بغداد - نجلاء الطائي
أطاح جهد مشترك بين مكتب التحقيق القضائي في محكمة التحقيق المركزية وجهاز المخابرات بواحدة من أخطر عصابات المافيا لتزييف العملة، ويمارس أفرادها نشاطهم مع شركاء لهم في لبنان، بعد القبض على سيدة وابنتها في مطار بغداد الدولي ومعهما مبالغ كبيرة من الدينار العراقي والدولار الأميركي. وأقرّت المتهمتان في أقوالهما بممارستهما هذا النشاط لأكثر من مرة، وبالطريقة ذاتها قبل كشفهما.
وأدت خيوط الجريمة إلى القبض على شبكة كبيرة من المتهمين وصل عددهم أكثر من عشرين شخصاً وبأدوار متعددة. وتقول مصادر تحقيقية إلى صحيفة "القضاء" الصادرة عن المركز الاعلامي لمجلس القضاء الأعلى (JAMC)، إن "معلومات وردت إلى جهاز المخابرات عن أشخاص يعملون لصالح (مافيا) خطيرة مختصة بتزييف العملة وغسل الأموال متواجدين في بغداد".
وتابعت المصادر أن "القاضي المختص أصدر مذكرة توقيف بحق المتهمين وأمر بالتحرك والقبض عليهم". وأشارت إلى أن "المتهمين أدلوا أمام القاضي باعترافات مهمة وخطيرة عن شبكة كبيرة تمارس نشاطها بين بغداد والعاصمة اللبنانية بيروت". ولفتت المصادر إلى أن "الاعترافات جاءت على سيدة وابنتها على وشك الوصول إلى بغداد ومعهم مبالغ تصل إلى 100 مليون دينار عراقي فئة (50 ألف) إضافة إلى 100 ألف دولار".
وأوردت المصادر أن "مذكرة توقيف صدرت بحق السيدة وابنتها اللتين وصلتا إلى مطار بغداد الدولي وضبط بحوزتهما مبالغ أكبر مما أدلى به المتهم في أقواله وضعت في الحقيبة اليدوية لكل منهما". ويسترسل أن "التحقيقات أظهرت وجود عصابة خطيرة أخرى لديها مطبعة كبيرة في العاصمة، وضبط مع المسؤولين عنها مبلغ مليار ونصف المليار دينار جميعها من فئة (25 ألفاً) جميعها مزيفة".
ويقول أحد المتهمين الرئيسين إن "شقيقه قد سبقه بالعمل في العصابة منذ سنوات وكان مع شركائه يأتون بمبالغ مزورة كبيرة من بيروت براً عبر الأراضي السورية". وتابع أن "الأحداث في سورية أجبرت العصابة على ترك عملها وممارسة التزوير داخلياً للعملة العراقية فقط". وزاد "كنت حينها خارج البلاد أكمل دراسة الماجستير بتخصص القانون في جامعة الشارقة في دولة الإمارات".
ولفت إلى أن "القوات الأمنية ألقت القبض على شقيقي في شباط/فبراير الماضي، أما أنا فقد عدت إلى البلاد وعلمت بأنه قد تزوج من فتاة عشرينية العمر تعرف عليها في جلسة للعشاء مع أصدقاء، لكن الزواج كان سرّياً ولم تعلم به زوجته الأولى التي لديه منها اطفال". ويواصل المتهم أن "شركاء شقيقي الذين لم يتم القبض عليهم كانت لديهم معرفة بزوجته الثانية ويتواصلون معها ووالدتها ويقدمون لها بعض الخدمات".
واستطرد أن "اتصالا تم مع هؤلاء الاشخاص، الذين طلبوا مني وبعد أن تعرفت على زوجة شقيقي الثانية بأن أكلفها بعملية ادخال مبالغ مالية مزيفة من العاصمة اللبنانية بيروت عبر مطار بغداد الدولي". ولفت المتهم إلى أن "الزوجة، رحبت بالفكرة بعد مدة قصيرة من التفكير وأبدت استعدادها بأن تذهب إلى بيروت وتأتي بالمبالغ المزيفة". وأورد أن "عدة عمليات لبيع العملة المزيفة تحصل من مجموعة إلى اخرها، حيث كنا نبيع كل مليون دينار مزيف بمعدل 300 الف دينار، أما 1000 دولار فقد كان ثمنها بنحو 300 دولار". وتابع أن "البيع يستمر بنحو تصاعدي حتى تذوب العملة المزيفة في السوق لدى اشخاص لا يعرفون حقيقتها".
من جانبها، أفادت المتهمة أن "الرحلة الأولى كانت مع والدتي، وقد جهزت تقارير طبية علاجية مزوّرة، لكي استطيع المغادرة إلى لبنان والعودة منها بتكرار من دون انتباه الجهات الأمنية والاستخبارية". وأضافت أن "سكني كان في فندق بمنطقة شارع الحمرة وسط بيروت حيث تلقيت مبلغا من شخص لبناني يدعي (المعلم) قدره 60 ألف دولار".
وترى أن "العملية الأولى كانت على سبيل التجربة للتأكد من نجاحها وقد دخلت إلى مطار بغداد الدولي ووضعت المبلغ داخل ثيابي وأوصلته إلى شقيق زوجي الذي كانت ينتظرني في احد احياء العاصمة".
وأوضحت المتهمة أن "شركائي كانوا يقدمون لي بطاقات الطائرة والحجز الفندقي، فضلاً عن مكافأة مالية بنحو 700 دولار". واستطردت أن "نجاح التجربة الاولى شجعنا على القيام بعملية اخرى بمبالغ أكبر"، لافتة إلى أن "العملية الثالثة انحصرت على مبالغ عراقية من فئة 50 الف دينار، حيث نجحنا في ادخال ما يقارب 60 مليوناً".
وتؤكد المصادر أن "علاقة جمعت (المعلم) اللبناني مع السيدة وابنتها، وقد بادرتا بالعمل لحسابهما الخاص حيث زادت المبالغ المضبوط عما تم الاتفاق عليه مع شركائهما في بغداد بـ 65 مليون دينار عراقي، إضافة إلى 70 ألف دولار". وأكملت المصادر أن "عدد المتهمين في هذه القضية وصل إلى أكثر من 23 شخصاً، جرى تصديق اعترافاتهم قضائياً وينتظرون استكمال الإجراءات القانونية لحين إحالتهم على محكمة الموضوع".
أرسل تعليقك