دعا زعيم "منظمة بدر" هادي العامري، الى اخلاء مدينة الفلوجة من الاهالي لتحريرها من " داعش"،معربا عن أمله في "عدم فتح أي معركة قبل حسم عملية تحرير مدينة الفلوجة."
وقال العامري في بيان له: "اليوم نحن على ابواب الفلوجة بعد ان تم تحرير الكرمة والصقلاوية، لذا نتمنى عليكم اخلاء المدينة حفاظاً على ارواحكم وتهيئة الفرصة المناسبة امام الاجهزة الامنية لتطهير مدينتكم مدينة المأذن من شر المجاميع المتطرفة وسيكون النصر قريباً والعودة اليها مكرمين، معززين".
وطالب العامري "شرطة الانبار والحشد الشعبي المحلي وشيوخ العشائر وكل من لديه الغيرة على اهلنا في الفلوجة المشاركة في عمليات التحرير". كما طالب "الحكومة المحلية والحكومة الاتحادية بتهيئة كل المستلزمات اللازمة لاستقبال النازحين ونتمنى من القائد العام للقوات المسلحة اعطاء اولوية خاصة لمعركة الفلوجة وعدم فتح اي معركة اخرى قبل حسمها".
وكان العامري انتقد ما وصفه بالافتقار إلى التخطيط المحكم في العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة معقل تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من بغداد.
وفي سياق ذي صلة، اعلن الفريق عبدالوهاب السعدي، القائد العسكري المسؤول عن العملية العسكرية لاستعادة مدينة الفلوجة من أيدي تنظيم "داعش"، أن تحرير المدينة سيتم خلال أيام، إلا أن تقدم العملية تباطأ، بسبب الأعداد الكبيرة جدا من القنابل والمتفجرات.
وصرح السعدي أن "قوات الأمن تتقدم باتجاه وسط الفلوجة من الجانب الجنوبي، إلا أنها تتقدم بحذر للحفاظ على أرواح المدنيين". وأكد أنه "خلال الأيام المقبلة سنعلن تحرير الفلوجة".
ومن داخل المدينة المحاصرة ، قال عراقيون هربوا من الفلوجة الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إن مسلحي التنظيم المتشدد يستخدمون الطعام في تجنيد شباب المدينة التي يعاني أهلها شحًا في المواد الغذائية.
ويفرض المتشددون حراسة على مخازن الغذاء في المدينة التي سيطروا عليها في يناير 2014، قبل 6 أشهر من إعلان ما سموه "دولة الخلافة"، في مناطق واسعة من العراق وسوريا.
وتحدثت هناء (23 عاما)، وهي من منطقة (السجر) على الأطراف الشمالية الشرقية للفلوجة، لـ"رويترز"، قائلة إن مسلحي "داعش" يزورون الأسر بانتظام بعد نفاد الطعام، ويعرضوا تقديم المؤن على من ينضم إلى صفوفهم.
وأضافت: "قالوا لجارنا إنهم سيعطونه جوالا من الطحين (الدقيق) إذا انضم ابنه إليهم فرفض، وعندما ذهبوا فر مع عائلته. رحلنا لأنه لم يتبق طعام أو خشب لإشعال النار، بالإضافة إلى أن القصف كان قريبا جدا من بيتنا".
وقالت هي وآخرون من مدرسة تحولت إلى مركز للاجئين، في بلدة الكرمة الخاضعة لسيطرة الحكومة شرقي الفلوجة، إنهم لا يملكون المال لشراء الطعام من التنظيم.
وتابعت: "الوضع صعب للغاية بالمدينة. الشيء الوحيد الباقي في المتاجر القليلة المفتوحة هو التمر.. تمر قديم جاف وحتى هذا باهظ الثمن".
وقالت أزهار (45 عاما) إن "الحياة كانت صعبة. صعبة جدا. خاصة أننا لم نعد نتسلم الرواتب والمعاشات. خلال الشهور السبعة الأخيرة نفد كل شيء لدينا واضطررنا للاعتماد على التمر والماء. الدقيق والأرز وزيت الطهي لم تعد متوافرة بسعر معقول".
أرسل تعليقك