تفريق تظاهرة ليلية قرب المنطقة الخضراء في بغداد بالغاز المسيل للدموع

القت طائرات القوة الجوية العراقية، الخميس، أعلامًا ومنشورات فوق مركز مدينة الموصل، في وقت فرقت القوات الامنية في العاصمة بغداد تظاهرة ليلية لعشرات المواطنين بـ"الغاز المسيل للدموع" وصادرت معدات للصحفيين.

واعلنت خلية الاعلام الحربي في بيان لها ورد لـ"العرب اليوم"نسخة منه، أن "طائرات القوة الجوية العراقية ألقت ملايين المنشورات الورقية والأعلام العراقية على مركز مدينة الموصل"، مشيرًا الى أن "المنشورات تتضمن أخبار انتصارات قواتنا المسلحة في الفلوجة وشمال صلاح الدين وأنباء انكسار عصابات داعش الإرهابي وانهزامها".

وفرقت القوات الأمنية، تظاهرة عشرات الأشخاص والناشطين المحتجين على التفجير الذي استهدف منطقة الكرادة، قرب المنطقة الخضراء، وسط بغداد، باستخدام الغاز المسيل للدموع، فيما صادرت معدات لصحافيين، وتظاهر العشرات من الناشطين والمواطنين، بعد منصف ليلة اليوم الخميس قرب بوابة المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق، وسط بغداد، احتجاجا على التفجير الذي استهدف منطقة الكرادة وأسقط المئات من الضحايا.

وطلبت القوات الأمنية من جانبها من المتظاهرين التفرق، قبل أن تفرقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، فيما صادرت معدات لصحافيين بعد "عدم امتثالهم" لأوامر بعدم التصوير، وكان المئات من المواطنين تظاهروا، الأربعاء، أمام المنطقة الخضراء استنكارا للتفجير الذي شهدته منطقة الكرادة، يوم الأحد الماضي، وطالبوا بالتحقيق في الحادثين لكشف المتواطئين ومحاسبتهم، فيما دعوا إلى "إقالة المسؤولين الفاسدين".

وشهدت العاصمة العراقية ،صباح الخميس، انفجار عبوة ناسفة انفجرت، في منطقة خان ضاري في قضاء أبو غريب، غربي بغداد، مما أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة، كما انفجرت عبوة ناسفة أخرى قرب عدد من المحال التجارية في منطقة الطوبجي، شمال غربي بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة.

وأوضح بيان قيادة عمليات الجزيرة ،الخميس ان "طيران التحالف الدولي وجه ضربات جوية ناجحة في منطقة الدولاب غرب الانبار تمكن من خلالها قتل 4 متطرفين وتدمير كدس عتاد ومنصة هاون " ، ووجّهت "المرجعية الدينية" في العراق  انتقادات لاذعة للمسؤولين في الدولة العراقية بسبب "اخفاقهم في حماية المواطنين، وتغاضيهم عن حالات الفساد"، وقال ممثل المرجعية الدينية العليا أحمد الصافي، ، في كلمة له أمام حشد من المواطنين في موقع تفجير الكرادة ببغداد التي زارها : "فاجعة الكرادة الى الانفلات الأمني"، مجددا دعوته الحكومة العراقية لملاحقة الفاسدين وإعطاء "جدية" للجان التحقيق، وشدد على ان "على مسؤولي الدولة أن يكونوا حازمين، لا أن يشاهدوا الانفلات الأمني، ويسكتوا حتى أن أحدهم يرمي بالمسؤولية على الآخر".

وكرر قول المرجعية الدينية الشهير "بحت أصواتنا من كثرة الكلام مع المتصدين الذين صمت آذانهم إلى أن وصل الحال إلى هذا الانفلات الأمني"، وأضاف : "لا بد أن تقوم الدولة الآن قبل الغد بمحاسبة جميع المقصرين وملاحقة جميع الفاسدين وإعطاء جدية للجان التحقيق"، مشيرا إلى أن "الفساد هو الآفة الكبيرة التي أوصلتنا إلى هنا، وقلنا مرارا أضربوا بيد من حديد ولم يفعلوا، وعليهم الآن أن يعوا حجم المشكلة".

وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي، الخميس، في حديث صحفي، إن "معلومات عدة وصلت الينا بشأن تفجير الكرادة، منها استخدام مادة متفجرة قد لا تكون مثل المواد التي استخدمها المتطرفون في التفجيرات السابقة"، مشيرا الى أن "لجنة الأمن والدفاع النيابية ستفتح تحقيقا بعد عطلة عيد الفطر مع الأجهزة الأمنية ضمن قاطع الكرادة، كمديرية الدفاع المدني ومكافحة المتفجرات"، مشيرًا الى أن اللجنة "ستستمع أيضا للشهود القريبين من محل الحادث، لرفع توصيات الى رئاسة مجلس النواب والقائد العام للقوات المسلحة عن هذا العمل الإجرامي"، لافتا الى أن "تحرير المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش المتطرف لا يعني انتهاءه، وإنما لديه حواضن وينشط في العاصمة بغداد ومحافظات الأخرى".