كشفت العمليات الأخيرة التي نفذها الجيش الجزائري, في مناطق حدودية تربط الجزائر بعدد من الدول التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة، كمالي والنيجر وليبيا, والتي مكنت من القضاء على متطرفين خطيرين, سبق وأن قاموا بأعمال إجرامية, والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والذخيرة, عن ارتفاع وتيرة التهديدات المتطرفة على الحدود الجزائرية.
ووفق التقارير التي كشفت عنها وزارة الدفاع الجزائرية, خلال الأيام الأخيرة, فإن الجيش الجزائري أحبط محاولات اختراق الحدود الجزائرية من قبل متطرفين, وضبط أسلحة وذخيرة مختلفة بينها قاذفات صواريخ.
وتوحي نوعية الترسانة الحربية المضبوطة، ومنها صواريخ مضادة للدبابات، بأن التنظيمات المتطرفة التي تنشط في الساحل الأفريقي، وأخطرها تنظيم "أنصار الإسلام والمسلمين"، الذي أُعلن عن ميلاده أخيرًا، لا تزال تخطط لتنفيذ عمليات استعراضية وتنفيذ هجمات على مواقع نفطية حساسة في صحراء الجزائر, تمامًا مثلما حدث في 2013، وهو الهجوم الذي طال مصنع الغاز في تيقنتورين، والهجوم الذي استهدف المجمع النفطي في الخريشبة، في 2016.
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، الأربعاء، اكتشاف مخبأ للأسلحة والذخيرة، إثر دورية استطلاع وتفتيش قرب الشريط الحدودي في القطاع العملياتي لأدرار، في إقليم الناحية العسكرية الثالثة، يحتوي على رشاش رشاش من عيار 14,5 ملم، مزود بقاعدة، وقاذف صاروخي من نوع "RPG-7"، ومسدسات رشاشة من نوع "كلاشنيكوف"، وصواريخ مضادة للدبابات، بالإضافة إلى كمية ضخمة من الذخيرة من مختلف الأعيرة (66573 طلقة). وقبيل ذلك، تمكنت وحدات الجيش الجزائري المرابطة على الحدود الجزائرية، وبفض الاستغلال الناجح للمعلومات, من ضبط ثلاثة مسدسات رشاشة من نوع "كلاشنيكوف" في تمنراست، أقصى الجنوب، بعد أربعة أيام فقط من اكتشاف مخبأ للأسلحة والذخيرة إثر دورية بحث وتفتيش على الشريط الحدودي في برج باجي مختار، في إقليم الناحية العسكرية السادسة، يحتوي على قاذف صاروخي ورشاشين ومسدسات رشاشة وكمية كبيرة من الذخيرة، إضافة إلى 162 كيلوغرامًا من مادة الكيف المخدرة.
وخلال يومين فقط، تمكنت قوات الجيش الجزائرية في منطقة تيمياوين الحدودية، في برج باجي مختار، على حدود الجزائر مع مالي, من توقيف متطرفين، مؤكدة أنهما كانا وراء ارتكاب العديد من الأعمال الإجرامية, وقبيل هذه العملية بساعات قليلة، وبفضل يقظة أفراد الجيش الجزائري، ألقى الجيش الجزائري خلال كمين في عين ڤزام، على الحدود مع مالي، القبض على متطرف كان بصدد اختراق الحدود على متن سيارة رباعية الدفع، وبحوزته مسدس رشاش من نوع "كلاشنيكوف" وكمية من الذخيرة.
ومنذ مطلع 2017, أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن اكتشاف مخابئ للأسلحة عبر الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر، وأيضًا مع ليبيا التي تشهد انفلاتًا أمنيًا ملحوظًا، وعودة تنظيم "داعش" إلى الواجهة. ومنذ بداية الحرب في كل من نيجريا ومالي وليبيا, اضطرت قيادة المؤسسة العسكرية الجزائرية لحشد عشرات الآلاف من الجنود على حدودها مع مالي والنيجر جنوبًا، وليبيا وتونس شرقًا, لمنع اختراق الحدود الجزائرية من قبل التنظيمات المتطرفة، وتهريب السلاح نحو الجزائر.
ورفعت السلطات الجزائرية, أخيرًا, من مستوى التأهب الأمني على حدودها الجنوبية والشرقية, تحسبًا لأي هجمات محتملة قد ينفذها تنظيم "داعش", وجاءت هذه الخطوات بعد تحذير غربي خص 11 دولة أفريقية، من بينها الجزائر وتونس والمغرب، من عمليات قد تنفذها تنظيمات مسلحة مرتبطة بـ"داعش" أو بـ"القاعدة"، شمال مالي.
أرسل تعليقك