مقتل طبيب النسائي الوحيد في الغوطة الشرقية والقطاع الصحي يتصدر أبرز ضحايا الحرب في سورية
آخر تحديث GMT21:14:01
 العرب اليوم -

مقتل طبيب النسائي الوحيد في الغوطة الشرقية والقطاع الصحي يتصدر أبرز ضحايا الحرب في سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مقتل طبيب النسائي الوحيد في الغوطة الشرقية والقطاع الصحي يتصدر أبرز ضحايا الحرب في سورية

ضحايا الحرب في سورية
دمشق – خليل حسين

قتل طبيب النساء الوحيد في الغوطة الشرقية في ريف دمشق جنوبي سورية نبيل الدعاس اليوم الأربعاء، متأثرًا بجراحه بعد إصابته بطلق نار إثر المعارك بين فصائل المعارضة في المنطقة, وأفاد ناشطون من مدينة دوما أن الطبيب نبيل الدعاس تعرض لطلق ناري قبل يومين وهو في منزله إثر الاشتباكات بين جيش الإسلام وجيش الفسطاط وبقي في المشفى قبل أن يعلن الأطباء وفاته اليوم, ويعتبر الطبيب نبيل الدعاس الوحيد باختصاص التوليد كما يعتبر من أهم أعمدة الطب في اختصاصه (النسائية) في الغوطة الشرقية المحاصرة, وقتل المئات من العاملين في القطاع الصحي خلال سنوات الحرب في سورية.

وأوضح مصدر في وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة إلى "العرب اليوم" أن عدد ضحايا القطاع الطبي في سورية خلال الحرب تجاوز 650 ضحية بين اطباء وصيادلة وممرضين ومسعفين وحتى متطوعين وعاملين في الهلال الاحمر ، وقتل العدد الاكبر من هؤلاء النظام, إضافة الى تنظيم داعش وبعض الفصائل المتحاربة وتدمير اكثر من 200 مشفى ونقطة طبية ولم تسلم منهم حتى المشافي الميدانية ، ولا زال هناك عشرات الاطباء او العاملين في القطاع الطبي في معتقلات النظام , وأضاف, "نتيجة قصف المشافي والمراكز الطبية بالصواريخ والبراميل المتفجرة دفع الاف الاطباء الى الهجرة خارج سورية والى بعض المناطق الامنة ما اقوع تلك المناطق بعجز طبي كبير ، وفي مدينة حلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة يعيش اكثر من 350 / الف شخص عدد الاطباء المتواجدين لا يتجاوز عددهم العشرة اطباء اضافة الى عدم وجود بعض الاختصاصات ومنها اختصاص العظمية والحروق ناهيك عن اطباء لمعالجة الامراض المزمنة ومنها اطباء قلبية وعصبية وقد قتل  الدكتور وسيم معاذ اخر طبيب اطفال في حلب بالقصف الروسي على مشفى القدس منذ ايام ناهيك عن عدم توفر الادوية والمستلزمات الطبية ".

وبحسب تقارير نقابة اطباء حلب فأن عدد الأطباء العاملين في مدينة حلب قبل عام 2011 كان يصل إلى نحو 2500 انخفض عددهم إلى نحو اقل مئة في شطري حلب الذي تحت سيطرة المعارضة والنظام , وامام القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة دفعت بالقائمين على القطاع الطبي الى نقل المشافي والمركز الطبية الى المناطق التي هي الى حداً ما امنة ومنها المناطق الحدودية الملاصقة للشريط الحدودي مع تركيا والتي تم احدث تلك المشافي والمراكز الطبية مع منظمات دولية واهلية اوربية وغيرها .

وقال الدكتور محمد ابو حامد وهكذا عرف عن نفسه باعتبار عائلته في مدينة دمشق ويعمل حاليًا مع منظمة اطباء بلا حدود, " في المناطق الحدودية توجد عدد من المراكز الطبية والمشافي بالتعاون مع منظمات طبية وصحية اغلبها اوربي ومنها (ميديكال ) وهي ممولة من الاتحاد الاوربي و(هاند اند هاند ) اضافة الى مشافي فتحت بالتعاون مع منظمة اطباء بلا حدود والتي تملك حوالي 8 مشافي في محافظتي حلب وادلب وتم قصف عدد منها في مدينة اعزاز واخرها مشفى القدس في مدينة حلب ", ولم تسلم حتى المشافي الاهلية من القصف فقد قصفت القوات الحكومية مشفى اورينت في ريف ادلب وهي لصاحب قناة اورينت التلفزيونية المعارضة.

 وذكر مدير مشفى ميداني عند الحدود السورية التركية إلى  العرب اليوم, " لدينا مشكلة في الكادر الطبي حيث لا تتوفر الكثير من الاختصاصات ونعتمد بشك كبير على المتطوعين من الاطباء الذين يصلون من دول اوربية ومن غزة ومصر حيث يمضي البعض منهم حوالي شهر يجري احياناً في اليوم الواحد عدة عمليات جراحية ولكن تلك الاجراءات هي مؤقته نتمنى ان يكون لدينا كادر كامل ولكن صعوبة الاوضاع والقصف يدفع الاطباء للهجرة ".

ويعد الانتهاك الاكبر الذي ارتكبته القوات الحكومية تحويل الكثير من النقاط الطبية الى نقاط عسكرية كما حصل في مشفى الكندي على اطراف مدينة حلب والذي يعد من اكبر المشافي في الشرق الاوسط حيث حول المشفى الى نقطة عسكرية للدفاع عن اطراف مدينة حلب الشمالية ما جعله تقدم قوات المعارضة صعبا الامر الذي دفعها في نهاية عام 2013 الى تفجير المبنى بشاحنتين مفخختين تحملان اكثر من مئة طن من المتفجرات ".

وتعرض مشفى القدس الذي تدعمه منظمة "أطباء بلا حدود" في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب لقصف جوي ليل الأربعاء الماضي مما اسفر عن مقتل طبيبين وتدمير مبنى سكني ملاصق له, الأمر الذي لاقى إدانات أممية ودولية, وسط اتهامات للجيش النظامي والطيران الروسي بالمسؤولية عن ذلك, الأمر الذي نفاه النظام ووزارة الدفاع الروسية , كما تعرض مشفى "الضبيط" للتوليد بحي المحافظة الذي تحت سيطرة النظام لسقوط قذائف صاروخية, ما تسبب بمقتل 3 نساء وإصابة 17 آخرين جميعهم من الأطفال والنساء.

 وتعتبر الاعتداءات التي تستهدف العاملين الطبيين انتهاكا للقانون الإنساني الدولي حينما تكون الاعتداءات منظمة ومنتشرة على نحو ما هي عليه في سورية، فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية".

ودان مجلس الأمن الدولي بعد استهداف العاملين في المجالين الطبي و الإنساني في حلب وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "استهداف أعمال الإغاثة والمؤسسات الصحية جريمة حرب".

ولم يقتصر قصف الطائرات الحربية والمروحية السورية للمشافي والمراكز الصحية بل طال حتى العيادات الخاصة فقد تعرضت عيادة الطبيب ابو معد عبد العزيز الى تدمير كامل عبرا استهدفها بصاروخ في مدينة معرة النعمان بريف ادلب بحجة انه يقوم بمعالجة جرحى قوات المعارضة في معاركهم مع القوات الحكومية , ويقول ابو معد في حديث إلى العرب اليوم " اعمل طبيب عام وتقتصر الخدمات التي اقدم العلاجات الاولية وتقدير حالة المريض حول حاجته الى مشفى ، وليس لدي اية مشكلة بمعالجة أي مريض حتى انني عالجت جرحى جنود من النظام خلال معارك ريف ادلب ، الطب مهنية انسانية بعيداً عن السياسة وتداعيات الحرب ", ويضيف الطبيب ابو معد طلب احد صدقائي له علاقة مع القوات الحكومية بعدم معالجة جرحى مسلحي المعارضة وعندما رفضت ذلك قال سوف يقتلونك ، ولم اكترث بالأمر وفي نهاية عام 2014 عندما كانت المعارك عنيفة في محيط وادي الضيف والحامدية جاء شخص الى عيادتي لإسعاف والدته وعندما خرجنا من العيادة بمسافة لا تتجاوز 200 متر تم قصفها بصاروخ فدمرت بالكامل ومنذ ذلك التاريخ اضع ما بقي لدي من ادوات طبية في سيارتي واكون قريب من مناطق المعارك لمعالجة الجرحى وكذلك اقف على طريق اتوستراد حلب اللاذقية لمعالجة الجرحى والمرضة واصبح مكان توقفي معروف لجميع اهالي المنطقة ".

 وما زاد من معاناة القطاع الصحي حتى داخل مناطق سيطرة النظام السورية خروج الكثير من المراكز الطبية في محيط العاصمة دمشق حيث تشهد تلك المشافي والمراكز الطبية حالة ازدحام ناهيك عن الاعطال التي تصيب الكثير من الاجهزة نتيجة ضغط العمل والحصار المفروض على سورية لجهة الصيانة وجلب اجهزة جديدة ، فقد زار دمشق منذ ايام طبيب ايطالي اخصائي جراحة قلب اطفال يرافقه وفد طبي من ايطاليا والمانيا لإجراء عمليات جراحية في مركز جراحة القلب بمشفى الاطفال والذي تم تجهيزه بمساعدة ايطالية .

ومنع تنظيم داعش اطباء النسائية من العمل في مناطق سيطرتهم ،ويقول احد اطباء النسائية الذي غادر مدينة الرقة قبل حوالي عام إلى العرب اليوم  " صدر قرار من تنظيم داعش بعدم ممارسة اطباء النسائية العمل في مدينة الرقة بشكل كامل وسمح للأطباء بمغادرة المدينة دون مضايقة بحجة لا يجوز كشف الطبيب على المرأة الحامل والتي تلد وبعض الاطباء غادر المدينة والاخرين اقتصر في اختصاصه على طبيب عام وقد وافق التنظيم لبعض الاطباء في المناطق التي لا يوجد بها طبيبة نسائية للعمل شريطة ان تكون هناك ممرضة تقوم بالكشف دون اقتراب الطبيب من المريضة ، كما منع داعش اطباء الاسنان من معالجة اسنان النساء ومنع التنظيم على أي طبيب لمس جسد المرأة على الاطلاق ".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقتل طبيب النسائي الوحيد في الغوطة الشرقية والقطاع الصحي يتصدر أبرز ضحايا الحرب في سورية مقتل طبيب النسائي الوحيد في الغوطة الشرقية والقطاع الصحي يتصدر أبرز ضحايا الحرب في سورية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab