واشنطن ـ يوسف مكي
حفلت أجندة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بالكثير من اللقاءات والأنشطة في العاصمة الأميركية واشنطن التي كانت على موعد مع عاصفة ثلجية قوية صباح أول من أمس (الأربعاء) جعلتها تكتسي باللون الأبيض، وفي ظل هذه الأجواء كانت لقاءات ولي العهد السعودي والمسؤولين الأميركيين يسودها الدفء والتقارب، وبخاصة اجتماعه أمس مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، وقبلها لقاؤه بأعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب الأميركي، الذين استقبلهم في مقر إقامته مساء أول من أمس الأربعاء، ولقاءاته التي عقدها أمس الخميس أيضاً مع رؤساء الشركات العسكرية والصناعية.
وعقد الأمير محمد بن سلمان، أمس، اجتماعاً مع ماتيس ناقشا خلاله العلاقات السعودية ـ الأميركية، وأوجه التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، وفرص تطويرها، وبخاصة في الجانب الدفاعي والعسكري، وما يتعلق بتعزيز القدرات الدفاعية، وتعميق الشراكة الثنائية وفق “رؤية السعودية 2030”، إضافة إلى تناول مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وجهود البلدين المبذولة بشأنها، بما فيها محاربة التطرف وعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وآليات التنسيق المشترك تجاهها بما يعزز من الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال ماتيس، إن على أميركا والسعودية دوراً كبيراً لإحياء الجهود للتوصل إلى حل سلمي للحرب القائمة في اليمن، وخاطب ماتيس الأمير محمد بن سلمان قائلاً: “نحن ندعمك على هذا الصعيد، السعودية وقفت إلى جانب الحكومة المعترف بها دولياً، وسننهي هذه الحرب، هذه هي الخلاصة، وسننهيها بشروط إيجابية لمصلحة الشعب اليمني، وكذلك لأمن الدول المجاورة”، وأشاد ماتيس بالمساعدات الكبيرة التي تقدمها السعودية للمدنيين في اليمن، وأضاف إن التحالف بقيادة السعودية خصص 1.5 مليار دولار هذا العام للمساعدات الإنسانية لليمن.
واستقبل الوزير جيمس ماتيس، ضيفه الأمير محمد بن سلمان بمراسم استقبال رسمية في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وعُزف السلامان الوطنيان، واستعرضا حرس الشرف، في حين شهد الاجتماع الذي عقد لاحقاً بين الجانبين مناقشة واستعراض، حضر الاجتماع الأمير خالد بن سلمان، سفير السعودية في واشنطن، والوفد الرسمي المرافق لولي العهد، وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية.
وأشارت السفارة السعودية في العاصمة واشنطن، إلى أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، التقى ويل هيرد وجورج هولدينج ومايكل غالاغر من الحزب الجمهوري، وبرندان بويل من الحزب الديمقراطي، وأن النقاشات تركزت على الكثير من القضايا، منها الجهود السعودية ـ الأميركية المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وسبل مكافحة الأنشطة الإيرانية المزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتطرق الاجتماعان مع الحزبين إلى علاقات الصداقة السعودية - الأميركية، والشراكة الثنائية، كما استعرض الجانبان مستجدات الأوضاع والجهود المشتركة تجاهها، بما فيها محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة، ووفقاً للسفارة، فإن ولي العهد السعودي، أكد لأعضاء النواب، بحضور الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي في واشنطن، ضرورة إنهاء حملة الفوضى التي تشنها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، وشرح بشكل مفصل جهود بلاده لدعم الشعب اليمني من خلال العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن.
وتطرق الأمير محمد بن سلمان في حواره مع أعضاء النواب في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى ما تحتويه “رؤية 2030” من تحولات وتغييرات للتحول من اقتصادي ريعي نفطي إلى تنوع الاقتصاد، وشدد على أهمية الشراكة السعودية والأميركية، وأهمية الاستمرار في تعميق وتقوية هذه العلاقة القوية من جميع جوانبها، وكان ولي العهد السعودي قد استهل اللقاءات في العاصمة الأميركية واشنطن، بلقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء الماضي، كما عقد لقاءات ثنائية مع كل من: وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، ووزير التجارة ويلبر روس، ومدير الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي إتش آر ماكماستر، وعقد لقاءات عدة داخل الكونغرس الأميركي مع زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل، ورئيس مجلس النواب بول رايان مساء الثلاثاء، والتقي النائب الجمهوري إيد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، كما استقبل في مقر إقامته السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، والسيناتور توم كوتون، والسيناتور جو مانشين ودان سوليفان.
وأشارت مصادر داخل الكونغرس، إلى أن الحوارات الصريحة التي دارت بين الأمير محمد وأعضاء الكونغرس، أسفرت عن فهم أعمق لدى أعضاء الكونغرس عما يدور في المنطقة من تدخلات إيرانية خبيثة لزعزعة الاستقرار، والجوانب المتعلقة بالعيوب التي تضمنت الاتفاق النووي مع إيران، الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع القوى الدولية، وأشارت المصادر، إلى أن أعضاء الكونغرس اطلعوا على حقائق الوضع المأساوي في اليمن والانتهاكات التي تقوم بها إيران وجماعة الحوثيين، إضافة إلى دور قوات التحالف والمملكة العربية السعودية في تقديم المساعدات الإنسانية لليمنيين، ومثلما شهدت اللقاءات مع أعضاء الكونغرس تقارباً في الأفكار وإدراكاً للتحديات، وكانت اللقاءات مع قيادات شركات “بوينغ” و”رايثيون” و”لوكهيد مارتن” و”جنرال ديناميكس” أكثر انفتاحاً وديناميكية، حيث ناقش ولي العهد مع رؤساء الشركات كيفية تعزيز التعاون في مجال الأعمال التجارية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتركزت المناقشات على المصالح المشتركة لكلا البلدين لتطوير التكنولوجيا وتنمية العلاقات التجارية، وتشير إحصاءات مبيعات وزارة الخارجية الأميركية ووكالة التعاون الأمني الدفاعي، إلى أن الصفقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والسعودية خلال الشهور التسعة الماضية بلغت 54 مليار دولار من المبيعات العسكرية.
أرسل تعليقك