الجزائر – ربيعة خريس
انطلقت الجمعة، أشغال الدورة الـ 12 للجنة الثنائية الإستراتيجية الجزائرية ـ المالية، حول شمال مالي في الجزائر العاصمة، وأشرف وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل، رفقة نظيره المالي عبد اللاي ديوب على افتتاح أشغال هذه اللجنة، ويأتي هذا الاجتماع تكملة للقاء عقد بباماكو عام 2016 ، يعمل على تقييم الوضع في شمال مالي والتقدم المسجل في تطبيق اتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر الموقع سنة 2015، كما سيشكل اللقاء فرصة لتقييم التعاون الثنائي، ومناقشة سبل تعزيزه وتوسيعه لفائدة كلا الطرفين.
ويشارك في كبار المسؤولين في مالي أبرزهم المسؤول السامي لدى الرئيس المالي إبراهيم بو بكر كايتا المكلف بتطبيق اتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر الذي سيكون حاملاً رسالة من الرئيس المالي إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ومن المرتقب أن يستقبل وزير خارجية الجزائر، الجمعة، على هامش أشغال هذه الدورة، الممثل الخاص للأمين العام الأممي في مالي ورئيس بعثة مينوسما، في إطار المشاورات الدائمة بين الجزائر والأمم المتحدة حول الوضع في مالي، وتقييم مسار تنفيذ اتفاق الجزائر، ومن المرتقب أن يستعرض الطرفين الوضع في مالي، على ضوء التطورات الأخيرة الحاصلة شمال مالي، إضافة إلى التنسيق بين الجزائر وشركائها حول موضوع تنفيذ اتفاق الجزائر.
وتنعقد هذه الدورة في وقت ازدادت الأمور تعقيدًا في شمال مالي، وتصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية بالقرب من الحدود الجزائرية، وارتفعت حدة التوتر في المنطقة بخصوص بعد إعلان أربعة تنظيمات مسلحة في الساحل انصهارها في تنظيم واحد، يطلق عليه اسم " جماعة نصرة الإسلام والمسلمين "، وفي خضم هذه التطورات رمت الجزائر بكل ثقلها في الأزمة المالية، التي تشكل تهديدا كبيرا على حدودها وتكبدت الجزائر خسائر معتبرة منذ اندلاع الحرب في هذه الدولة المجاورة، حيث فقدت فريقًا دبلوماسيًا، على رأسهم القنصل بوعلام سايس بعدما أختطفهم تنظيم التوحد و الجهاد، من غاو عام 2010.
وفي وقت تسعى الجزائر لإيجاد مخرج سلمي للأزمة المالية تهدد فرنسا بمواصلة التدخل العسكري في المنطقة، الذي باشرته يناير / كانون الثاني 2013، في إطار ما سمي بعملية سارفال، (تلتها عملية برخان)التي جاءت مباشرة بعد الاعتداء الذي تعرض له حقل غازي بعين أميناس أقصى جنوب الجزائر، حيث قام منفذو الاعتداء باحتجاز قرابة 650 رهينة من بينهم 150 من الأجانب من جنسيات مختلفة.
وزاد التدخل العسكري الفرنسي في المنطقة من تعقد الأوضاع، حيث تم الإعلان عن تشكيل فضاء مسلح واحد "جماعة نصرة الإسلام و المسلمين"، من طرف اربعة تنظيمات جهادية هي : أنصار الدين" (اغ غالي) و"المرابطون" (مختار بلمختار)، و"إمارة منطقة الصحراء" (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، و"كتائب ماسينا" (بول امادو كوفا الناشط في وسط مالي).
أرسل تعليقك