المعارضون يعتبرون الحكومة السودانية الجديدة تسويقًا لسياسات قديمة
آخر تحديث GMT08:56:03
 العرب اليوم -

المعارضون يعتبرون الحكومة السودانية الجديدة "تسويقًا لسياسات قديمة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المعارضون يعتبرون الحكومة السودانية الجديدة "تسويقًا لسياسات قديمة"

الرئيس السوداني عمر البشير
الخرطوم - العرب اليوم

 أثار القرار الذي اتخذه الرئيس السوداني ،الأحد الماضي، بحل الحكومة وتقليصها وتكليف رئيس وزراء جديد، ضجة كبيرة بدأت ولن تنته، تراوحت ردود الأفعال تجاهه وتجاه فجائيته بين تأييده باعتباره محاولة جديدة لمواجهة الأزمة السياسية والاقتصادية الطاحنة التي تعيشها البلاد، وبين مجرد كونه تسويقًا لسياسات قديمة بوجوه مألوفة، لكسب الوقت حتى حلول الدورة الانتخابية المقبلة في 2020.

ورأت قطاعات كثيرة، بما فيها بعض "رموز" الحزب الحاكم، في القرار الذي اتخذ بغتة ومن دون مشاورات "نفس السلعة القديمة في قنانٍ جديدة"، لا تثمر إلا إتاحة الفرصة للنظام لاسترداد أنفاسه اللاهثة بفعل الأزمات التي اضطرته إلى الاعتراف للمرة الأولى وعلى أعلى المستويات "رئاسة الجمهورية".

و رأى القيادي في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، قطبي المهدي، أن "التغييرات استقبلها الناس بصورة إيجابية". وأشار أن "الفصل بين منصبي رئاسة الوزراء والنائب الأول لرئيس الجمهورية، أنهى حالة من الارتباك "رئيس الوزراء كان هو النائب الأول للرئيس"، وتابع "ما حدث تصحيح لهذا الخلط الدستوري".

وأوضح المهدي أن "الشيء الجديد الوحيد في تلك القرارات هو الإتيان برئيس وزراء من الجيل الجديد"، ويضيف "أنه من جيل جديد، لكنه جزء من الوزارة السابقة والنظام".

وكان قطبي المهدي يراهن على حكومة كفاءات وليست محاصصة، "كان المطلوب لمواجهة المشاكل التي تواجه الناس والبلاد، الإتيان بعناصر كفء لحلها؛ لأن الشعب ينتظر حكومة يثق فيها"، واشترط أن يكون للوزراء الجدد رؤى وفهم جديدان لمواجهة هذه المشاكل، وقال "إما أن يمثل الوزراء هذه الجهة أو غيرها، فهذا لا يعني الناس في شيء، الشعب يتوقع عناصر لديها سياسات ورؤى جديدة، وتملك الكفاءة اللازمة لمواجهة المشكلات، أما إذا كان الأمر مجرد تغيير للوجوه دون سياسات جديدة، فهذا لا يعني أن هناك تغييراً قد حدث".

ويرى المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، محمد ضياء الدين، في القرارات، مجرد حالة استمرار لسياسات النظام التي درج على ممارستها بين فينة وأخرى. يقول إنها "لا تتجاوز تعديلات في المواقع السياسية بين الوجوه القديمة من دون تغيير في السياسات والبرامج والرؤى مضيفًا "يقود إلى الاستمرار على النهج القديم، الذي أثبت فشله في إيجاد أي معالجة للأزمات المتفاقمة التي أسهمت فيها سياسات النظام".

ويقطع ضياء بالقول "لا جديد يمكن أن تحدثه هذه التعديلات في مواجهة الأزمة السياسية والاقتصادية"، ويتابع "النظام لا يزال يتهرب من مسؤولياته تجاه الأزمات؛ لذلك يدمن على محاولات إلهاء الشعب، باتخاذ قرارات من كثرة تكرارها أصبحت معروفة, لذا؛ لن ينتظر الشارع السوداني نتائج هذه القرارات، مثلما لم ينتظر التي قبلها".

وقال سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، محمد مختار الخطيب، إن "القرارات الأخيرة مجرّد محاولة لكسب الوقت ليصل رأس النظام لانتخابات 2020, وإنه اتخذها لشعوره بالململة والاحتقان في الشارع".

 وتابع "هذه القرارات لن تحل الأزمة، بل ستكون استمرارًا للبرامج والخطط الاقتصادية الفاشلة، التي تتحدث عن التقشف وتقليل الصرف السيادي؛ لأنه لن ينفذها كما ظل يفعل كل مرة، بل يوسع من دائرة استيعاب الآخرين لفك الخناق عن عنقه".

ويوضح الخطيب  أن الأوضاع الحالية نتاج سياسات تفاقمت وقادت للأزمة الاقتصادية الحالية، ويستطرد "هي أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، نتجت من سياسات النظام التي استمرت ثلاثين عامًا، من دون مراجعة أو تصحيح على الرغم من الأزمات التي تتفاقم باضطراد، وتتمثل في غياب الديمقراطية والحريات العامة، وقمع المعارضين والأصوات المقاومة".

وأشار الخطيب أن "محاولات حل الأزمة عن طريق الترضيات بالمناصب الدستورية، هي الأخرى قادت إلى هذه المرحلة من الأزمة، وحل الأزمة لن يتم إلا بذهاب النظام؛ لأنه يمثل مصالح غير مصالح الشعب السوداني". ويحذر الخطيب من استمرار سياسات النظام القديمة، ويعتبرها خطرًا على السودان نفسه، ويقول "لقد انصاع النظام تمامًا لإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وفرّط في سيادة الوطن، وتحوّل لخادم وشرطي للمصالح الأميركية في المنطقة"، ويضيف "لن تحل المشكلة لأن الحكومة ظلت تصرف على الحرب وعلى حماية نفسها من ميزانية الدولة أكثر مما تصرف على احتياجات الشعب؛ لذلك لا يوجد حل في إطار هذا النظام".

ورحّب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، علي الحاج محمد، بالتغييرات، وقال إن حزبه لن ينسحب من الحكومة السودانية و"لو لم يحصل على حقيبة وزارية واحدة"، بيد أنه طالب بتقليص المزيد من إعداد الدستوريين، وتقليص أعضاء المجلس الوطني "البرلمان" إلى النصف، وتقليص مخصصات النواب إلى النصف والعمل معهم بنظام الحوافز.

ووصف الحاج القرارات التي اتخذها الرئيس في المؤتمر الصحافي الذي عقده الاثنين، بأنها "خطوة تصحيحية"، تلقى مباركة وتأييدًا منهم "على الرغم من أنها تمت دون مشاورة القوى الحليفة للحكومة".

و وصف زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، التغييرات بأنها "عودة للعبة التغيير"، وقال في رسالة درج على إرسالها دوريًا "عادت حليمة لقديمها، والغباء أن تعود لنفس الخطة الفاشلة، وتتوقع نتائج مختلفة".

وأوضح المهدي أن النظام عاد للعبة التغيير الوزاري اشتقاقًا من "وزر وليس وزارة"، معتبرًا تعيين الوزراء الذي لا يقوم على أساس مجرد "طرد من وزارة ليجيء غيره بألقاب جديدة، لكنهما، المطرود والقادم لا يمارسان أي صلاحيات"، ويتابع "شعبنا دخل هذه المسرحية مرات، فتضحكه على الممثلين، وتحزنه على المصير الوطني".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضون يعتبرون الحكومة السودانية الجديدة تسويقًا لسياسات قديمة المعارضون يعتبرون الحكومة السودانية الجديدة تسويقًا لسياسات قديمة



GMT 17:59 2020 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

12 نائبا من البرلمان العراقي يدخلون الحجر

GMT 16:12 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

الصور الأولى من حريق سيارة سولار على الطريق الدائري

GMT 15:14 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

انفجار داخل محطة وقود في المدينة المنورة

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 07:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

GMT 20:51 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
 العرب اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab