واشنطن - العرب اليوم
أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن خيار الضربات الأمريكية ضد قوات الأسد سيعود إلى الطاولة مجددًا اليوم الأربعاء، في البيت الأبيض، عندما يناقش مسئولون أمنيــون في الإدارة الأمريكية احتمالات المضي قدمًا في سوريا، وإن كان الاحتمال ضئيلًا في أن يوافق الرئيس باراك أوباما على ذلك في النهاية.
وأضافت الصحيفة، أنه داخل وكالات الأمن القومي، تستمر الاجتماعات منذ أسابيع للبحث في خيارات جديدة لرفعها إلى الرئيس في شأن الأزمة المستمرة في حلب، حيث تستمر مقاتلات النظام والمقاتلات الروسية في تنفيذ حملة القصف الأكثر دموية منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يلتقي المسئولون الأمنيــون على مستوى مساعدين اليوم، على أن يليه اجتماع لمجلس الأمن القومي قد يحضره أوباما في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وتشير الصحيفة إلى أن مسئولين من وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وهيئة الأركان المشتركة بحثوا الأسبوع الماضي في البيت الأبيض ضربات عسكرية محدودة ضد النظام كوسيلة لإرغام الأسد على دفع ثمن انتهاكاته لوقف النار، ومنعه من مواصلة ارتكاب جرائم حرب في حلب، وزيادة الضغط على النظام للعودة إلى طاولة المفاوضات في طريقة جدية.
وأوضحت أن الخيارات قيد البحث والتي لا تزال سرية، تشمل قصف مدرجات سلاح الجو السوري باستخدام صواريخ كروز وأسلحة أخرى بعيدة المدى من مقاتلات وسفن التحالف، بحسب مسئول في الإدارة الأمريكية، لافتة إلى أن هناك اقتراحًا لتجاوز معارضة البيت الأبيض على ضرب نظام الأسد دون قرار من مجلس الأمن، من خلال القيام بذلك بطريقة سرية ودون اعتراف علني بذلك.
وأضافت الصحيفة أن «سي آي إيه» وهيئة الأركان المشتركة اللتين كانتا ممثلتين في الاجتماع بالجنرال "بول سيلفا" أبدتا دعمهما لمثل هذه الخيارات، ما يعتبر زيادة في الدعم لخيــار ضرب الأسد مقارنة بالمرة السابقة التي طرحت فيها هذه الخيارات.
ونسبت الصحيفة إلى مسئول بارز في الإدارة الأمريكية أن "هناك مزاجًا متزايدًا دعمًا لضربات جراحية ضد النظام... السي آي إيه وهيئة الأركان المشتركة قالتا إن سقوط حلب يقوض أهداف الإرهاب المضاد في سوريا"، ومع ذلك، لا يزال ثمة تشاؤم كبير في أن يوافق البيت الأبيض على عملية عسكرية.
ونقلت الصحيفة عن مسئوليــن آخريــن في الإدارة أن أوباما ليس مستعدًا لإرسال قوة عسكرية إلى داخل سوريا، وأن كلًا من الخيارات العسكرية المقترحة ينطوي على تبعات سلبية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أمس الأول الاثنين، أنها تعلق القنوات الثنائية مع روسيا فيما يتعلق باتفاق وقف النار الذي أمكن التوصل إليه الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تستدعي الولايات المتحدة من جنيف كل العسكريين الذين كانوا ينتظرون منذ أسابيع بدء مشروع جديد من التعاون العسكري والاستخباراتي مع الروس يرافق اتفاق وقف النار إذا صمد.
وقال مسئولان من الإدارة إن التعليق كان يفترض أن يحصل الجمعة الماضي، إلا أن وزير الخارجية جون كيري طلب إرجاء ذلك بعدما تحدث هاتفيًا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وطلب كيري مزيدًا من الوقت للعمل على تمديد اتفاق وقف النار، إلا أنه فشل، ما ترك الإدارة الأمريكية دون طريق واضح للمضي قدمًا.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت الأسبوع الماضي كلامًا مسجلًا لكيري يقول فيه لمجموعة من الناشطين السوريين إنه طالب بغارات عسكرية ضد النظام، إلا أنه لم ينجح.
أرسل تعليقك