الجزائر – ربيعة خريس
كشف تقرير صدر أخيرا عن قيادة القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" أن عدد عناصر تنظيم "داعش" المتواجدين حاليا في ليبيا, يقدر بـ 500 إرهابي يعملون على تشكيل خلايا سرية لإعادة بعث معاقلهم الرئيسية التي خسرها التنظيم في سرت. ونقلت جريدة "وول ستريت جورنال" الأميركية, أمس الاثنين, عن مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية قوله إنه ومنذ طرد التنظيم من سرت, وجدنا تراجعا ملحوظا في أعداد المقاتلين الأجانب الذين يتحركون من وإلى ليبيا, في وقت يرى مسؤولون أنه من الصعب تحديد أعداد إرهابيي التنظيم الناشطين في ليبيا حاليا.
وحسب المعطيات التي تتوفر عليها قيادة القوات الأميركية في أفريقيا " أفريكوم " فإن التنظيم الإرهابي شكل خلايا صغيرة تتكون من بضع عشرات من المقاتلين، وأقام قواعد جديدة خارج المدن الليبية القريبة من الحدود الجزائرية كمدينة "بني وليد "و "غات" الليبية الحدودية مع الجزائر, التي ترتبط بين محافظة إيليزي وجانت أقصى جنوب البلاد عبر منفذين صحراويين ومسالك وعرة, تشكل هذه المنطقة خطرا أمنيا كبيرا على الجزائر, حيث كانت مكان للتخطيط والانطلاق لعملية قاعدة "تيقنتورين" النفطية الجزائرية, وتنشط في هذه المنطقة تنظيمات أفريقية خطيرة لها ارتباط بشمال مالي, فيما يتخذ تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب العربي الإسلامي منطقة غات وعوينات ملاذا آمنا له.
ونقلت الجريدة عن مسؤول ليبي, إن عناصر "داعش" الفارين من سرت توجهوا إلى مدن أخرى مثل مثل بني وليد، حيث اختبأوا في أودية حول المدينة، لكنهم أقاموا أخيرًا نقاط تفتيش واستولوا على عدد من الشاحنات التجارية المارة, وفرت عناصر أخرى إلى مدينة غات، بحسب المسؤول، حيث كثف التنظيم تواجده قرب أوباري، ويعقد اجتماعات منتظمة بين عناصره ويتحرك بحرية في محيط الحقول النفطية.
وكثفت الجزائر, أخيرا, رقابتها الأمنية على حدودها الشرقية والجنوبية لأنها تحولت إلى بؤرة إرهابية بامتياز, لكونها معقلا لحركتي المرابطون والجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا وبروز تنظيم " أنصار الإسلام والمسلمون ".
وكان رئيس أركان الجيش الجزائري, الفريق أحمد قايد صالح, قد أكد الاثنين في كلمة له قبيل انطلاق عملية تدمير المخزون المتبقي من الألغام, أن أمن الجزائر لا يزال يتطلب مواجهة تهديدات كبرى تتمثل في الإرهاب، التطرف، تهريب المخدرات، تبييض الأموال، المتاجرة بالأسلحة والاتجار بالبشر.
أرسل تعليقك