جرائم زنا المحارم تنتشر في المجتمع العراقي وسط تستر على الجناة
آخر تحديث GMT19:04:36
 العرب اليوم -

جرائم "زنا المحارم" تنتشر في المجتمع العراقي وسط تستر على الجناة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جرائم "زنا المحارم" تنتشر في المجتمع العراقي وسط تستر على الجناة

جرائم "زنا المحارم"
بغداد ـ نجلاء الطائي

طالب كريم.م، محكمة الأسرة في العراق، بمعاقبة زوجته "سميرة. م"،، بسبب ما اقترفته في حقه من خيانة، قائلًا "ليتني قتلتها وشفيت غليلي وأخذت ثأري، ليتني أغمدت سكينًا في قلبها الأسود فمزقته أشلاء، أو دسست السم لها ولا بني الذي لست أعرف حقاً ما إذا كان من صلبي ومن لحمي ودمي أم ثمرة زنا المحارم، هي شيطانة من سلالة أبالسة، لم أكن أتخيل أن الأرض فيها امرأة مثلها في الفجور والضلال والجرأة على اقتراف المعاصي، ولم أتخيل يوماً أن الأقدار سترمي بي بين حبائلها".

وأضاف كريم، "أن فجيعتي أكبر من أن تعبر عنها الكلمات فزوجتي التي منحتها سمعتي واسمي وشرفي، خانتني مع أخيها كانت تقترف زنا المحارم، وإياه على فراش الزوجية والأكثر من ذلك كانت أختها منال، تشاركهما الإثم اللعين فيمارسون الجريمة النكراء بشكل جماعي".

وتابعت "لم اكتشف الكارثة إلا بعد ثلاثة أعوام من الزواج، وضبطتهم بمحض الصدفة لما عدت من عملي مبكرًا بعض الشيء فوجئت بها وأختها ترتديان ملابس نوم "ساخنة" ومعهما أخوهما ولما شاهدوني ارتسمت علامات الارتباك والتوتر على وجوههم، الأمر الذي جعل الشكوك تنشب في صدري فسألتها تفسير الأمر، فأجابت: "لا شي أنهم قرروا أن يبيتوا ليلتهم هنا لذلك ارتدوا ملابس النوم، لكني لم أصدقها، وكنت كثيراً ما أتشاجر معها حتى تلتزم بآداب السلوك التي تتناسب مع أخلاقي كرجل شرقي ملتزم، لكنها كانت تتهمني بالرجعية، وبأنني أريد أن أمارس دور "سى السيد".

واستكمل كريم، "بعدما رأيتها في الملابس غير اللائقة مع أخيها وأختها، أخذت أراقبها حتى وقعت الواقعة، ورأيت بعيني ما يعجز لساني عن وصفه". ويختتم "الزوج المخدوع" كلامه أمام القاضي بدعواه التي تحمل رقم 987، "أريد القصاص، أريد أن تأخذ المحكمة ثأري وتقتص لشرفي.. إعدام هذه الفاجرة وأخويها حتى تنطفئ النيران في صدري".

وطفى موضوع زنا المحارم على السطح من جديد، بعد اغتصاب رجل اثنين من بناته يتراوح اعمارهم بين 14 و18 عامًا، مما أدى إلى حمل أحداهما، وأصدرت محكمة جنايات ذي قار حكما بالسجن مدى الحياة. وأصدرت محكمة جنايات ذي قار حكما بالسجن مدى الحياة، على ثلاثة متهمين أدينوا باقتراف جريمة زنا المحارم، هذا ما صرح به رئيس المحكمة القاضي سامي شريف لوسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الحكم صدر ضدهم بعد ثبوت ارتكابهم حوادث منفصلة لجريمة زنا المحارم (السفاح)، وذلك باغتصاب بناتهم، وأضاف أن أحد المتهمين الثلاثة أغتصب اثنتين من بناته يتراوح عمراهما بين 14 و 18 عامًا، مما أدى إلى حمل إحداهما".

ويرى حسين الخزاعي المتابع والمحلل في القضايا الاجتماعية والتربوية، أن زنا المحارم قنابل موقوتة في منازلنا، بدأت تنفجر  بسبب غياب الرقابة الذاتية، وبعدنا عن التمسك بالدين، والبعد عن العادات والتقاليد والانسياق وراء الشهوات والتقاليد الأعمى. وقال إننا نعيش في عصر "فوضى الجنس"، جراء سهولة وصول الأحداث إلى مواقع إباحية عبر الإنترنت، في ظل ضعف التربية والتوجيه، الذي يؤدي إلى مثل تلك السلوكيات، حيث توفر المواد الجنسية، وسهولة انتشار الأقراص المدمجة، التي تحتوي أيضا على أفلام إباحية، وكذلك بعض القنوات الفضائية، التي تعرض مشاهد إباحية، ما يؤدي إلى إثارتهم جنسيا وبطريقة خاطئة. ولهذا، يؤكد الخزاعي وجوب أن يكون الأبوان قريبين من أبنائهما، لأن المراهقين يواجهون معاناة كبيرة في مرحلة "النضج الجنسي"، وهي بدايات التشوق للجنس الآخر، والمطلوب ضبطه وتوعيته ومراقبته، في مثل هذه المرحلة.

ومها، على الرغم من مرور وقت من الزمن على الحادث والفاجعة التي تعرضت لها، إلا أن تلك الحادث تزامنها في كل زاوية، من حياتها مما جعلها تفقد الثقة بأقرب الناس لها، حتى والدتها، وتقول مها "كنت اعتقد أن الوالدان والأهل هم المكان الأمن بالنسبة لي، ولكن بعد أن تعرضت لتحرش جنسي من والدي فقدت الثقة بهم، فاخترت أن أكون في حماية الأمن والجهات المسؤولة لعلها توفر لي الحماية وتوفر حقوقي كطفلة، تعرضت إلى العديد من المواقف التي لم تكن واضحة لي، إلا بعد السؤال واللجوء إلى المعلمة التي أخبرتني على أهمية إبلاغ إدارتي، والتي بدورها قامت بالاتصال بحماية الأسرة".

أما رجاء فقالت "كنت دائما أسأل خالتي متى ستعود أمي من المشفى..؟، خوفا من البقاء مع أبي. سؤال كانت تكرره رجاء على خالتها، عندما كانت تتصل  للاطمئنان عليها. أثار إلحاح رجاء وتوسلاتها لخالتها بأن ترجع أمها للبيت سريعاً مخاوف الخالة. وتعرضت أم رجاء لحادث اجبرها على البقاء في المشفى لعدة أشهر، وتركت ابنتها رجاء (14 عامًا) برعاية والدها الأربعيني، الذي استغل غيابها وقام باغتصاب رجاء مرات عدّة، ما أدى إلى حملها. وقامت الأم بالشكوى على زوجها، وحاولت إجهاض ابنتها التي كانت تعاني من وضع نفسي سيء، إلا أن تقرير طبي أكد بأن صحة رجاء غير معرضة للخطر كي يتم إجهاضها، بينما لم يرى التقرير صحتها النفسية، فما كان من الأم إلا السفر، وإجراء عملية الإجهاض خارج البلاد.

أما قصة (ع ز) فهي لا تختلف كثيراً عن سابقتها تعرضت للاغتصاب من قبل أخيها الأصغر في ساعة كان فيها ثملاً وتحت تأثير الكحول، وعند إطلاع والدتها على ما جرى معها صدمت بموقف والدتها، وسكوت ذويها فكان هول موقفهم موازياً لواقعة الاغتصاب. وتقول ع "عشت وكأنني شبح إنسانة، وأغرقت نفسي في الضياع، وعملت بعدها كمومس، من دون علم أهلي ولم أكن لأهتم أن علموا كله من أجل نسيان مصيري وصورة مستقبلي المظلم، وأضافت "توقفت حياتي لحظة اغتصابي، ولم يعد لي الحق بها، وبقيت على هذا الوضع أربع سنوات، إلى أن قابلت شابًا من زبائني أخبرته بما جرى لي وأسداني النصح، بأن أواصل دراستي وأكمل مرحلتي الجامعية، التي تركتها وأنا في المرحلة الأخيرة، حاليًا استقامت حياتي، وفكر الطرف الآخر بالارتباط بي، لكن أهله رفضوني عندما اخبرهم بقصتي خوفًا من الفضيحة والعار، وأن أكون أماً لأحفادهم، وكانت نتيجة حتمية لما جنيته من كارثتي، لكن سأواصل حياتي وأحاول أن أنبه أكبر عدد من الفتيات، ألا يقعوا ضحية خاصة، إذا وجد فرد مدمن في العائلة".

وأوضح الاستشاري النفسي وليد سرحان، أن الجاني يملك دوافع منحرفه في تلبية غرائزه الجنسية، بصرف النظر عن مسائل الممنوع والمسموح والحلال والحرام، وهو استغلال لغطاء التواجد الطبيعي مع الضحايا، وغالباً يكون الجاني بالغاً، فيما الضحية مراهقة يتم استمالتها واستدراجها إما بالترغيب أو الترهيب، أما في حالة التراضي بين الطرفين، فتقع غالباً بين الأخ والأخت، ويبادر أحد الطرفين إلى إقامة العلاقة، ويتم إزالة الحواجز بشكل تدريجي، تحت غطاء الحب الأخوي والعاطفة الخاصة والحنان، إلى أن يتوصلا أن ما يحدث بينهما هو أمر طبيعي. ويقول سرحان، بإن هذا الأمر قد يبدو غريبًا، بينما طرفي العلاقة يكونا قد توصلا إلى قناعة بأن علاقتهما هي شيء خاص ومميز. مبينًا أن العزلة الاجتماعية، طبيعة السكن، الخلافات الزوجية، الأسرة الكبيرة، تشكل عوامل مساعدة تعزز من إمكانية حدوث "السفاح"، مشيرًا إلى أن عامل الفقر، يسهل من اكتشاف الجريمة، وأن "السفاح" غير محصور بطبقة اجتماعية معينة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرائم زنا المحارم تنتشر في المجتمع العراقي وسط تستر على الجناة جرائم زنا المحارم تنتشر في المجتمع العراقي وسط تستر على الجناة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab