تحفظت معظم الفصائل العسكرية الكبرى في سورية، على بنود الهدنة التي أقرتها كل من الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، كما لم تذكر موقفاً واضحاً حول قبولها لها من عدمه، مؤكدةً رفضها استثناء "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) من الهدنة.
وأصدرت كل من حركة "أحرار الشام الإسلامية" وفصائل من الجيش السوري الحر بما فيها (فيلق الشام، وجيش الإسلام، وحركة نورالدين الزنكي) مساء أمس الاثنين، بيانين منفصلين ومتطابقين، حول موقفهما من الهدنة التي بدأ سريانها مع غياب شمس اليوم.
ولم يحمل البيانان موقفاً واضحاً حول قبول الهدنة أو رفضها، حيث جاء فيه "نحرص دائماً على تقييم المبادرات الدولية ومقترحات الهدن التي لا تمس ثابت من ثوابت الثورة ومصالحها العليا".
وقالت إنه يجب الحرص على "تجنب المكاسب السريعة والتي يقابلها وجود أخطار مؤكدة يكون لها أثر سلبي"، مستشهداً ببعض الهدن التي توقف فيها القصف لعدة أيام ودخلت خلالها كميات قليلة من الغذاء والدواء للمحاصرين.
وشددت على أن بنود الهدنة تترك "المجال مفتوحا" للنظام وحلفائه "لاستغلالها وارتكاب مجازر جديدة وتحقيق بعض المكاسب العسكرية التي لم يستطع تحقيقها في وقت سابق"، مشككةً بجدية وتوقيت الهدنة وبنودها.
وأشار البيان، إلى "ضعف وعجز" الإرادة الدولية عن اتخاذ إي إجراءات فاعلة من شأنها إيقاف "المذبحة" أو رفع الحصار عن المدنيين، منوهاً إلى اعتماد الفصائل على "القوة الذاتية" في المضي بالمعركة ضد النظام السوري وحلفائه.
ورحبت بقرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب، كما أعلنت عن الاستعداد للتعاون الكامل في هذا الإطار مع المنظمات الدولية والإنسانية وتأمين الحماية للعاملين معها، مؤكدةً في ذات الوق رفضها "ربط المساعدات بأي هدن مناطقية أو حل سياسي مزعوم"، مشددةً على عدم استثناء أي منطقة من المناطق الخاضعة للحصار، كما رفضت سياسة التهجير على أساس طائفي "بهدف أحداث تغير ديموغرافي" في تلك المناطق.
وذكر البيان، أن "تغليب المصلحة البعيدة المدى للثورة مقدم على المكاسب الآنية أو المؤقتة مع كامل ثقتنا أن النظام وحلفائه لن يتقيدوا بها أبداً وسيلتفون عليها بكل الوسائل والسبل", وحذر من غياب آليات المراقبة لتطبيق الهدنة والعقوبات المنتظرة في حال خرقها من قبل النظام وحلفائه، مشدداً على أن هذا الأمر سيدفعهم لـ"خرقها لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية كما في المرات السابقة".
واعتبرت الفصائل، أن بند الهدنة القاضي بأن (حظر الطيران الحربي لن يتم إلا بعد تحقيق 48 من وقف القصف، وتليها خمسة أيام يتم بعدها تشكيل مجموعة التنفيذ المشتركة) هو "فرصة كافية للنظام وحلفاؤه لمزيد من القتل والتهجير".
ورفض البيان، استثناء "جبهة فتح الشام" من الهدنة أو أي فصيل آخر يحارب النظام السوري من الهدنة، في حين غضت الطرف كلياً عن الميلشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، معتبراً هذا الأمر "ازدواجية معاير مريبة ومرفوضة".
ودخل الاتفاق الأميركي-الروسي حول "وقف إطلاق النار" و"الأعمال القتالية" في سورية، حيزّ التنفيذ عند الساعة السابعة من مساء أمس الاثنين، وفق ما أعلنت عنه "هيئة الأركان الروسية"، ووسائل إعلام الحكومية .
يُذكر أنَّ حركة "أحرار الشام" الإسلامية"، أعلنت في بيان لها أمس الأحد، رفضها للاتفاق معتبرةً أنه يهدف "لتثبيت النظام"، ولا يحقق أهداف "الشعب الثائر"، وذلك في كلمة مصورة بمناسبة عيد الأضحى، لنائب رئيس الحركة "أبو عمار العمر", فيما لاقى قبولاً من قبل الهيئة العليا للمفاوضات، والحكومة السورية بالإضافة لترحيب دولي، بينما شككت فصائل عسكرية به معتبرةً أنه "منقوص وغير واضح المعالم"، وفقاً لتعبيرها.
أرسل تعليقك