تونس - حياة الغانمي
تمكنت وحدات الأمن التونسية من الكشف على خلية "متطرفة" تنتمي إلى تنظيم "داعش" المتطرف ولها علاقة مباشرة بالتونسي أنيس العمري منفذ هجوم برلين والذي قُتل في ايطاليا، وتفيد المعلومات المتوفرة أن ابن شقيقة أنيس العامري هو أحد عناصر هذه الخلية وقد اعترف خلال التحقيق معه أنه كان يخطط للالتحاق بخاله في برلين والانضمام إلى خلية ارهابية يقودها خاله هناك. وأكد أن خاله ارسل له مبالغ مالية على دفعات كان يرسلها عبر البريد باسم شخص آخر حتى لا يتم الوصول إليه.
مضيفا في نفس السياق أنه كان يتصل بخاله عبر ما يسمى بتطبيق " التليغرام " نظرا لسريتها وعدم تمكن الوحدات الأمنية في تونس من مراقبتها عكس بقية التطبيقات على غرار "الفايبر" و"الماسنجر". وقال إنه كان يحتفظ بالأموال بهدف الالتحاق بخاله في ألمانيا عبر إيطاليا والانضمام هناك إلى كتيبة متطرفة تعرف باسم "كتيبة ابو الولاء" يتزعمها انيس العمري، وبالإضافة إلى ابن شقيق أنيس العمري فقد تم إلقاء القبض على عنصرين آخرين لهما علاقة بنفس الخلية التخريبية.
وقد تمت الإطاحة بعناصر الخلية المتشددة بين كل من محافظتي القيروان وتحديدا مسقط رأس المتطرف انيس العمري ومنطقة فوشانة التابعة لمحافظة بن عروس اين يقيم ابن شقيقته، وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات مازالت متواصلة للإطاحة بكل العناصر التي لها علاقة بأنيس العمري سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة. وتفيد التحقيقات أن ابن شقيقة انيس العمري استقطبه خاله منذ سنة تقريبا وطلب منه مبايعة أمير التنظيم المدعو أبو بكر البغدادي وهو ما حصل حيث قام بتسجيل فيديو لا تتجاوز مدته الزمنية بعض الثواني وعبّر من خلاله عن مبايعته لهذا التنظيم التخريبي.
وكانت أجهزة مكافحة الإرهاب الأوروبية قد كشفت عن الإرهابي الذي جنّد أنيس العامري وقاده إلى تنفيذ عملية الدهس في برلين وهو بوبان سيمونوفيتش، ألماني من أصول صربية، ويعدّ من أكثر القيادات المتطرفة في شبكة "أبو ولاء" العراقية الناشطة في ألمانيا. وسيمونوفيتش (36 عاماً) هو أحد أبرز القيادات في شبكة "أبو ولاء" العراقية وأكثرهم تطرفا، وهو ألماني من أصول بلقانية يحمل جوازي سفر ألماني وصربي. وتشير أجهزة مكافحة الإرهاب الأوروبية إلى أن دور بوبان في شبكة "أبو ولاء" العراقية في ألمانيا هو تلقين المقاتلين و تدريبهم على إعداد عمليات إرهابية وتجهيز الانتحاريين لشن هجمات على النقاط الحساسة في أوروبا وأنشأ سيمونوفيتش معسكرات في الجبال النائية لتدريب العناصر على الأسلحة. وساعد بوبان، العامري على تنفيذ هجومه في برلين من خلال لقاءات في مسجد هيلديسهايم ووفر له مخبأ. وتمكنت أجهزة مكافحة الإرهاب من رصد معقل بوبان، وكشفت عن معلومات حول انتقال عائلته من بلدة ساربانوفاك في البلقان إلى ألمانيا منذ نحو 40 عاما، حيث ولد هو في دورتموند. وفي عام 2015 عاد بوبان إلى قريته بصحبة زوجته الثانية وهي ألمانية اعتنقت الإسلام، ليثير مخاوف أهل بلدة ساربانوفاك من جراء التغيرات التي طرأت بعد أن أرخى لحيته وبات انطوائيا.
أرسل تعليقك