دمشق - العرب اليوم
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أنه يمكن تحويل الأمل بإنهاء الحرب على سورية إلى واقع من خلال محورين عمليين الأول هو مكافحة الإرهاب والثاني بإجراء المصالحات مع كل من يريد إلقاء السلاح والعودة إلى حضن الوطن مضيفاً أن هذين المحورين يشهدان تقدماً، سواء محاربة الإرهاب أو محور المصالحات لذلك أقول بأن الأمل اليوم أكبر من الأمل في السنوات الماضية.
وأشار الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة "فيسرنجي لست" الكرواتية إلى أن أغلبية السوريين لا يقبلون موضوع الفيدرالية لأنها مقدمة للتقسيم ولا يوجد مبرر بوجود الفيدرالية وهو موضوع مفتعل الهدف منه الوصول لحالة مشابهة لحالة العراق. وأكد الرئيس الأسد أن كل تدخل لأي جندي ولو كان فرداً دون إذن الحكومة السورية هو غزو بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، وأي تدخل في الجو أو بغيره هو أيضا تدخل غير قانوني واعتداء على سورية.
وبيَّن أن الموجودة معارضة جهادية بالمعنى المنحرف للجهاد طبعا، العقائدية أيضا بالمعنى المنحرف التي لا تقبل حوارا ولا حلا إلا بطريقة الإرهاب، فلذلك عمليا مع هذا الجزء من المعارضة لا يمكن أن نصل إلى أي نتيجة فعلية، والدليل أنه خلال مفاوضات أستانا بدؤوا بالهجوم على مدينة دمشق وعلى حماة ومناطق أخرى من سورية وأعادوا دولاب الإرهاب وقتل الأبرياء، فإذن لا يمكن لهؤلاء الإرهابيين أن يكونوا معارضة ولا يمكن لهم أن يساعدوا في الوصول إلى حل، عدا ذلك، هذه المجموعات الإرهابية نفسها مرتبطة بأجندات دول خارجية، هي ليست مجموعات تنتمي لتيار من الشعب السوري يريد إصلاحا سياسيا أو يريد حلا ما، سواء قبل الحرب أو خلال الحرب، وهناك مجموعات قد تبدو سياسية لا تحمل السلاح ولكنها تدعم الإرهابيين وجزء آخر يرتبط بالأجندة السعودية والتركية والغربية.
وأضاف " ولكن نتفاوض معهم لأن الكثير في البداية لم يكن يصدق بأن هذه المجموعات لا ترغب بإلقاء السلاح وبالذهاب باتجاه العمل السياسي، وبالتالي ذهبنا لكي نثبت لكل من يشكك بحقيقة هذا الأمر، بأن هذه المجموعات لا يمكن أن تمارس العمل السياسي، لأنها مجموعات إرهابية بالعمق حتى النهاية. وأشار إلى أن "العالم الذي أعلن عن حربه ضد الإرهاب عملياً هي الدول الغربية نفسها التي تدعم الإرهاب، معظم دول العالم تقف ضد الإرهاب، هي لا تعلن ذلك ولكن عملياً تتعاون معنا بشكل أو بآخر خلال الحرب وقبل الحرب، لأن الإرهاب لم يبدأ فقط مع الحرب على سورية، بل هو موجود في العالم بشكل أو بآخر، طبعا يتزايد بشكل مستمر بفعل الحروب المختلفة في الشرق الأوسط، ولكن الدول الغربية التي أعلنت الحرب على الإرهاب مازالت حتى هذه اللحظة تدعمه، هم لا يحاربونه، وما يقولونه هو مجرد عنوان للاستهلاك الداخلي، وفي حقيقة الأمر إنهم يستخدمون الإرهاب كورقة لأجندات سياسية مختلفة حتى لو كان هذا الإرهاب يرتد عليهم ويؤدي لسقوط ضحايا في دولهم ولكنهم لا يعترفون بهذه الحقيقة. بالنسبة لمن يحارب الإرهاب في سورية بشكل أساسي هو الجيش العربي السوري وهذا ليس ادعاء، هناك حقائق على الأرض تؤكد هذا الشيء، طبعا الجيش العربي السوري تمكن من تحقيق هذه الإنجازات في مواجهة الإرهابيين، أولا بفعل الإرادة الموجودة لدى المقاتل السوري، بفعل الدعم الشعبي، فلولا الدعم الشعبي لا يمكن تحقيق هذه الانتصارات، ولكن أيضا كان هناك دعم قوي جدا من الحلفاء سواء إيران، أو روسيا، أو حزب الله من لبنان".
وعن دور دول الخليج بيَّن "أن معظم دول الخليج هي دول تابعة لا تجرؤ على أن تقول لا، البعض منهم يقول لنا نحن معكم ولكن لا نستطيع أن نعبر عن ذلك، نتمنى لكم الانتصار في حربكم والحفاظ على سورية موحدة وهزيمة الإرهابيين، ولكن في العلن يقول شيئا مختلفا لأنه يخضع للإرادة الغربية، لكي لا أقول كل دول الخليج، معظم دول الخليج هي دول شكلها الإنكليز في مرحلة من المراحل وسلمها للأميركيين في مرحلة لاحقة، لذلك لا نستطيع أن نقيم لماذا يقولون شيئا، أو لماذا يقولون عكس هذا الشيء".
وعن سبب الوجود العسكري التركي في سورية بيَّن "أن السبب هو أن أردوغان وضع كل آماله على تحقيق انتصارات من قبل الإرهابيين إلى أن وصلنا إلى معركة حلب وكانت بالنسبة له معركة فاصلة بحكم أهمية حلب السياسية والاقتصادية وأيضا الجغرافية واللوجستية، إلا أن فشل الإرهابيين في الحفاظ على مواقعهم في مدينة حلب "بفعل الرفض الشعبي لأهالي المدينة والمحافظة، وبفعل إنجازات الجيش السوري" دفع أردوغان للقيام بالتدخل المباشر، على الأقل لإبقاء مكان له على الطاولة السياسية عندما يتم الحديث عن مستقبل سورية، هذا هو السبب، وبنفس الوقت لاستبدال شكل الإرهابيين من النصرة والقاعدة “بعد أن انفضح على مستوى العالم بأنه لصيق بهم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان” حيث بدلوا مسمياتهم بمسميات أخرى، وحلقوا ذقونهم ليظهروا بمظهر المعتدلين كما كانت الأمور في بداية الأزمة".
وعن ثقته في فوز أو انتصار التحالف السوري الروسي الإيراني قال "كما قلت قبل قليل بأن الأمل لدينا كبير وهو يزداد، وهذا الامل مرتبط بالثقة ولولا الثقة لما كان هناك أمل. بكل الأحوال ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر، إن لم ننتصر في هذه الحرب فهذا يعني أن تمحى سورية من الخارطة. لا خيار آخر في مواجهة هذه الحرب، لذلك نحن واثقون ونحن مستمرون ونحن مصممون".
أرسل تعليقك