سياسيون وخبراء يناقشون الوضع العربي وأزماته في مدينة أصيلة
آخر تحديث GMT18:37:04
 العرب اليوم -

سياسيون وخبراء يناقشون الوضع العربي وأزماته في مدينة أصيلة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سياسيون وخبراء يناقشون الوضع العربي وأزماته في مدينة أصيلة

الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى
الرباط - وسيم الجندي

ناقش سياسيون وخبراء ومفكرون في مدينة أصيلة المغربية الوضع العربي، والاختلالات التي تعصف به، مقدمين سبل صياغة تصور من شأنه وضع حد لنزيفه المتواصل. ودعا عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إلى إعطاء القضية الفلسطينية مكانتها المركزية في مقاربة الوضع العربي، والأزمة التي يتخبط فيها، مشيرًا إلى أن "المصلحة الحقيقية للعالم العربي تكمن في أن تحل القضية الفلسطينية حلا عادلا منصفا".

واعتبر عمرو موسى، الذي كان يتحدث في افتتاح الندوة الفكرية الرابعة لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ40، والتي انطلقت أشغالها تحت عنوان "مأزق الوضع العربي الراهن: الممكن والآفاق"، أن "المبادرة العربية لسنة 2002 هي صفقة القرن، لأنها صفقة متوازنة، كونها تتحدث عن الأمن للطرفين وعن حقوق الطرفين، والتعايش بين الطرفين، وتطبيع العلاقات بين الطرفين، والاعتراف المتبادل بين أطرافها. هذه هي صفقة القرن"، مشيرا إلى أن "أي صفقة لا تؤدي إلى صيغة منصفة ومقبولة لن يكتب لها البقاء... ونحن نريد لأي حل أن يكتب له البقاء، من هناك فأفكارنا ومواقفنا يجب أن تكون محترمة".

وأشار موسى إلى أن العرب لا يمكنهم أن يديروا ظهورهم ببساطة، ومن دون سبب لقضية اعتبروها عادلة، ودافعوا عنها لعشرات السنين. وفي معرض تحليله للوضع على المستوى الإقليمي، اعتبر موسى أن "الوضع في المنطقة لا يرتبط فقط بإسرائيل، ولكن أيضا بتركيا وإيران"، مشيرا إلى أن المشكلة مع إسرائيل تعتبر حديثة ويمكن التعامل معها، وحلها واضح لا يستند إلى عشرات السنين والقرون. كما أوضح أنه بات من الضروري التفكير في بناء نظام عربي إقليمي جديد، يأخذ بالاعتبار وجود تركيا وإيران وإسرائيل، وينظم العلاقات على المستوى الإقليمي.

وحول الأزمة التي يجتازها العالم العربي، اقترح موسى، كوصفة لإخراج النظام العربي الجديد، تشكيل نواة من ست أو سبع دول عربية، تتفق على مصالح مشتركة، وتلتحق بها باقي الأقطار. وكنموذج لذلك، تحدث موسى عن اتفاقية أغادير للشراكة الاقتصادية والتبادل الحر بين المغرب وتونس والأردن ومصر، والتي أبرمت خلال الشهور الأخيرة لتوليه حقيبة وزارة الخارجية المصرية، وهي الفترة التي كان فيها محمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة، يتولى بدوره وزارة الخارجية في المغرب. وقال إن "هذه صيغة بدأ بها الاتحاد الأوروبي، كانت تسمى سوقا مشتركة تتكون من ستة أعضاء".

وتباينت آراء المشاركين في الندوة حول الأسباب الرئيسية للأزمة، وتراوحت بين تغليب العوامل الخارجية، والتدخلات الأجنبية الدولية والإقليمية، وبين من يرد هذه الأزمة إلى أسباب داخلية، وفشل الأنظمة والسياسات الداخلية للدول العربية. وقدمت خلال الندوة التي شارك فيها زهاء 40 سياسيا ومثقفا وباحثا من أنحاء العالم العربي، مجموعة من الاقتراحات لتجاوز الوضع العربي الحالي، وعلى رأسها الإصلاحات السياسية والمجتمعية.

وفي تقديمه لموضوع الندوة، أشار محمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، إلى أنها جاءت "استجابة لنداء ملح يلاحق النخب والرأي العام على السواء في كل الأقطار العربية، سواء تلك التي تعاني ظروفا صعبة أو مثيلاتها التي تتوجس من المجهول". وقال بن عيسى "إن الإحساس بالأزمة ووطأة الظروف شعور يعاني منه أغلبية العرب، لأنهم أولا جزء من هذا العالم المضطرب، ولأن لهم نصيبا من مشاكلهم الداخلية... وليس مأزق الوضع العربي قدرا ومصيرا، بقدر ما هو حالة عابرة، قد تطول وقد تقصر، ولا ينفع معها جلد الذات والتعبير عن الأسف واليأس".

وأضاف بن عيسى موضحا "حينما نتحدث عن مأزق الوضع العربي، فإننا لا نعمم ولا نبالغ، وإنما نعني تحديدا مناطق بعينها، تعرف للأسف الشديد أزمات بلغت مستوى الحروب الداخلية؛ وكأن العقل السياسي فيها أخذ عطلة ممددة، أو استقال عن التفكير بتعبير المفكر الراحل محمد عابد الجابري".

وتابع مستدركا أنه في المقابل "توجد مناطق أخرى تنعم بالكثير من مظاهر الاستقرار، يجوز اعتبارها أمثلة وتجارب يمكن أن تسعف الباحثين والمحللين، بملامح وخطط عمل لتجاوز الأوضاع العسيرة التي تعصف بها".

وقالت الكاتبة البحرينية سميرة إبراهيم بن رجب إن الأمة العربية "متفقة على كونها تعيش أزمة هزت أركانها وتنخر كياناتها... وهي أزمة جاءت من الداخل لذا لا حل لها إلا من الداخل، باعتبار أن الخارج استغل الاستياء الداخلي بسبب رفض ممارسات معينة من أجل محاولات التسرب والتدمير".

وتحدث الكاتب والمحلل السياسي الأردني صالح القلاب عن "سقوط جماعي مدو في امتحان قرن كامل"، موضحا أن الأمر يتعلق بـ"انفجار هائل، أخطر ما فيه هو أنه حول البلاد العربية إلى ساحات صراع دولية، وإلى ميادين للصراع المذهبي الطائفي والصراع الإقليمي"، علاوة على آفة الإرهاب. وأضاف القلاب، وزير الإعلام الأردني الأسبق، أن هناك قضايا ضاغطة على العالم العربي، ومن أهمها "الطائفية التي تعد أكبر صراع في التاريخ لا يقوم على أساس، وغياب أحزاب وطنية تستقطب جماهير واسعة وتؤطرها، وفشل أحزاب ترتدي لبوس الدين أو القومية أو الأممية في أداء الأدوار المناط بها القيام بها".

بدوره، قال المحلل السياسي اللبناني محمد قواص، إن البلدان العربية "شهدت وتشهد مأزقا دائما متواصلا، عاما بعد عام، وتعرف براكين متفجرة، إلا أن بعضها تمكنت من إيجاد علاجات محلية مثمرة، وترياق للأزمة، فيما عجزت أخرى عن ذلك". مبرزا أن القضية الفلسطينية، وهي الموضوع الذي ينظم علاقات العرب بالعالم وبأنفسهم، شكلت على مدى عقود موضوعا للمزايدة من أجل التحكم أو المعارضة أو تبرير الإرهاب والإسلام السياسي.

أما محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، فقد رأى أن انتكاسة يونيو/حزيران 1967 لم تكن انتكاسة عربية عسكرية فحسب، بل انتكاسة معرفية واقتصادية واستراتيجية. وقال إن العرب يعيشون أزمة ثقافية ومعرفية حقيقية تتجلى في إشكالية التربية والتعليم، مشددا على أن بداية الإصلاح تبدأ من إصلاح الإنسان العربي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسيون وخبراء يناقشون الوضع العربي وأزماته في مدينة أصيلة سياسيون وخبراء يناقشون الوضع العربي وأزماته في مدينة أصيلة



GMT 17:59 2020 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

12 نائبا من البرلمان العراقي يدخلون الحجر

GMT 16:12 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

الصور الأولى من حريق سيارة سولار على الطريق الدائري

GMT 15:14 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

انفجار داخل محطة وقود في المدينة المنورة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab