من الصعوبة بمكان أن ينتهي مطاف مهندس تركي الجنسية مقيم في سويسرا إلى الإرهاب، لكن "سرجان علي" كان مصيره مختلفً إذ سرعان ما ترك كل شيء وسافر إلى تركيا ثم الى سورية ليتلقى التدريب في مدينة الطبقة في معسكر مخصوص بتنظيم داعش وانتقل بعدها الى مدينة تلعفر العراقية وتزوج فيها، كلف بأكثر من عمل أبرزها صناعة العبوات وتجهيزها.
سرغان علي والمكنى بـ(عبيدة) يقف الآن أمام المحكمة المركزية المتخصصة بنظر قضايا الارهاب في بغداد، حيث يروي تفاصيل انخراطه في "داعش" وطريقة تجنيده وتلقيه التدريبات ورحلته من سويسرا حتى مدينة تلعفر والقبض عليه متنكرًا بين النازحين.
يقول الشاب سرغان صاحب الـ23 ربيعا إن والديه "اضطرا للسفر من تركيا إلى سويسرا للعمل هناك كون أبي طبيباً متخصصاً بجراحة القلب، وهناك ولدت في مدينة (كانتون) السويسرية وحصلنا على الإقامة الدائمة ثم درست الهندسة وعملت في شركة فرنسية للمواد الكهربائية في سويسرا".
يضيف "عبيدة" انه "في العام 2010 كانت لدي توجهات دينية وبدأت بمتابعة البرامج الدينية التي تظهر على التلفاز، حتى قمت بالذهاب إلى جامع في مدينة اربون السويسرية عام 2013 لغرض اداء الصلاة فالتقيت بصديق سابق".
ويتابع "صديقي اخبرني بأنه يرتاد مسجدا آخر في منطقة روشاخ ويلتقي فيه المسلمين من الاتراك والصوماليين والألمان ومن دول أخرى"، يشير سرجان إلى أنه التقى هناك بشخص صومالي يدعى (عبد الفتاح) "كان يحدثنا على الجهاد في سبيل الله وعن الفتوحات التي يحققها الأخوة "المجاهدون" في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية وانهم بحاجة الى الدعم والمساندة".
قام سرجان علي بالتردد على هذا المسجد، ويؤكد أنهم كانوا باستمرار يتحدثون عن موضوع الجهاد ودعم المجاهدين "حتى أصبحت لدي رغبة في الالتحاق بالمقاتلين في العراق وسوريا"، يقول عبيدة.
يكمل عبيدة "أصبحت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعرفت على الداعية الألماني (بيرفوكر) خلال العام 2015 ثم دعاني للسفر إلى ألمانيا لغرض اللقاء به ثم سافرت الى هناك برفقة 8 أشخاص ممن لديهم رغبة بالالتحاق في صفوف التنظيم حتى التقينا بالداعية في مدينة (مانهايم) الألمانية ودعانا للعمل الجهادي، بعدها أصبحت لنا زيارات متكررة إلى ألمانيا للقاء به".
ويسترسل عبيدة "بعدها تعرفت على شخص يدعى ايكمين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وتحدثنا عن أمور الجهاد ومساندة المقاتلين وأصبح يبعث لي مقاطع للمعارك و"الفتوحات" وأخبار تنظيم الدولة الإسلامية".
وزاد "سألني (ايكمن) عن رغبتي بالانضمام للمقاتلين في العراق وسوريا فوافقت ، وطلب مني السفر من سويسرا الى تركيا فسافرت وتوجهت إلى مدينة (افجلر) التركية والتقيت به هناك واصطحبني الى احد المساجد حتى بقيت مدة أسبوع وطلب مني أن لا اخرج وان لا أتحدث لأحد وبعدها اصطحبني الى مدينة اسطنبول حتى التقيت بعائلة تركية تتكون من نساء ورجال ترغب بالهجرة إلى سورية لغرض الجهاد".
ويضيف المتطرف "بعدها اتجهنا إلى محافظة (كلكس) التركية والتقينا باحد المهربين حيث قام بإيصالنا الى الحدود السورية حتى تجاوزناها مشياً على الاقدام وبعدها وصلت ثلاث عجلات تابعة لتنظيم داعش ونقلتنا الى مضافة خاصة بالمهاجرين في مدينة الرقة السورية وبعدها نقلنا الى معسكر في مدينة الطبقة السورية وبعد فترة تم نقلنا بواسطة عجلات الى مدينة تلعفر العراقية".
وافاد عبيدة قائلا "عند وصولنا الى معسكر الطبقة السوري قرب مطار الطبقة استقبلنا مسؤول المعسكر والمكنى بـ(ابي عبد الرحمن) داغستاني الجنسية وتم ادخالي في دورة تدريبية على الاسلحة وبعدها تم زجي في دورة شرعية تضمنت نشر فكر تنظيم الدولة الإسلامية والجهاد وكان (ابو عمر الروسي) هو مسؤول الدورات الشرعية".
ويستطرد "عند وصولنا الى مدينة تلعفر العراقية التقينا بمسؤول كتيبة المهاجرين الاتراك والمكنى بـ(ابو طلحة) وتلقينا التدريب على يده على مختلف انواع الاسلحة (كلاشنكوف ، والبي كي سي ، وار بي جي 7 و قاذفة الصواريخ ورمانات يدوية)".
يبين المتطرف سرجان علي المكنى بـ(عبيدة ) المفاصل التي عمل بها في التنظيم حيث يروي "بعد اجتيازي الدورات التدريبية على القتال والشرعية تم إبلاغنا بأنه سوف يتم تكليفنا بقتال القوات العراقية وتم نقلي بمضافة خاصة بالاذربيجانيين حتى التقيت بالأمير العام في تلعفر ويدعى ( طلال ) وسألني عن تخصصي وأخبرته اني اعمل في مجال الكهرباء".
وأوضح "تم تكليفي بعمل دوائر الكترونية للعبوات الناسفة في معمل لتصنيع وتجهيز العبوات وعملت هناك لمدة 9 اشهر وبعدها تم نقلي الى ديوان الزكاة في تنظيم الدولة وكان عملي يقتصر على توزيع الاموال على عائلات المجاهدين والطعام".
وأضاف "بعدها تم تكليفي بواجبات عدة منها المرابطة وعمل دوريات والانتشار في مدينة تلعفر وشاركت بالتصدي للهجمات التي كانت تقوم بها القوات العسكرية العراقية".
يذكر عبيده "تزوجت من امرأة عراقية من أهالي تلعفر عن طريق احد المجاهدين من الجنسية البنغلاديشية وذهبنا لمنزلها لخطبتها برفقة امرأة من مكتب الزواج الخاص بالتنظيم وعدد من عناصره وقد وافق والدها".
ويزيد المتطرف "بعد أن قامت القوات العراقية بتنفيذ عمليات عسكرية ومحاصرة تلعفر جرت اشتباكات عنيفة وقد قتل وجرح العديد من عناصر التنظيم وانسحب الآخرون فقد قمت بأخذ عائلتي وحاولت الخروج من تلعفر وحضر معنا المتهم (ايدن) وهو أيضاً تركي الجنسية ومتزوج من شقيقة زوجتي وأيضاً يعمل ضمن التنظيم"
وتابع " اتفقنا على أخذ عائلاتنا وأطفالنا ونتنكر مع النازحين ونوهم السيطرات بأننا عائلات نازحة للعبور إلى سورية التي مازالت تحت سيطرة تنظيم الدولة والالتحاق في صفوفه من جديد وذهبنا باتجاه إحدى السيطرات وأخبرناهم بأننا نازحون إلا أن تلك القوة قامت بإلقاء القبض علينا ".
أرسل تعليقك