باريس ـ العرب اليوم
حذّر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، السبت، نظيره الأميركي، دونالد ترامب، من "الانطواء"، ودعا إلى "احترام" مبدأ استقبال اللاجئين، حسب ما جاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه. وجاء في البيان أن هولاند خلال الاتصال الهاتفي مع ترامب "حذر من التداعيات الاقتصادية والسياسية للحمائية"، معتبرًا أنه "بمواجهة عالم غير مستقر وغير ثابت فإن الانطواء لا يوصل إلى نتيجة".
كما عبّر هولاند مجددًا عن "اقتناعه بأن المعركة دفاعًا عن ديمقراطياتنا لن تكون فاعلة إلا في إطار احترام المبادئ التي قامت على أساسها، خصوصًا استقبال اللاجئين". وفي نفس السياق قال هولاند إن الإدارة الأميركية الجديدة تشجع "الشعبوية بل التطرف"، داعيًا ومعه زعماء دول في جنوب أوروبا إلى الوحدة في مواجهة عالم يزداد فيه عدم اليقين. وذكر هولاند خلال اجتماع عُقد في لشبونة "علينا أن نقف جنبًا إلى جنب في أوروبا"، وأضاف "الأهم هو (مسألة) الشعبوية نوع الخطاب الصادر من الولايات المتحدة يدعو إلى الشعبوية بل إلى التطرف". وكان هولاند يتحدث خلال اجتماع في لشبونة إلى زعماء دول جنوب أوروبا.
وأظهر الاجتماع قلقًا متزايدًا من التهديدات التي تواجهها الوحدة الأوروبية مع انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ونمو تيار الشعبوية. وقال الزعماء - الذين يواجهون مخاطر بدءًا من أزمة اللاجئين إلى أوروبا وانتهاء ببطء النمو الاقتصادي مع ارتفاع الديون - في بيان مشترك إنهم يواجهون عالمًا "يزيد فيه الغموض وعدم الاستقرار"، مما يجعل وحدة أوروبا أكثر أهمية. وقالوا إن "إضعاف أوروبا ليس خياراً". وتضم المجموعة، التي يشار إليها أحيانًا باسم "نادي المتوسط" فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان ومالطا وقبرص.
ولم يتحدث أي من باقي الزعماء عن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مباشرة لكنهم أكدوا تصميمهم على مواجهة سياسات التجارة الحمائية التي يروج لها ترامب. وقال البيان "نحتاج لوضع سياسة تجارية صارمة تعتمد على التبادل العادل والترويج لمعاييرنا وحماية أنماط معيشتنا". وتعتبر المخاوف مما يمكن أن تتسبب فيه الشعبوية من زيادة تقويض للاتحاد الأوروبي هي محور التهديدات لمستقبل الحكومات الحالية خلال انتخابات ستجرى هذا العام في هولندا وفرنسا وألمانيا.
أرسل تعليقك