بغداد-نجلاء الطائي
كشف المتحدث باسم عملية "العزم الصلب"، الأحد، عن ارتفاع كبير في عدد مسلحي "داعش" الذين قتلوا من قبل التنظيم نفسه، مؤكدًا أن "داعش" بات أضعف نتيجة خسارته المزيد من الأراضي وانخفاض موارد تمويله وعوائده، وتراجع انضمام الأجانب إليه بنحو 90 في المائة. وأعلن مقتل 25 ألفًا من مسلحي التنظيم حتى الآن، يأتي هذا في وقت، شنت قواته بقيادة الولايات المتحدة 36 غارة جوية على مواقع مسلحي "داعش" في العراق وسورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة .
وأضاف العقيد كريس غارفر، في بيان أنه بينما يزداد غوص داعش في حالة من التخبط والفوضى الداخلية، طرأ ارتفاع كبير في عدد مقاتلي التنظيم الذين قتلوا على يده، مشيرًا إلى أن الشهور الثلاثة الماضية شهدت ارتفاعًا واضحًا في عدد مقاتلي داعش الذين قُتلوا على يد التنظيم، في مؤشر على بدء مرحلة من الصراع الداخلي داخله". وأضاف غارفر، أن هنالك حالات عديدة قام بها قادة داعش بإعدام قادة أقل منهم مرتبة"، مبينًا أن "التنظيم يواجه ضغوطًا عسكرية متزايدة، حيث يخسر المزيد من الأراضي وموارد تمويله فضلًا عن المعارك."
وأوضح أن "الانقسامات في صفوف التنظيم تزداد مع زيادة الضغوط عليه"، لافتًا إلى أن هناك "أنباء موثوقة واسعة الانتشار بشأن عمليات الإعدام الجماعي التي ينفذها داعش في العراق وسورية، مؤكدًا أن أرقامًا صدرت مؤخرًا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، تدل على قيام داعش بقتل 464 من مسلحيه في السنتين الماضيتين لأسباب عدة، من بينها الهروب من القتال، اتهامات بالتجسس، الهروب من الخطوط الأمامية للمعارك وصراعات داخلية".
وتابع غارفر، أن أنباء عدة وردت خلال عام 2016 الجاري، بشأن حالات قتل جماعي لمقاتلي داعش على يد التنظيم، منها إعدام 40 مسلحًا في دير الزور، و50 آخرين في الموصل، لتسببهم بما يُطلق عليه صراعات داخلية"، مبينًا أن "قائدًا في داعش قتل على يد زملائه في خضم تصاعد الانقسامات في الرقة، فضلًا عن مقتل 12 من مسلحي داعش في الموصل على يد زملائهم بزعم تعاونهم مع القوات العراقية". وذكر المتحدث باسم عملية "العزم الصلب"، وهو الاسم الرمزي الذي أطلقه التحالف الدولي على عملياته في العراق وسورية، أن "حالة الارتياب وعدم الثقة مستشرية في أوساط التنظيم"، مدللًا على ذلك بـ"الأنباء المتداولة بأن الاتهامات بالتجسس كانت واحدة من الأسباب الأساس التي حملت داعش على قتل أعضائه"، مسترسلًا أنه "حتى الأمور البسيطة وغير الضارة، كامتلاك هاتف نقال، تثير شكوك التنظيم بأعضائه".
واستنادًا إلى تقارير إعلامية محلية، قال غارفر، إن "الوضع بات سيئًا لدرجة أن داعش أسس مكتبًا للهجرة لإدارة العلاقات مع المقاتلين الأجانب بعد أن أدى خلاف مع مقاتلين هولنديين إلى معارك باستخدام الأسلحة وأعمال قتل انتقامية وإعدام ثمانية رجال". وتابع المتحدث، أن "استراتيجية التحالف تحقق تقدمًا إذ بات داعش أضعف مما كان عليه من قبل، لاسيما مع خسارته المزيد من الأراضي وانخفاض موارد تمويله وعوائده، وتعرض مسلحيه للقتل، فضلًا عن كون قيادته أصبحت أكثر ضعفًا، عادًا أن الأهم من ذلك كله تحطم أسطورة أن مقاتلي داعش أوما يُطلق عليه هو الخلافة، لا يُقهَرون.
وبيّن غارفر أن "معدلات الانشقاق داخل داعش زادت، في ظل تراجع تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إليه بما يصل إلى 90 في المائة"، مضيفًا أن "داعش خسر نحو 45 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وأكثر من 10 في المائة من تلك التي كانت تحت سيطرته في سورية، مع تحرير آلاف السكان من حكم التنظيم".
وأفاد المتحدث، بأن "داعش خسر خلال الشهور الستة الماضية، سيطرته على كل من هيت والرطبة والرمادي في العراق، وكذلك سد تشرين الاستراتيجي ومعقله السابق في مدينة الشدادي في سورية، موضحًا أن "أكثر من 650 ألفًا من النازحين داخليًا عادوا إلى بيوتهم في العراق، بفضل جهود تحقيق الاستقرار التي تساعد في تمويله دول التحالف الدولي البالغ عددها 66 دولة".
وكشفت القيادة المركزية لعمليات التحالف في بيان الأحد، أنه تم تنفيذ 16 غارة في سورية بالقرب من البوكمال والرقة ومنبج ومارع ضربت ودمرت أبار نفط وعدة وحدات تكتيكية ومركبات ومواقع قتالية ومواقع لإطلاق قذائف الهاون ومخازن أسلحة يستخدمها التنظيم المتطرف. وبينت القيادة أنه جرى تنفيذ 20 غارة في العراق قرب البغدادي وبشير والفلوجة والقيارة والرمادي وسنجار ضربت عددًا من قطع المدفعية والمركبات والوحدات التكتيكية ومناطق تجمع المسلحين والمنشآت والمعدات والمواقع القتالية ومنصات إطلاق الصواريخ ومصانع الأسلحة التابعة لداعش. وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، يتألف من 66 شريكًا دوليًا، وتم تشكيله في أيلول 2014، ويتولى مهمة إضعاف التنظيم وهزيمته من خلال الجهود التي يبذلها على خمسة مسارات.
وأعلن مسؤول في قوات البيشمركة الكردية في قضاء سنجار في محافظة نينوى، الأحد، عن أن طائرة مسيرة تابعة للقوات الأميركية سقطت في القضاء بسبب عطل فني، نافيًا أن تكون الطائرة أسقطت من قبل متطرفي تنظيم "داعش". وقال آمر القوة الخاصة الثانية في قوات البيشمركة هكار محسن آميدي في تصريح صحافي، إن طائرة مسيرة تابعة لقوات التحالف الدولي سقطت قرب مجمع الدوميز التابع لقضاء سنجار بسبب عطل فني، لافتًا إلى أن قواته سلمت بقايا الطائرة إلى القوات الأميركية. وبشأن الأوضاع في جبهات القتال في محور سنجار، أكد آميدي أن القضاء ومحيطه يشهدان هدوءًا نسبيًا وتوقفت هجمات تنظيم "داعش" المتطرف تقريبًا، منوهًا إلى أن المنطقة تشهد تبادلًا للقصف المدفعي من قبل الجانبين.
أرسل تعليقك