضافة إلى اعتقال عشرات الأشخاص، من بينهم أفراد لم يجروا تسوية أوضاعهم مع السلطات الجديدة.
تداعيات الاشتباكات على السكان المحليين
بلدة الغور الغربية التي شهدت الاشتباكات يقطنها سكان من الأقلية الشيعية، مما يثير تساؤلات حول تأثير العملية الأمنية على المجتمعات المحلية. مدير "المرصد السوري" رامي عبد الرحمن أكد أن المنطقة كانت سابقًا تضم مجموعات موالية للنظام وحزب الله، لكنها أصبحت مستهدفة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي.
سياق الحملة الأمنية وجهود السلطة الجديدة
منذ الإطاحة بحكم بشار الأسد إثر هجوم مفاجئ في ديسمبر، تسعى القيادة السورية الجديدة إلى فرض سيطرتها على جميع المناطق، بما في ذلك تلك التي كانت موالية للنظام السابق. الحملة الأمنية الحالية تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تستهدف "فلول النظام البائد"، بما في ذلك شبكات التهريب والمجموعات المسلحة التي رفضت تسليم سلاحها.
ومع ذلك، أثارت هذه التحركات مخاوف واسعة بين السوريين من احتمال إقامة نظام حكم ديني يستبعد الأقليات الدينية والمرأة من المشاركة السياسية. رغم ذلك، تستمر القيادة الجديدة في توجيه رسائل طمأنة إلى مختلف المكونات السورية والمجتمع الدولي.
التحديات المقبلة
استقرار المناطق المستهدفة: العمليات الأمنية في مناطق ذات تركيبة سكانية متنوعة، مثل ريف حمص الغربي، قد تزيد من التوترات الطائفية إذا لم تُدار بحذر.
الثقة الشعبية: تزايد الاعتقالات والحملات العسكرية يثير مخاوف السكان من عودة القمع، مما قد يعوق جهود بناء الثقة مع المجتمعات المحلية.
التحولات الإقليمية: القرب الجغرافي من الحدود اللبنانية وعلاقة المنطقة السابقة بحزب الله تضع العملية في سياق أوسع يتعلق بالتوازنات الإقليمية الجديدة.
نظرة مستقبلية
الحملة الأمنية في ريف حمص الغربي تعكس تصميم السلطة الجديدة على فرض السيطرة، لكنها تسلط الضوء أيضًا على التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها في بلد أنهكته سنوات الحرب. تحقيق الاستقرار يتطلب توازنًا دقيقًا بين فرض النظام وتلبية تطلعات جميع مكونات المجتمع السوري.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قوات سوريا الديمقراطية تقول إنها نجحت في صد هجمات تركيا والفصائل التابعة لها على طول محاور قريتي العطشانة والمسطحة جنوب مدينة منبج
قصف تركي مكثف على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة عين العرب كوباني
أرسل تعليقك