الرباط- العرب اليوم
أثير جدل سياسي داخل أوساط حزب الاستقلال المعارض، أحد أعرق الأحزاب في المغرب، وذلك بسبب رفض قيادة الحزب قبول ترشيح الأمين العام السابق للحزب، حميد شباط، للانتخابات المحلية في مدينة فاس، جراء خلافات حادة معه.
وأصدرت اللجنة التنفيذية للحزب صباح أمس بياناً، قالت فيه إنها قررت «حل جميع فروع وتنظيمات الحزب بعمالة (محافظة) فاس»، حيث ينوي شباط الترشح، واعتماد إجراءات تنظيمية «مؤقتة»، تشرف عليها اللجنة التنفيذية للحزب لتدبير شؤون الحزب محلياً، «بما فيها الإشراف على كل المحطات المتعلقة بالانتخابات الجماعية (البلدية) والجهوية، والغرف المهنية»، إلى «غاية إعادة هيكلة التنظيمات المحلية والإقليمية، وفق الضوابط القانونية والالتزام، بمبادئ الحزب وأهدافه ومقرراته».
وبررت قيادة الحزب قرارها، بما آلت إليه شؤون الحزب أخيراً بهذه المدينة «من تقهقر على مستوى التنظيمات المحلية، وتوتر وصراع دائمين بين الأجهزة الحزبية والقواعد».
وقال مصدر قيادي في الحزب، إن قرار اللجنة التنفيذية بحل فروع الحزب، «جاء لقطع الطريق على شباط»، الذي أعلن رغبته في الترشح للانتخابات المحلية بفاس، والترشح لمنصب عمدة المدينة، مشيراً إلى أن قرار حل فروع الحزب في فاس «يأتي بسبب تأييدها لترشيحه، ودعمها له، خصوصاً أن قوانين الحزب تنص على أن التزكية للانتخابات المحلية تمنحها التنظيمات المحلية للحزب».
ويعد شباط من القيادات البارزة لحزب الاستقلال، حيث تولى منصب الأمين العام للحزب من 2012 إلى 2017. كما انتخب عمدة لمدينة فاس ما بين 2003 و2015. لكنه دخل في صراع سياسي داخل حزبه، بسبب مواقفه المثيرة للجدل، قبل مؤتمر الحزب في 2017، وهو ما أدى إلى الإطاحة به من الأمانة العامة، وانتخاب نزار بركة أميناً عاماً جديداً.
وتميزت مسيرة شباط باختفائه عن الأنظار لنحو سنتين، حيث تبين أنه مقيم ما بين تركيا وألمانيا. لكنه عاد أخيراً إلى المغرب، وشرع في تنظيم فروع الحزب في معقله بفاس، استعداداً لترشيح نفسه. كما أبرم اتفاقاً مع عبد المجيد الفاسي، نجل عباس الفاسي الأمين العام الأسبق للحزب، لدعم ترشيحه للانتخابات التشريعية في دائرة فاس، وهو ما لم يرق لقيادة الحزب التي قررت قطع الطريق عليه.
وحسب مصدر مقرب من شباط، فإن هذا الأخير سيترشح للانتخابات، سواء باسم حزب الاستقلال أو ضمن لائحة المستقلين، مشيراً إلى أن حل فروع الحزب ستخلف شرخاً داخل الحزب، وستكون لها تداعيات سياسية وتنظيمية على الحزب في المدينة.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك