موقف لبنان من النأي بالنفس في اجتماع وزراء الخارجية العرب
آخر تحديث GMT08:10:03
 العرب اليوم -

موقف لبنان من "النأي بالنفس" في اجتماع وزراء الخارجية العرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - موقف لبنان من "النأي بالنفس" في اجتماع وزراء الخارجية العرب

اجتماع وزراء الخارجية العرب
بيروت ـ فادي سماحه

يقف لبنان أمام اختبار صعب في "اجتماع وزراء الخارجية العرب" يوم الأحد المقبل، وعنوانه الأساس "بحث التدخلات الإيرانية في الدول العربية"، لا سيما أنه يأتي في مرحلة مصيرية نتجت عن استقالة رئيس الحكومة على خلفية القضية نفسها وتحديدًا مشاركة "حزب الله" في حروب المنطقة، حيث تقرّر عقد الاجتماع، حسب مذكرة وزّعتها الأمانة العامة للجامعة العربية على الدول الأعضاء، بطلب من السعودية وبموافقة البحرين والإمارات، وبعد التشاور مع جيبوتي التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة.

وتؤكد المعلومات أنّ موقف لبنان في هذا الإطار لم يتبلور بشكل نهائي، وهو متعلق بمجريات الأمور في الساعات القليلة التي تسبق موعد الاجتماع العربي، أهمّها عودة سعد الحريري إلى لبنان ونتائج جولة وزير الخارجية جبران باسيل إلى عدد من الدول، بعد أن أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أنّ لبنان تلقّى دعوة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة شكوى السعودية ضد إيران، وأنّه سيلبي الدعوة مبدئيًا، مشيرًا بقوله أنّه "إذا أثير موضوع الأزمة التي نشأت عن تقديم الحريري استقالته وما تلاها، فسنواجه ذلك بالحجج".

وأوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـ"الشرق الأوسط"، أنّ القرار المبدئي هو مشاركة وزير الخارجية في الاجتماع، مشيرة إلى أنّ القرار النهائي بهذا الشأن يتّخذ بعد اتضاح الصورة بشكل كامل، بما يتعلّق بمستوى تمثيل ومشاركة الدول العربية الأخرى أو بنتائج جولة باسيل، من دون أن تستبعد أي تعديل في مستوى التمثيل اللبناني.

ولفتت المصادر إلى موقف لبنان بشأن أي قرارات أو إجراءات قد يتم اتخاذها والتي تتعلّق بـ"حزب الله"، بقولها: "هذا كله مرتبط بما سيطرح في الاجتماع مع تأكيدنا على أنّ الأولوية تبقى لمصلحة لبنان ووحدته وسلمه الأهلي"، مؤكّدة على موقف رئيس الجمهورية الذي أعلنه يوم أمس الخميس بشأن "النأي بالنفس"، بالقول: "عندما تختلف الدول العربية فيما بينها، فقرارنا هو النأي بالنفس، أمّا موقفنا في أي أمور أخرى فسيحدّد على ضوء أي من النقاشات والقضايا التي ستطرح".

ويرى سفير لبنان السابق لدى واشنطن، رياض طبارة، ومع ترقّب الأطراف اللبنانية مستجدات الأمور لتبني مواقفها عليها، الذي بدا واضحًا من خلال مواقف عدد كبير من السياسيين الذين رفضوا التعليق على الموضوع، مع تأكيدهم على أهمية التضامن العربي والتفاهم والحوار، أنّ "ما طالب به الحريري في مقابلته التلفزيونية الأخيرة لجهة ربطه حلّ الأزمة اللبنانية بتطبيق سياسة "النأي بالنفس" سيكون عنوان المرحلة المقبلة بعد سقوط التسوية السابقة التي ارتكزت على "ربط النزاع" ووضع الأمور الخلافية جانبًا، ما يحمّل لبنان مسؤولية التعامل مع هذا الموضوع بدبلوماسية بعيدا عن المواجهة"، وهو ما سبق أن أشار إليه وزير التربية المحسوب على "الحزب التقدمي الاشتراكي"، مروان حمادة، داعيًا إلى ضرورة تلقّف مبادرة الحريري المليئة بالمسالك باتّجاه الحلّ، مؤكدًا أنّه "في حال لم نحتط من محاولات البعض تخريب علاقات لبنان العربية، فالأحد المقبل سيكون يوم الانفجار الكبير في علاقات لبنان مع الدول الخليجية".

وعلّق طبارة على تصعيد الموقف اللبناني في الأيام الأخيرة الذي من شأنه أن ينعكس سلبًا على لبنان"، قائلًا أنّه "من الواضح أنّ هناك قرارًا من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية بمواجهة حاسمة لإيران، ما يحتم على لبنان مقاربة الأمور ودراستها عبر مفاوضات داخلية وعربية وإقليمية، الأمر الذي من المفترض أن يكون وزير الخارجية جبران باسيل يقوم به في جولته الخارجية، لاتخاذ الموقف المناسب بهذا الشأن"، لافتًا إلى أنّ "الكرة اليوم في ملعب حزب الله بشكل أساسي ومدى تجاوبه مع هذا المطلب الذي قد تتفاوت نسبته بين التهدئة الكلامية وعدم التصعيد وبين سحب مقاتليه من سوريا واليمن، وهي الخطوة التي لا يبدو أنها سهلة التطبيق في الوقت الحالي"، مؤكّدًا أنّ لبنان يواجه مأزقًا حقيقيًا وقدرته التفاوضية محدودة، وعليه اتخاذ موقف تهدئة وشرح موقفه الذي تتفهمه معظم الأطراف المعنية تمهيدًا للوصول إلى حلّ نهائي في المرحلة اللاحقة، مضيفًا بقوله "أمّا إذا لم يتجاوب واختار التصعيد خاصة مع المملكة، فعندها قد نصل إلى نتيجة غير مطمئنة، لأنّه وبكل واقعية لن يكون قادرًا على تحمّل نتائج هذه المواجهة خاصة في ضوء الحديث عن إجراءات قد تطال ليس فقط الحزب، إنما لبنان ككلّ".

وأشارت بعض المعلومات إلى إمكانية قبول "حزب الله" الذي يعتمد سياسة الصمت في المرحلة الأخيرة، ببحث مشاركته في الحرب في اليمن عبر دعم الحوثيين، رفضت مصادره البحث في خروجه من سوريا، موضحةً لـ"وكالة الأنباء المركزية": "أنّه لا بحث في مسألة خروجنا من سوريا، والحلّ بالإبقاء على التسوية الحالية القائمة على مبدأ أساسي، وهو ترك المسائل الخلافية جانبًا والانصراف إلى معالجة المشاكل اليومية الحياتية التي تهمّ اللبنانيين كافة"، مؤكّدة "اقتناع الرئيس عون بهذا الموضوع"، مبدية "الاستعداد للذهاب نحو طاولة حوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وليس السلاح بعد عودة الرئيس الحريري إلى لبنان".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقف لبنان من النأي بالنفس في اجتماع وزراء الخارجية العرب موقف لبنان من النأي بالنفس في اجتماع وزراء الخارجية العرب



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab