البرلمان الفرنسي يُصادق على قانون يطلب العفو من الحركيين الجزائريين
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

البرلمان الفرنسي يُصادق على قانون يطلب العفو من الحركيين الجزائريين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البرلمان الفرنسي يُصادق على قانون يطلب العفو من الحركيين الجزائريين

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
باريس - العرب اليوم

بعد ستين عاماً على انتهاء حرب الجزائر، صادق البرلمان الفرنسي أمس على مشروع قانون لطلب «الصفح» من الحركيين الجزائريين، الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال الاستعمار الفرنسي، ما يفتح الباب لدفع تعويضات مالية لبعض العائلات.
ويأتي القانون ترجمة تشريعية لخطاب ألقاه الرئيس إيمانويل ماكرون في 20 من سبتمبر (أيلول) في قصر الإليزيه أمام ممثلي الحركيين، وطلب «الصفح» من أولئك الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا، ويعتبرون أنها «تخلت عنهم» بعد التوقيع على اتفاقية إيفيان في 18 من مارس (آذار) 1962 تمهيداً لاستقلال الجزائر.
وبعد ستين عاماً من نهاية حرب الجزائر (1954 - 1962)، التي أسفرت عن نحو 500 ألف قتيل، لا تزال الجراح مفتوحة، واتسمت النقاشات حول نص القانون بالعاطفة والتشنج أحياناً في غرفتي البرلمان، ولكن أيضاً بتوتر بين الحركيين أنفسهم.
وتوصل النواب وأعضاء مجلس الشيوخ في إطار لجنة مشتركة إلى التوافق على نص قانون، صادق عليه مجلس النواب الأسبوع الماضي. وكان تصويت مجلس الشيوخ أمس بمثابة المصادقة النهائية عليه.
وقالت الوزيرة المنتدبة للذاكرة وشؤون المحاربين القدامى، جنفياف داريوساك، إن القانون الذي قدمته الحكومة جاء «اعترافاً من الأمة بوجود شرخ عميق ومأساة فرنسية، وصفحة مظلمة في تاريخنا».
كما يعترف النص بـ«ظروف استقبال غير لائقة» لـ90 ألفاً من الحركيين وعائلاتهم، الذين فروا من الجزائر بعد استقلالها. وقد تم جمع ما يقرب من نصف هؤلاء في مخيمات وقرى «كانت بالأحرى أماكن لإبعادهم، وتركت صدمات نفسية، وفي بعض الأحيان قتلت قاطنيها».
لذلك، يقترح مشروع القانون «تعويضاً» عن الضرر بقيمة تأخذ بالاعتبار المدة، التي قضاها كل شخص في هذه الأماكن، تتراوح ما بين 2000 و15000 يورو.
وتقدر الحكومة عدد المستفيدين المحتملين بخمسين ألف شخص، بتكلفة إجمالية قدرها 302 مليون يورو على مدى ست سنوات تقريباً.
وبينما اعتبر البعض أن قيمة التعويض «ضعيفة» بل «سخيفة»، أصيب نحو 40 ألفاً من المعنيين بخيبة أمل، لأن التعويض المالي لا يشملهم، بحكم أنهم لم يقيموا في تلك المخيمات، بل سكنوا في المدن، حيث كانوا يتمتعون بحرية التنقل، ولو أنهم عاشوا في الفقر.
وجُند ما يصل إلى 200 ألف من الحركيين في الجيش الفرنسي خلال الحرب بين عامي 1954 و1962، ومنذ صدور مرسوم بذلك في 2003 يخصص كل 25 من سبتمبر يوماً لتكريمهم في الأمة، ويلحظ القانون الجديد هذا التاريخ.
وينص القانون على إنشاء لجنة الاعتراف والتعويضات، التي ستفصل في طلبات التعويض، وتسهم في العمل على ملف الذاكرة. كما يمكن أن تقترح على الحكومة إجراءات جديدة.
والتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتخفيف وطأة «تاريخ معقد وذاكرة مركبة»، من خلال مبادرات لـ«تهدئة» ذكريات حرب الجزائر، التي ما زالت تقسم الفرنسيين.
وفي خطاب نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، قام الرئيس الفرنسي بمبادرة تجاه الفرنسيين، الذين ولدوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار (الأقدام السوداء) ثم انتقلوا إلى فرنسا، فوصف مقتل العشرات من الرافضين لاستقلال الجزائر برصاص الجيش الفرنسي في شارع إيسلي في الجزائر في مارس 1962 بأنه «لا يغتفر».
وقال ماكرون: «أقول بكل وضوح إن مجزرة 26 مارس 1962 لا تُغتفر بالنسبة للجمهورية»، مشدداً أيضاً على وجوب الاعتراف بـ«مجزرة 5 يوليو (تموز) 1962» في وهران بالجزائر، التي ارتكبت قبيل ساعات من إعلان استقلال الجزائر رسمياً، والتي راح ضحيتها «مئات الأوروبيين، وبالدرجة الأولى فرنسيون».
وكرم ماكرون قبل أسبوع الضحايا التسع، الذين ماتوا في الثامن من فبراير (شباط) 1962 في محطة مترو شارون في باريس، خلال تظاهرة من أجل السلام في الجزائر، قمعتها بعنف شرطة باريس بقيادة موريس بابون.
وسيتواصل العمل على ملفات الذاكرة من خلال إحياء ذكرى توقيع اتفاقيات إيفيان في 19 من مارس، أي قبل 20 يوماً من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا. وقد أعلن قصر الإليزيه أنه يحضر بعناية لهذه المناسبة حتى «لا تكون رهينة» الخلافات السياسية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

البرلمان الفرنسي يقر قانونًا يمنع التمييز على أساس اللكنة

البرلمان يقر قانونا يمنع التمييز على أساس اللكنة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرلمان الفرنسي يُصادق على قانون يطلب العفو من الحركيين الجزائريين البرلمان الفرنسي يُصادق على قانون يطلب العفو من الحركيين الجزائريين



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab