الرقة - لامار أركندي
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قادة تنظيم "داعش" بدأوا يغادرون مدينة الرقة السورية، التي تعتبر عاصمتهم، على وقع تقدم قوات "سورية الديمقراطية"، التي يدعمها التحالف الدولي ضد المتطرفين. وقال النقيب جيف ديفيس، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية: "بدأنا نلاحظ أن عددًا كبيرًا من القادة الكبار في تنظيم داعش بدأوا يغادرون الرقة"
وأضاف: "لقد أخذوا في الاعتبار بالتأكيد أن نهايتهم وشيكة في الرقة"، لافتًا إلى انسحاب منظم جدًا ومنسق جدًا من قبل التنظيم. وأضاف المسؤول الأميركي أن مغادرة القياديين لا تعني أن معركة تحرير الرقة ستكون سهلة، مضيفا أن هناك ما بين ثلاثة وأربعة آلاف من مسلحي "داعش" في المدينة، وفق تقديراته.
وأشار إلى أن مغادرة بعض قياديي التنظيم للرقة تمثل إشارة إلى أن خسارة هذه المدينة لن تكون نهاية "داعش"، وأن التنظيم سيواصل القتال من أجل الحفاظ على "خلافته"، ووفق التوقعات، ستتوجه قيادات "داعش" إلى محافظة دير الزور، ومدن عراقية، على نهر الفرات.
ووفقًا لتقديرات المسؤول الأميركي، فإن "داعش" يمتلك ما لا يقل عن 15 ألف مسلح في العراق وسورية، على الرغم من أن تدفق العناصر الجدد تقلص بشكل ملحوظ، إلى معدل 100 شخص في الشهر، أو أقل من ذلك. ويقاتل ما لا يزيد على 2.5 ألف مسلح في الموصل وتلعفر، شمال العراق، حيث قطعت القوات العراقية طرق الإمدادات لهم، وتركز الجهود الأمريكية على ضرب القيادات من المستوى المتوسط، لخلط أوراق التنظيم.
وأشار المسؤول أيضًا إلى أن "داعش" خسر 65 % من الأراضي التي كان يسيطر عليها، عند اتساع رقعة سيطرته إلى أقصى حد لها. ويأتي ذلك على خلفية أنباء عن وصول مجموعة من أفراد مشاة البحرية الأميركية إلى سورية، لمساعدة القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة على تحرير مدينة الرقة.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في وقت سابق، أن "البنتاغون" يعتزم تعزيز القوة الأميركية الموجودة في سورية، والتي يبلغ عدد أفرادها 500 شخص، من عناصر القوات الخاصة. ووفق التقارير الإعلامية المتعلقة بخطة "البنتاغون" لتحرير الرقة، والتي يقال إنها تُدرس في الوقت الحالي، فإن القوات الأميركية لن تشارك في العمليات القتالية ضد تنظيم "داعش" بشكل مباشر، وإنما ستقدم الدعم اللازم إلى قوات "سورية الديمقراطية"، التي أعلنت انطلاق العملية لتحرير الرقة، في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.
أرسل تعليقك