فجّر فيديو للجزائري, شمس الدين العمراني, المعروف في الساحة الجزائرية, باسم Dzjoker Chemsou، يحث فيه الجزائريين على مقاطعة الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها بعد 48 ساعة, جدلا كبيرا في الساحة, وأثار غضب الحكومة الجزائرية التي سعت جاهدة منذ انطلاق الجملة الدعائية يوم 9 أبريل/نيسان الماضي, لإقناع الجزائريين بالتوجه نجو صناديق الاقتراع والتصويت حفاظا على استقرار البلاد.
وحقّق الفيديو, الذي جاء تحت عنوان "مانسوطيش" على وزن "منفوطيش" بمعنى "لن أصوت" نجاحا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي, وسجَّل نسبة مشاهدة عالية في ظرف وجيز من الزمن.
وأعلن صاحب الفيديو, شمس الدين العمراني, عن رفضه التام المشاركة في الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها الخميس المقبل, وأفصح في الفيديو, عن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ مثل هذا القرار, أبرزها عدم الثقة في المرشحين واتهمهم بتقديم وعود خيالية للشعب الجزائري وبيع الأوهام للجزائريين. ولم يكن هذا الفيديو الوحيد الذي صنع الحدث بقوة في آخر ساعات من عمر الحملة الدعائية, بل حقق الفيديو الذي يحمل عنوان "الرسالة" لصاحبه أنس تينا, نسبة مشاهدة علية, تطرق فيه للحديث عن كواليس الانتخابات البرلمانية, ويحكي قصة جرت وقائعها بين قبيلة البرلمانيين وقبيلة الشعب.
وأخرج هذا الفيديو , الحكومة الجزائرية عن صمتها, وهاجم وزير الشؤون الدينية الجزائري, محمد عيسى, ناشري صور الفيديو, واتهم في تجمع نظمه مع شيوخ الزوايا, أصحابة بتنظيم حملة "شعواء" ضد الانتخابات البرلمانية, ورد عليهم باللهجة العامية الجزائرية, قائلا واحد يقول منسوطيش, الله لا سوطها", بمعنى أن الحكومة قد استغنت عن الأصوات التي تحاول إفشال هذا الموعد الانتخابي.
ووجه فنانون جزائريون, انتقادات لاذعة لوزير الشؤون الدينية الجزائرية, محمد عيسى, واتهموه بتوظيف الدين ضد شباب معروفين في الجزائر بنشاطهم الهزلي. وبدأت الأحد حملة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في الرابع من أيار/مايو في الجزائر حيث تسعى السلطات إلى تعبئة الناخبين الذين قرر عدد كبير منهم عدم التصويت "لأن لا شيء يتغير". وأطلقت الحكومة الجزائرية, حملة انتخابية كبيرة تحت شعار "سمّع صوتك" وهو الشعار الذي ظهر في ملصقات كبيرة لتوعية الجزائريين بضرورة وأهمية الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وأُنجزت إعلانات قصيرة تمر طوال اليوم في القنوات التلفزيونية وعبر الإذاعات. وتراهن الجزائر على رفع نسبة المشاركة مقارنة بالانتخابات البرلمانية التي شهدتها الجزائر عام 2012 وبلغت نسبة المشاركة 42.9 فقط. ودعا قائد الجهاز التنفيذي في الجزائر, عبد المالك سلال ووزير داخلية الجزائر, نور الدين بدوي, الجزائريين إلى التصويت بقوة في الانتخابات "لإنجاح هذا الموعد الذي يعتبر بالنسبة للجزائريين و الجزائريات المفتاح الذي يصون الأمن و الاستقرار الذي تشهده البلاد". ودُعيت وسائل الإعلام السمعية البصرية إلى لعب دورها في "توعية الناخبين" وعدم العمل على "المساس بمصداقية الانتخابات أو إعطاء الكلمة للأطراف التي تدعو إلى مقاطعتها".
أرسل تعليقك