بغداد – نجلاءالطائي
وقَّع وزير الخارجيَّة إبراهيم الجعفري وممثلة الأمين العامِّ للأمم المتحدة زينب بنكورة، اتفاقا مُشترَكاً بشأن التعاون والتنسيق في قضايا العنف الجنسيِّ في الصراعات المُسلـَّحة.
وأشار بيان لوزارة الخارجية، تلقى " العرب اليوم " نسخة منه ان "الاتفاق يتضمن البدء بعمليَّات توثيق البيانات وجمع الأدلة الخاصَّة بضحايا العنف الجنسيِّ، والجرائم التي ارتكبها الإرهاب في العراق ضدَّ مُكوِّنات الشعب العراقيِّ كافة"، مبينا "حضر مراسم التوقيع وكيلة وزير الخارجيَّة الأميركيّ، ووفد روسيا الاتحاديَّة في الأمم المتحدة، ويان كوبيتش ممثل الأمين العامِّ للأمم المتحدة في العراق".
ونقل البيان عن الجعفري، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، "إنَّ هذا الاتفاق سيتبلور على شكل آليَّات عمل على أرض الواقع لأنه أخذ صفة منظمة دوليَّة، وقبل المنظمة الدوليَّة تـُوجَد إرادة جادَّة في العراق، وسنعمل سويَّة على إيجاد مناخات مُناسِبة، ونرفع الحيف الذي وقع على المرأة طيلة هذه الفترة".
وأضاف، "يجب أن تأخذ المرأة حجماً من التصدِّي في جميع المُؤسَّسات، التعليم والصحة والمعامل والزراعة والتجارة والفنون، كما هو حجمها في المُجتمَع، وما دامت هي نصف المُجتمَع فلا بُدَّ أن تكون نصف المُؤسَّسة هذا شيء طبيعيّ جدّاً".
وطالبَ وزير الخارجية، المُجتمَع الدوليَّ والجهات المانحة بـ "تعزيز الخبرات الوطنيَّة، وبناء القدرات والتوعية والتثقيف في مجال تمكين وتحسين حقوق المرأة"، موضحا ان "الذي حصل في العراق هو تعبير مُركـَّب عن الانتهاكات المُختلِفة فعصابات داعش الإرهابيَّة انتهكت حُرمة المرأة لأنهم يُريدون أن يقتلوا القِيَم بقتلها؛ فالمرأة صانعة الطفل والشابّ والمستقبل".
وأشار إلى ان، "الأجواء أفضل من السابق وأمامنا أشواط مقبلة فيها قدر من الصعوبة"، مبينا "هناك ثقافة إنسانيَّة الآن تتعزَّز في العراق، وانعكست على بُنية البرلمان العراقي الذي يضم الآن 82 سيِّدة، وفي الحكومة الانتقاليَّة كانت 6 سيدات وزيرات، ويتخطى العراق أشواطاً لصالح المرأة والمُجتمَع".
وتعليقا على اختيار العراقية (الايزيدية) نادية مُراد سفيرة لضحايا الإتجار بالبشر قال وزير الخارجية : "إنَّ كلَّ امرأة عراقيَّة كما هو كلُّ رجل عراقيٍّ يُعبِّر بمظلوميَّـته عن كلِّ المظالم، وفي عبقريّته، وكفاءته يُعبِّر عن كلِّ الكفاءات"، مشيرا إلى ان "نادية مراد وقع عليها حيف مُؤسِف ومحزن لكنها استطاعت بقوتها أن تتجاوز هذه الحالة".
واكد، "هناك نساءً عراقيات من مختلف المناطق، ومختلف الأديان والقوميَّات والمذاهب أصابهُنَّ الحيف، وأعداد كثيرة من النساء الشيعيَّات في تلعفر تعرَّضن لانتهاك جنسيٍّ، وحرق وهُنَّ أحياء، ونـُؤكـِّد أنَّ كلَّ واحدة من هذه النساء تعبِّر عن البقيَّة؛ فنحن لا نريد أن نـُحيِّز، ونختزل العراق في أيِّ شخصيَّة، لكننا نعتزُّ بكلِّ شخصيَّة ترقى إلى مُستوى العراق، وتمتدُّ لحجم العراق".
وفيما يتعلّق بتحرير مدينة الموصل، قال الجعفري، ان "القوات العراقية الآن على مشارف الموصل جغرافيّاً ومشارف التحرير حربيّاً في المعركة المقبلة، وأنَّ الشرقاط تمَّ تحريرها وهي في قبضة القوات المُسلـَّحة العراقيَّة والقيارة كذلك، ولن نبارح ولا نغادر عام 2016 إلا وتكون الموصل قد عادت إلى العراق في مُجتمَعها وانتمائها السياسيّ".
من جانبها أشادت ممثلة الأمين العامّ للأمم المتحدة، بحسب البيان، "بجهود الحكومة العراقيَّة في مجال مكافحة العنف الجنسيِّ"، مُشيرة إلى أنَّ "توقيع البيان جاء بعد سلسلة من المباحثات، والاجتماعات مع الجانب العراقيِّ الذي أبدى رغبة كبيرة في التعاون في هذا الإطار".
وأوضحت ان "هذا الاتفاق سيتضمَّن البدء بعمليَّات توثيق البيانات، وجمع الأدلة الخاصَّة بضحايا العنف الجنسيِّ، والجرائم التي ارتكبها الإرهاب في العراق ضدَّ مُكوِّنات الشعب العراقيِّ كافة"، لافتة إلى "أهمِّية الدور الذي تـُؤدِّيه المُؤسَّسات الحكوميَّة لتسهيل، وإنجاح مضامين هذا البيان".
فيما رحَّب ممثل الأمين العامِّ للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، "بتوقيع البيان المُشترَك بين العراق والأمم المتحدة"، مشيرا إلى "أهمِّية العمل تحت مظلة بعثة اليونامي في العراق لتنفيذ بنود هذا الاتفاق"، مؤكدا "استمرار دعم البعثة الأمميَّة للحكومة العراقيَّة في المجالات كافة".
أرسل تعليقك