بغداد - نجلاء الطائي
كشف القاضي سمير حمود، أن لبنان سلم بغداد أخيرًا، عراقيًا كان موقوفًا لديه وتعتبره المخابرات العراقية "أمير الكيماوي" في تنظيم "داعش", وكان لبنان حاكم زياد طارق أحمد الدولعي في 7 أكتوبر/تشرين الأول بتهمة الانتماء للتنظيم المتطرف وتصنيع عبوات لغازات سامة وحُكم عليه بالسجن وتعرفه السلطات العراقية باسم "زياد الزوبعي".
وأكدالقاضي حمود لصحيفة "المستقبل" اللبنانية في عددها الصادر اليوم الخميس، أن لبنان تسلم طلبًا عراقيًا لاسترداد الزوبعي فأعد تقريرًا برفض التسليم، لأنه حوكم في لبنان في الجرم المطلوب فيه في العراق، ولأنه أبلغ القضاء اللبناني خلال استجوابه بأنه يمكن أن يتعرض للتعذيب في حال تسليمه، في حين أن لبنان من الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة التعذيب.
وأوضح حمود أن تسليم الزوبعي للسلطات العراقية تم بموجب مرسوم وقع عليه رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري ووزير العدل سليم جريصاتي, وانضم الزوبعي وهو مهندس كيميائي وأحد ضباط الجيش العراقي السابق بعد عام 2003 إلى عدة جماعات مسلحة, وانتهى به المطاف أميرًا في "داعش" لقبه "أبو عبد الله العزاوي"، وكحال كثير من قيادات التنظيم كان العزاوي معتقلًا لدى الجانب الأميركي في سجن بوكا قبل أن يتم إطلاق سراحه مطلع عام 2007 لينتقل إلى سورية برفقة عائلته ويستقر هناك ويدير عملياته وعلاقاته مع التنظيمات المتطرفة من سورية متنقلًا بينها وبين العراق.
وكلف العزاوي أو الزوبعي بتدريب الوحدات الكيماوية في عدة تنظيمات مسلحة وأصبح أهم خبير كيماوي لدى "القاعدة" ثم "داعش" كما كلف أيضًا بملف الوحدات الكيماوية, ومع وصول القوات السورية إلى القلمون "غرب سورية" جرى اعتقاله، وعلم جهاز المخابرات العراقي حينها بوجوده لدى الجانب السوري وحاول استعادته لكن من دون تجاوب من دمشق التي أطلقت سراحه لاحقًا.
وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2016 عبر "أبو عبد الله العزاوي" الحدود السورية اللبنانية بشكل غير شرعي، وبعد علم جهاز المخابرات العراقي قام بإبلاغ الجانب اللبناني بقضيته ومدى خطورته وطالب بتسليمه، لتقوم مخابرات الجيش اللبناني باعتقاله.
ووفق المصادر فإن "المفاوضات توقفت عدة مرات لكن القضية حسمت أواخر مايو/أيار الماضي بإصدار الرئيسين عون والحريري إضافة إلى الوزير جريصاتي مرسومًا بتسليمه إلى السلطات العراقية ليتم نقله مطلع يونيو/حزيران الجاري جوًا من بيروت إلى بغداد.
أرسل تعليقك