أكدت وزيرتا الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي والألمانية أورسولا فون دير ليين، خلال كلمتيهما الافتتاحية في مؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة، على أهمية الاعتماد على "استقلالية استراتيجية" أوروبية في مجال الدفاع خارج حلف الناتو، في إشارة إلى اتفاق "بيسكو" الذي يثير قلق واشنطن.
من جانبه، رحب أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، وفقًا لـ"فرانس 24"، بحذر بتلك الاتفاقية، مشدّدا على أهمية ألا تكون على حساب صلاحيات الناتو، وشددّت فرنسا وألمانيا الجمعة على ضرورة أن تكون أوروبا، قادرة على ضمان أمنها بنفسها مع تشديد وزيرتا الدفاع في البلدين، على أهمية اتفاق دفاعي أوروبي، يثير امتعاض واشنطن.
لكنهما أشارتا إلى أن اوروبا تحتاج الى امتلاك "استقلالية استراتيجية" في مجال الدفاع لمواجهة التهديدات الأمنية، مع الابقاء على انخراطها في حلف شمال الأطلسي، وقالت زيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي ونظيرتها الألمانية أورسولا فون دير ليين في كلمتيهما الافتتاحية أثناء مؤتمر سنوي حول الأمن في ميونيخ أن خطة الدفاع الأوروبية لا تشكل تهديدا لحلف شمال الأطلسي.
وأكدت بارلي "عندما نكون مهددين على مستوى جوارنا المباشر خصوصا جنوبا، يجب أن نكون قادرين على مواجهة ذلك حتى عندما تكون الولايات المتحدة أو الحلف (الأطلسي) يحبذان انخراطا أقل".
وأضافت بارلي أن الدول الأوروبية يجب أن تكون جاهزة للعمل "دون أن تطلب من الولايات المتحدة أن تقدم مساعدة، دون أن تطلب منها نقل قدراتها في "الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع" أو تحويل دعمها من بعثة لأخرى".
وأشارت الوزيرة الفرنسية إلى أن هذه المبادرة الأوروبية للتدخل ستتيح "بروز ثقافة استراتيجية مشتركة بين الأوروبيين" واصفة الحديث عن "تعارض بين الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي" بأنه "نقاش خاطئ".
من جانبها، انتقدت فون دير ليين واشنطن لاقتطاعها أجزاء من ميزانيتها الدبلوماسية، مذكرة "أصدقاءنا الأميركيين" أن لهم "مساهمات قيمة بعيدا عن النواحي العسكرية"، وأكدت فون دير ليين "نريد الحفاظ على العلاقات عبر ضفتي الأطلسي، وفي الوقت ذاته نريد أن نصبح أوروبيين أكثر".
وأضافت "الأمر يتعلق بأوروبا قادرة على أن تكون وازنة، أكثر من وجهة نظر عسكرية ويمكنها أن تكون أكثر استقلالية، وتحمل مسؤوليات أكبر داخل الحلف الأطلسي خصوصًا، هذا تحدي يتعلق بالمستقبل الأوروبي".
وقالت فان دير لين إن "هذا كان دعوة لليقظة، كنا بحاجة لفهم اننا بحاجة لتغير شيء وأن نقف على قدمينا".
وكرر الأمين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة في ميونيخ أن دفع أوروبا قدما في المجال الدفاعي يجب ألا يكون على حساب صلاحيات الحلف الأطلسي، مرحبا بحذر بمبادرات الدفاع الأوروبية.
وأكد الأمين العام لحلف الأطلسي أن الاتفاقية يجب "ألا تتنافس بل تكمل جهود حلف الاطلسي"، وقال إنه مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن 80 بالمئة من الانفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي سيأتي من دول خارج التكتل الأوروبي، مؤكدا أهمية الحلفاء غير الأوروبيين في المعركة ضد التهديدات الأمنية.
وأضاف "أشيد بهذه الجهود طالما أنها لا تنافس جهود الحلف الأطلسي بل تكملها" في تلميح للقلق الذي أبدته واشنطن أثناء اجتماع الحلف الأربعاء والخميس في بروكسل، وإن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يحمي أوروبا بقواه الذاتية".
وأطلق الاتحاد الأوروبي في كانون الأول/ديسمبر 2017 "تعاونا" عسكريا غير مسبوق (تعاونا بنيويا دائما) يعرف اختصارا باسم "بيسكو" لتطوير تجهيزات عسكرية حديثة والتعاون واتخاذ القرار.
لكن هذا النهج الدفاعي الأوروبي دفع بمسؤولين أميركيين كبار، للتشكيك في خطة الاتحاد الأوروبي هذا الاسبوع، خشية أن تؤدي لسحب الموارد، من حلف شمال الأطلسي أو أن تصبح مظلة "حمائية"، للمصنعين الدفاعيين الأوروبيين.
وأطلق الاتحاد الأوروبي "بيسكو" وسط جدل، وقد نال الطرح الدفاعي تحفيزا بفعل مشروع بريكست، وأزمة الهجرة، والنفوذ الروسي المتنامي، والبيت الأبيض الذي لا يمكن توقع تصرفاته.
ويرمي الاتفاق، الذي وقعته 25 دولة في الاتحاد الأوروبي، إلى جعل الدول الأعضاء تتعاون بشأن الانفاق على ملف الدفاع وتطوير تجهيزات عسكرية حديثة، وخلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في صوفيا، أكدت موغيريني أنها قدمت تطمينات أن الخطة الأوروبية لا تسعى أن تحل محل حلف شمال الأطلسي، لكنها أوضحت أنها رفضت طلبا من ماتيس لتقديم تعهد مكتوب يؤكد ان الدفاع المشترك هو مهمة حصرية لحلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن ذلك "مذكور بوضوح في الاتفاقيات الأوروبية".
أرسل تعليقك